هل لِبْس الذهب مُحرَّمٌ على الرجال كما أفتى ويفتي جهلاء الأمة؟

 

هل لِبْس الذهب مُحرَّمٌ على الرجال كما أفتى ويفتي جهلاء الأمة؟

 

هذا ما أفتى به السابقون وما زال يفتي به من اتبعهم بإجرام إلى يوم الدين، فهل هو صحيح؟

السلام على من لم يَقْل هذا حلالٌ وهذا حرامٌ ليفتري على الله الكَذِب.

* سورة النحل
وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿١١٦﴾ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١٧﴾.

 

لقد برَّر فقهاء السلف الطالح ومن اتَّبعهم بإجرام إلى يوم الدين تحريم ما أحلّ الله (اتِّخاذ الذهب زينة للرجال) بمُبرِّرات سخيفة لا يؤمن بها إلَّا ذوي العقول السقيمة بفلسفة التواصل المعرفي، وسياسة النَقْل على حساب العَقْل، عِلْمًا بأنَّ الله تعالى لم يّحرِّم لِبْس الذهب للرجال في كتابه العزيز.

تعالوا إخوتي وأخواتي الأفاضل نأخذ فاصلاً هزليًّا لنضحك سويًّا على المستوى الفكري لعقول من نصَّبوا أنفسهم آلهة في الأرض، يفتون ويُحرِّمون ويُحلِّلون كيفما يشاءون وِفْقاً لأهوائهم ومصالحهم، ومصالح حُكَّامهم.

** الفتوى والمُبرِّر السخيف الأوَّل لأئمَّة الكُفْر والإشراك: لِبْس الذهب مّحرَّمٌ على الرجال لأنَّة تشبّهٌ بالنساء.

** الفتوى والمُبرِّر السخيف الثاني لأئمَّة الفسوق والعصيان: لِبْس الذهب مّحرَّمٌ على الرجال لأنَّه في نظرهم يعكس نوعًا من السَرْف والكِبَر والخُيلاء.

** الفتوى والمُبرِّر السخيف الثالث لأئمَّة الظُلْم والفساد: أنَّ في لِبْس الذهب إضعاف للقدرة الجنسيَّة للرجال، هل وصل حدّ تفكيرهم إلى هذا المستوى من السخافة والسطحيَّة؟

** الفتوى والمُبرِّر السخيف الرابع لأئمَّة الإجرام والإسراف: اكتشف علماء الأمَّة الإسلاميَّة (وما أكثر علماء الدَجَل) أنَّ ذرّات الذهب إذا لَبِسَها الرجل تتسلَّل عَبْر الجلد إلى الأوردة الدمويَّة فيُصاب العقل عبر السنين بنوع من الخَرَف أو الزهايمر، أمّا المرأة فإنَّ دورتها الشهريَّة كفيلة بإخراج جميع السموم بما فيها ذرّات الذهب الضارَّة من أوردتها الدمويَّة، يا خسارة موسوعة (GUINNESS) بهؤلاء الجهابذة.

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا افترى السلف الطالح الكَذِب على لسان النبيّ وحرَّموا خاتم الذهب على الرجال، ولماذا حُلِّلوا في فقههم المعتوه خاتم الألماس وباقي الجواهر رغم أنَّه أكثر تشبُّهًا بالنساء؟ عِلْماً بأنَّ الألماس والأحجار الكريمة أغلى من الذهب، وأكثر جمالاً وفخامةً، كيف لم يجدوه أكثر تشبُّهًا بالنساء، وخصوصاً اللؤلؤ؟.

السؤال الثاني الذي يفرض نفسه: إذا كان لِبْس الذهب بزعم السلف الطالح مُحَرَّمًا على الرجال في كتبهم الفقهيّة المزعومة، من باب أنَّه زينة غالية الثمن تعكس نوعًا من السَرْف والكِبَر والخُيلاء على لابسها بالإضافة إلى أنَّه في لِبْسها تشبُّهًا بالنساء، فلماذا أحلَّ الله لِبْس اللؤلؤ والأحجار الكريمة في آية (١٤) من سورة النَحْل، وفي آية (١٢) من سورة فاطر، عِلمًا بأنَّها زينة أكثر جمالاً وفخامةً وتشبُّهًا بالنساء من خلال مفهومهم للزينة؟

أترك الإجابة لكم إخوتي وأخواتي الكِرام.

ملاحظة هامَّة: يقول علماء الفقه فيما استشكل من إباحة التحلّي بالجواهر النفيسة للرجال كاللؤلؤ مع تحريم التحلّي بالذهب، وأنَّ ذلك لو كان من باب السَرْف والخُيلاء لحُرِّمت تلك الجواهر كذلك، فجوابهم في هذه المسألة هو ليس محلّ آتّفاق، فمن العلماء من ذهب إلى تحريم تحلّي الرجال بهذه الجواهر، وأنَّ جواز التحلّي بها خاصّ بالنساء كالذهب. (المصدر إسلام ويب في باب تحلّي الرجال في الجواهر النفيسة، رقم الفتوى: ١٤٩٠٠٣).

سبحان الله ما أعظم وقاحتهم وتجرّوئهم وافترائهم على كتابه الحكيم، وتحريمهم لِما أحلَّ الله فيه.

في الختام: تعالوا معًا نستقي شَرْع الله جلَّ في علاه في حُكْم لِبْس الحليّ والأحجار الكريمة في هذه الآيات التالية:

* سورة النحل
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٤﴾.

* سورة فاطر
وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٢﴾.

بما أنَّ الله تعالى حلَّل للرجال والنساء في كتابه العزيز لِبْس حِلْية البحر من اللؤلؤ والمرجان، إلخ...، فمن المؤكَّد أنَّ لِبْس جميع أنواع الحلّي والزينة بما فيها زينة الذهب حلالٌ على الرجال.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

502 Oct 30 2018