Join the Group - 3224 reads
من هم يأجوج ومأجوج؟ الرد الأول
ردّي من خلال آيات الله البيِّنات على المُفكِّر والباحث الدكتور رشيد الجراح صاحب نظرية الديناصورات الطائرة، حول مفهوم يأجوج ومأجوج.
السلام عليك يا دكتور جراح، لقد كتبت لي في إحدى تعليقاتك أنَّك كنت تنتظرني منذ زمن بعيد، الحمد لله لقد حقَّق الله تعالى أُمنيتك.
وَعَدَ بائع البيتزا المُفكِّر والباحث الدكتور رشيد الجراح وأتباعه أن يُبيِّن من خلال آيات الله البيِّنات المعنى الحقيقي ليأجوج ومأجوج، وبائع البيتزا يفي بوعده دائمًا بإذن الله، إلَّا إذا توفَّاه الله قبل أن يتمّ وعده.
أهدي مقالتي هذه إلى الباحث والمُفكِّر الدكتور رشيد الجراح وأتباعه، بعد أن أُقدِّم إعتذاري للدكتور الجراح لأنَّني كاتبته البارحة بأستاذ وليس بدكتور.
بيان "يأجوج ومأجوج" من خلال أحسن البيان (القرءان العظيم) ومن خلال ترابط آيات سورة الكَهْف والأنبياء.
السلام على من لم يتَّبع خطوات يأجوج ومأجوج (أي الأبالسة والشياطين من الظالمين والفاسدين من جميع الأمم ومن الآباء الأوَّلين الذين أعرضوا عن دين الله الواحد الأحد الذي هو العَدْل المُطلْق).
(١): لقد زعم الدكتور رشيد الجراح أنَّ يأجوج ومأجوج هم من الديناصورات وهي كائنات فضائيَّة ستعود لتغزوا الأرض من جديد كما فعلت في غابر الزمان، وأنَّ ذا القرنين هو من هدم طريقها الموصلة إلى الأرض فأدَّى بذلك إلى انقراضها على الأرض. (إنتهى).
لا حول ولا قوة إلَّا بالله العليّ العظيم، يأجوج ومأجوج هم ديناصورات طائرة ستعود لتغزوا الأرض في كتاب الله بزعمك يا دكتور رشيد.
غريب عجيب أمرك يا دكتور جراح، من أين أتيت بهذا العِلْم أيها الجهبذ؟ عِلْمًا بأنَّ الله تعالى أمرك في كثير من آياته أن تتَّبع فقط القرءان، لأنَّ القرءان هو كتابٌ بيِّنْ ومُفصَّل وكامِل وفيه جميع العلوم والأمثال والعِبَر.
* سورة الأعراف
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾.
سبحانه وتعالى عمَّا تقول يا دكتور ظُلْمًا وزورًا وكُفرًا وإشراكًا
(٢): * سورة الكهف
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿٨٦﴾ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴿٨٧﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿٨٨﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴿٩٠﴾ كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿٩١﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾.
ركِّز يا دكتور على آية (٩٤): "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ...".
ركِّز مرة ثانية على عِبارة "... مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ..." لعلَّ الله يُحدث بعد ذلك أمرًا.
من الذي فسد وسفك الدماء في الأرض، الديناصورات الطائرة أم الإنسان؟
ولماذا لم تحتجّ الملائكة على خَلْق الديناصورات الطائرة إن كانت مسؤولة عن الفساد في الأرض وسَفْك الدماء؟ عِلْمًا أنَّ الملائكة احتجتّ فقط على فساد الإنسان، تجد البرهان المُبين في آية (٣٠) من سورة البقرة.
* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيہَا مَن يُفۡسِدُ فِيہَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّىٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ (٣٠).
(٣): إذا تابعت آيات سورة الكهف تجد أنَّ الفساد كان منتشرًا في بعض أماكن الأرض بعد أن خَلَقها الرحمن الرحيم وأصلحها لجميع الأُمم لكي تعيش بسلام من خلال تقاسم خيراتها، لذلك أرسل الله تعالى رسوله الأمين ذا القرنين إلى مشارق الأرض ومغاربها لكي يُبلّغ رسالته إلى جميع الناس، أي لكي يُقيم دين الله، أي حُكم الله بهدف نشر الخير والإصلاح ومحاربة الظُلْم والفساد، وعندما وصل بين السدَّين وجد من دونهما قومًا طلبوا منه الحماية من يأجوج ومأجوج، أي طلبوا منه الحماية من الناس الظالمين والفاسدين الذين يسعون في الأرض فسادًا ويُخرجون الناس من ديارهم من أجل حبّ السيطرة والتملكّ بهدف احتكار خيرات أرض الله، كما ترى الآن في زمننا وفي كل العصور السابقة.
تدبرّ جيدًا يا دكتور آية (٩٤) و(٩٩) و(١٠٠) و(١٠١) بعيدًا عن نظرية الديناصورات الطائرة، واربطهم ببعضهم، وبإذن الله سيتبيَّن لك من خلال آياته البيِّنات أنَّ يأجوج ومأجوج هم الذين ترك الله بعضهم يموجوا في بعض في آية (٩٩) أي تركهم يذيقوا بعضهم بأس بعض، أي تركهم يتقاتلوا مع بعضهم البعض، أي تركهم يتعايشون مع بعضهم البعض بالعداوة والبغضاء، أي ترك الناس يقتلوا ويظلموا بعضهم البعض لأنَّ أعينهم كانت في غطاء عن ذِكْر الله في آية (١٠١) وهم الكفار من جميع الأُمم الذين ستُعرض عليهم جهنّم في آية (١٠٠).
آية (٩٤) ومن آية (٩٩) إلى آية (١٠١): "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا..... وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا..... وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا..... الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا".
مرة ثانية للتذكرة فقط يا دكتور جراح اربط آية (٩٤) بآية (٩٩) و(١٠٠) و(١٠١) وبإذن الله سيتبيَّن لك من خلال آياته البيِّنات أنَّ يأجوج ومآجوج هم الذين كفروا من جميع الناس أو البشر.
آية (٩٤) ومن آية (٩٩) إلى آية (١٠١): "... إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ... (٩٤) ..... وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ... فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩) ... لِلْكَافِرِينَ... (١٠٠) ... كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي... (١٠١)".
(٤): سأسألك بعض الأسئلة يا دكتور أرجوا منك الإجابة عليها، وإذا لم يكن لديك الإجابة أرجوا منك أن لا تستخفّ بعقلك وتُجاوب، وإلَّا ستضع نفسك في موقف مُحرج جدًا، ولكن في النهاية هذا خيارك.
هل ترك الله جلَّ في علاه يأجوج ومأجوج، أي الديناصورات الطائرة بزعمك يا دكتور يموجوا في بعضهم في آية (٩٩)؟
وهل سيجمع الله عزَّ وجلّ الديناصورات الطائرة في الآخرة ويُحاسبهم يوم الجمع في آية (٩٩)؟
وهل سيعرض الله تعالى جهنَّم على الديناصورات الطائرة في آية (١٠٠)؟
وهل الكافرين هم الديناصورات الطائرة في آية (١٠٠)؟
وهل كانت الديناصورات الطائرة في غطاء عن ذكر الله تعالى، ولم تكن تسمع آيات الله في آية (١٠١)؟
السؤال الأخير: بما أنَّ الديناصورات الطائرة فسدوا وعثوا في الأرض خَرابًا ودَمارًا، فما إسم رسولهم الطائر المُبشَّر به والذي سينزل من الفضاء في آخر الزمان؟
سأكتفي بهدا القدر من الأسئلة، لأنَّ عندي أسئلة لك لا تُعدّ ولا تُحصى بخصوص مواضيعك التي كلها هرطقة وسخافة وتفاهة وإستهزاء بآيات الله.
تفضل بالإجابة وخذ كل وقتك، أنا بانتظار أجوبتك إلى أن يتوفَّاني الله عزَّ وجلّ.
إذًا يا دكتور من خلال ترابط آيات سورة الكهف، تجد البرهان المُبين على أنَّ ىأجوج ومأجوج هو المعنى المجازي للأبالسة والشياطين من الظالمين والفاسدين من جميع الأمم، وتجد أيضًا أنَّه تعالى لم يُحدِّد لنا بلدهم وهويَّتهم، ولو كانوا يأجوج ومأجوج يا دكتور ديناصورات طائرة ستغزوا الأرض قبل يوم القيامة لأخبرنا العليم الخبير بهذا الحدث العظيم.
ملاحظة هامَّة: القرءان العظيم كتاب مُفصَّل ومُبيَّن ومُفسَّر ومُيسَّر، والشئ الأكثر أهميَّة في هذا الكتاب العظيم هو أَخْذ العِبَر والحِكَم والأمثال، ولكن للأسف يا دكتور لقد أخذت عرض هذا الأدنى، أي تمسَّكت بالقشور وتركت الجوهر.
والله يا دكتور مفهوم يأجوج ومأجوج واضح جدًا ولا يوجد فيه تعقيد، قُضيَ الأمر الذي فيه تُجادل أنت وأتباعك يا دكتور.
آيات بيِّنات ساطعات مثل نور الشمس لا جدال فيها، ومعنى يأجوج ومأجوج بسيط جدًّا لا يحتاج إلى ضرب أخماس بأسداس وفلسفة سفسطائيَّة.
508 Nov 7 2018
