- 2395 reads
ردّ على منشور كتبه الأستاذ الباحث عوني الشريف (الجزء الأوَّل)
** منشور الأستاذ والباحث عوني الشريف كان كالتالي:
القرءانيون الذين لا يعترفون بأي مصدر معرفي خارج القرءان يقولون:
(١): حضور أي مؤتمر يبحث في المخترعات والمكتشفات هو حج.
(٢): إطعام المساكين هو صوم.
(٣): إنفاق ما يزيد عن حاجتك هو زكاة.
(٤): إقامة صلات حسنة مع الله ومع مخلوقاته هي صلاة.
أقول قد يتقبل العقل كل ذلك وقد يوافق المنطق على ذلك وقد تحتمل اللغة ذلك، وعند ترتيل الكلمة الواحدة في جميع الآيات التي وردت فيها قد نصل إلى المعنى الذي يقولونه.
ولكن السؤال يبقى قائمًا.
هل صلَّى النبي وزكى وصام وحج أم لا؟
أليس النبي قد فهم المراد من كلام ربه؟
ألا تفهمون من الآيات أن من سنن الله إنقسام قوم الرسول الى قليل شكور وكثير كفور؟
إذا سلمنا أن المسلمين إرتدوا بعد وفاة الرسول أين هم القلة الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم والذين ينقلون إلى من بعدهم ما كان عليه النبي عليه السلام؟
إن زوال هذه الطائفة وإرتدادها يعني أن محمدًا قد فشل في مهمته ويعني أن الله لم يحفظ الذكر وهذا محال لذا عليكم معشر القرءانيين أن تحددوا التاريخ الذي حصل فيه التحريف ومن هي الطائفة التي ظلت على مدار ١٤ قرن تفهم فهمكم، والسلام.
** ردّي على منشور الباحث الأستاذ عوني كالتالي:
السلام على من اتَّبع الذكر وخشيَ الرحمن بالغيب.
** النقطة الأولى: لقد قلت أيُّها الباحث: أنَّ حضور أي مؤتمر يبحث في المخترعات والمكتشفات هو حج بمفهوم بائع البيتزا.
أقول لك يا صاحب الفِتَن أنَّ كلامك كله كَذِب وتدليس ومراوغة وتلاعب، لماذا تتقوَّل عليَّ أشياءً لم أقلها، لقد قلت وبيَّنت من خلال آيات الله البيِّنات أنَّ الحجّ هو الضرب في الأرض لتبليغ رسالة الله العظيمة، وللتجارة برزق الله من أجل إطعام البائس الفقير في الأربعة أشهر الحرم، ولكنَّني أعلم أنَّ تبليغ رسالة الله العظيمة وإطعام البائس الفقير لا يعني لك أي شيء، اهتمامك الوحيد هو الطوَّاف حول الحجارة (صنم الكعبة)، وتقبيل الحجارة (الحجر الأسود الذي يرمز إلى رحم المرأة)، والهرولة بين الحجارة (صخور الصفا والمروة)، والوقوف على الحجارة والأطلال والتأمل (جبل عَرَفة) كما قلت حضرتك في أحد تعليقاتك، ورمي الشيطان بالحجارة (الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، والجمرة الكبرى، حدِّث ولا حَرَج)، ما هذا الشيطان الذي بعد ملايين الجمرات التي تنهمر عليه كل عام ما زال على قيد الحياة.
إفتح عينيك جيدًا وتدبَّر معنى الحج الحقيقي ولو لمرة واحدة في حياتك بعيدًا عن تواتر سلفك الطالح الخبيث (التواصل المعرفي الباطل) وبعيدًا عن عِبادة الحجارة.
* سورة التوبة
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١﴾ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴿٢﴾.
* سورة الحج
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴿٢٧﴾ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴿٢٨﴾.
* سورة الحج
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٣٦﴾ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٧﴾.
* سورة البقرة
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴿١٩٨﴾.
سؤالي لك أيها الباحث هل من المعقول أن يتواجد الشيطان في أطهر أرض في العالم كما زعم سلفك الطالح ووليُّك الإبليس محمد مشتهري؟
** النقطة الثانية: لقد قلت أيُّها الجهبذ: أنَّ إطعام المساكين هو صوم بمفهوم بائع البيتزا.
نعم إطعام المساكين هو صوم، لأنَّ الله تعالى قال في:
* سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴿٩٥﴾.
إفتح عينيك جيدًا وتدبَّر معنى الصيام الحقيقي ولو لمرة واحدة في حياتك بعيدًا عن تواتر سلفك الطالح الخبيث (التواصل المعرفي الباطل).
آية (٩٥): "... أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا...".
آية (٩٥): "... ذَٰلِكَ صِيَامًا...".
* سورة البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١٨٤﴾.
مرة ثانية وثالثة ورابعة، إفتح عينيك جيدًا ولو لمرة واحدة في حياتك بعيدًا عن تواتر سلفك الطالح الخبيث، وتدبَّر معنى الصيام الحقيقي بعيدًا عن صيامك السخيف.
آية (١٨٤): "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ".
سؤالي لك هل الإمساك عن الطعام والشراب يجعلك تشعر مع الفقراء والمساكين، بمعنىً آخر أيُّها الباحث هل الشعور مع الفقراء والمساكين يكون بمنع أنفسنا عن الأكل والشرب لعدة ساعات من اليوم ونحن نعلم مُسبَقًا بأنَّنا سوف نأكل في آخر النهار وقت غروب الشمس أم أنَّهُ يكون بمساعدة وفدآء هؤلاء الفقراء والمساكين بإطعامهم؟
وهل يكون الشعور مع الفقراء والمساكين بأن نأكل في كل وجبة أصنافًا كثيرة وعديدة ومتنوعة من الطعام وغيرنا يتضوَّر جوعًا أم أنَّه يكون بإطعام هؤلاء الفقراء والمساكين؟
ولكن ما علينا أنت لا يهمك مساعدة الفقراء، ولا يعني لك هذا الموضوع أيّ شيء، أنت تعلم ذلك جيدًا في قرارة نفسك، لذلك تُفضِّل أن تمتنع عن الأكل والشرب بَدَل أن تُطعم الفقراء والمساكين، هزّ جيبة بنطلونك شوي وأخرج حفنة من المال قبل فوات الأوان، أي تُب وآمِن واعمل عملاً صالحًا وطهِّر نفسك.
494 Oct 19 2018