هل الكتاب غير القرءان وغير الصُحُف وغير الذِكْر كما يزعم الدكتور محمد شحرور (2)؟

 

هل الكتاب غير القرءان وغير الصُحُف وغير الذِكْر كما يزعم الدكتور محمد شحرور (2)؟

 

مقالة رقم (٢) لمن كان له قلبٌ وألقى السَمْعَ وهو شهيدٌ.

لقد قال الباحث الدكتور محمد شحرور أنَّ الكتاب غير القرءان، إلخ...، وبما أنَّ الكتاب غير القرءان فهذا يعني أيضًا أنَّ الكتاب غير المصحف وغير الذكر، إلخ...، وهذا يعني أيضًا أنَّ آيات الكتاب غير آيات القرءان وغير آيات الصحف وغير آيات الذِكْر، إلخ...، عِلْمًا أنَّ الله تعالى لم يذكر كلمة مصحف في كتابه الكريم، وأنا بدوري سأستخدم كلمة صحف لأنَّ الله تعالى ذكر هذه الكلمة في كتابه العزيز.

* سورة المؤمنون
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿٩٧﴾ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴿٩٨﴾.

السلام على من آمن بأنَّ الكتاب هو القرءان وهو الذِكْر وهو الصُحُف، ولم يُفرِّق بينهم.

 

تعالوا معًا إخوتي وأخواتي الأفاضل نرى من خلال آيات الله البيِّنات كيف نَسَخَ الله تعالى قَوْل الدكتور شحرور الباطل.

* سورة فصلت
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾.

آية (٤١): "بِالذِّكْرِ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ": أي الذِكْر = الكتاب العزيز.

* سورة الأنبياء
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾.

آية (٢٤): "هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي" = هذا أي القرءان أو الكتاب هو الذِكْر.

* سورة الأنبياء
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾.

آية (١٠): "... كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ..." = الكتاب هو الذِكْر.

* سورة يوسف
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْءانَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴿٣﴾ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴿٤﴾.

لقد بدأ الله تعالى آية (١) و(٢) ثمّ انتقل إلى آية (٤) لكي يُعْلِمُنا أنَّ آيات الكتاب المُبين التي هي آيات أحسن القصص (رسالة يوسف) هي نفسها القرءان العربيّ، لأنَّ القرءان العربيّ هَيْمَنَ، أي إئتمن على رسالة يوسف وصدَّق بها، وحفظها من التحريف بلسان عربيّ، أي باللغة العربيَّة، والبرهان المُبين نجده في السُوَر التالية:

* سورة المائدة
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾.

* سورة الصَّافَّات
بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٧﴾.

آية (٣٧): "... وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ": أي صدَّق برسالاتهم وذِكْرِهم وصُحُفهم التي حُفِظت في القرءان بعد أن حُرِّفت، والتي هي كتبهم، لا فرق بينهم.

* سورة الحِجْر
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾.

أي إنَّا نحن نزَّلنا رسالات وكتب وصحف الأنبياء السابقة التي هي واحدة، لا فرق بينها، ثم حفظناها في القرءان بعد أن حُرِّفت.

 

* سورة البقرة
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿١٧٧﴾.

آية (١٧٧): "... مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ..... وَالْكِتَابِ...": إذا كان الكتاب غير القرءان وغير الذِكْر وغير الصُحُف، إلخ...، هل يطلب الله تعالى منَّا أن نؤمن فقط بالكتاب وماذا عن إيماننا بالقرءان والذِكْر والصُحُف، إلخ...؟

* سورة الفرقان
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾.

آية (٢٩) و(٣٠): "لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ..... وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا".
إذا ضربنا آية (٢٩) بآية (٣٠) نجد أنَّ الذِكْر = القرءان.
إذا كان الكتاب غير القرءان وغير الصُحُف هل سيُحاسب الله الناس على هجرهم للقرءان، وماذا عن الكتاب والذِكْر والصُحُف، إلخ...؟

* سورة البقرة
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٤٤﴾.

إذا كان الكتاب غير القرءان وغير الذِكْر وغير الصُحُف، إلخ...، فهل فقط هذا الكتاب يأمر بالبرّ؟ وماذا عن القرءان والذِكْر والصُحُف، بماذا يأمرون؟

سبحانه وتعالى عمَّا يقول الدكتور شحرور بُهْتانًا وزورًا وكُفْرًا وإشراكًا.

آيات بيّنات لا تحتاج إلى ضرب أخماس بأسداس ولا إلى عمليَّة جراحيَّة في الدماغ.

سأكتفي بهذا القدر من الآيات رغم وجود آيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى تُثبت بأنَّ لا فرق بين الكتاب والقرءان والصُحُف والذِكْر.

504 Nov 1 2018