ردّ على منشور كتبه الأستاذ الباحث عوني الشريف (الجزء الرابع)

 

 

ردّ على منشور كتبه الأستاذ الباحث عوني الشريف (الجزء الرابع)

 

** منشور الأستاذ والباحث عوني الشريف كان كالتالي:

القرءانيون الذين لا يعترفون بأي مصدر معرفي خارج القرءان يقولون:
(١): حضور أي مؤتمر يبحث في المخترعات والمكتشفات هو حج.
(٢): إطعام المساكين هو صوم.
(٣): إنفاق ما يزيد عن حاجتك هو زكاة.
(٤): إقامة صلات حسنة مع الله ومع مخلوقاته هي صلاة.

أقول قد يتقبل العقل كل ذلك وقد يوافق المنطق على ذلك وقد تحتمل اللغة ذلك، وعند ترتيل الكلمة الواحدة في جميع الآيات التي وردت فيها قد نصل إلى المعنى الذي يقولونه.

ولكن السؤال يبقى قائمًا.
هل صلَّى النبي وزكى وصام وحج أم لا؟
أليس النبي قد فهم المراد من كلام ربه؟
ألا تفهمون من الآيات أن من سنن الله إنقسام قوم الرسول الى قليل شكور وكثير كفور؟

إذا سلمنا أن المسلمين إرتدوا بعد وفاة الرسول أين هم القلة الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم والذين ينقلون إلى من بعدهم ما كان عليه النبي عليه السلام؟
إن زوال هذه الطائفة وإرتدادها يعني أن محمدًا قد فشل في مهمته ويعني أن الله لم يحفظ الذكر وهذا محال لذا عليكم معشر القرءانيين أن تحددوا التاريخ الذي حصل فيه التحريف ومن هي الطائفة التي ظلت على مدار ١٤ قرن تفهم فهمكم، والسلام.

 

** ردّي على منشور الباحث الأستاذ عوني كالتالي:

السلام على من اتَّبع الذكر وخشيَ الرحمن بالغيب.

النقطة السابعة: لقد قلت أيُّها المُفكِّر: إذا سلمنا أن المسلمين إرتدوا بعد وفاة الرسول أين هم القلة الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم والذين ينقلون إلى من بعدهم ما كان عليه النبي عليه السلام؟

أين هم القلة أو الكثرة لا يهم؟ ولكن سأجيبك.

الجواب كالتالي: البعض غُلِبوا وأُوذوا وقُتِّلوا، والبعض الآخر انقلبوا على أعقابهم، تمامًا كما يحصل الآن مع القلة من المؤمنين والمؤمنات من أذى وتهديد، القرءان العظيم يّهدِّد مصالح المؤسسات الدينية الخبيثة، والمحاكم الشرعيَّة في جميع البلاد العربيَّة والغربيَّة، على سبيل المثال، عندما ننسف وننسخ هذا الحج الوثني من خلال آيات الله البيِّنات نكون في ذلك هدَّدنا مصالحهم الماليَّة، وتصبح حياتنا في خطر، والأسوأ من ذلك إذا أمسكوا بنا سيُقطِّعوننا إرَبًا إرَبًا ويتَّهموننا بأنَّنا مُرتدّون، هل نسيت حدّ الرِدَّة أيُّها الباحث في عِلْم الحديث؟

وكذلك الأمر بالنسبة لقانون الزواج والطلاق ستُغلق جميع المحاكم الشرعيَّة الخبيثة وسيخسر الكثير من أئمَّة الكُفر والإشراك وتجَّار الدين أموالهم الربويَّة، ومناصبهم وجماهيرهم التي تُصفِّق لهم، وكذلك الأمر بالنسبة لك ولأوليائك وفي مقدّمتهم تاجر الدين الإبليس محمد مُشتهري، ستخسرون مناصبكم وشهرتكم وأموالكم التي جنيتموها من خلال تجارتكم الخاسرة في بيع الكُتب، لذلك أنصحك أن تسحب جميع كتبك الخبيثة من مكتبات الفسوق والعصيان الإسلاميَّة، وتتقّي الله وترجع إلى كتابه، ولكن في النهاية هذا خيارك إمَّا أن تُشرك وإمَّا أن تؤمن.

ملاحظة هامَّة: إذا كان الهدف فِعلاً وصدقًا من كتابة هذه الكتب وطباعتها ونشرها هو تبليغ الرسالة وخدمة المسلمين في معرفة دينهم الحق، فلماذا تتخذّون عليها أجرًا، عِلْمًا أنَّ الله تعالى قال في آية (١٠٤) من سورة يوسف:

* سورة يوسف
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٤﴾.

ما زلت أكرر، إفتِّح عينيك جيدًا ولو لمرَّة واحدة في حياتك بعيدًا عن تواصل أبالستك المعرفي الخبيث، وتدبَّر هذه الآيات البيِّنات جيدًا، وعندها ستعلم جيدًا أين هم القلة وماذا جرى لهم، إن أردت أن تعلم.

* سورة آل عمران
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾.

آية (١٤٤): "... انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ...".

* سورة الروم
بسم الله الرحمن الرحيم
الم ﴿١﴾ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾.

آية (٢) و(٣): "غُلِبَتِ الرُّومُ..... فِي أَدْنَى الْأَرْضِ...":
الروم هُم مجموعة من المؤمنين أو قلَّة من المؤمنين (نسبة لعدد الكفار الكبير في هذه الأرض) من الّذين عاشوا في هذه الأرض والّذين غُلِبوا في الماضي وغُلبوا الآن وسيُغلبون في المستقبل، أي غُلِبَوا على أمرِهِم بسبب عدم استطاعتهم نشر قانون الله (القرءان العظيم)، ونشر الخير والإصلاح في جميع أنحاء الأرض وإزالة الظلم والفساد بشكلٍ تام من هذه الأرض.

* سورة الأنعام
وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾.

آية (١١٦): "... أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ...".

* سورة هود
حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٤٠﴾ ..... قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٤٨﴾.

لاحظ أنَّ الأُمم من ذريَّة قوم نوح من المؤمنين والمؤمنات الذين ركبوا في السفينة كفرت بعد مدَّة من الزمن.

497 Oct 19 2018