هل الصفا والمروة جبلين كما يزعم عَبَدَة الحجارة؟

 

هل الصفا والمروة جبلين كما يزعم عَبَدَة الحجارة؟

 

تفسير آية (١٥٨) من سورة البقرة: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم).

أهدي مقالتي هذه إلى الأستاذ عوني الشريف.

السلام على من تطوَّف بالصفا والمروة (رزق الله) بهدف إطعام البائس الفقير، والسلام أيضًا على من نَبَذَ الهرولة بين الجبلين (الصنمين).

(١): إخوتي وأخواتي الكِرام، سأبدأ بتعريف معنى كلمة الصفا والمروة:

الصفا من فعل صفا.
الصفا = الناقة.
المروة من فعل مرو.
المروة = الريحان، والريحان = الرزق.

كل كلمة في قاموس اللغة العربيَّة تتناسب مع سياق الآية نأخذ بها، ولكن القاموس الأوَّل والأخير هو القرءان العربيّ المُبين، فنحن نستطيع أن نفهم كلماته ومعانيها الجوهريَّة من خلال ترابط آياته، ولكن الشئ المهم هو أن نأتي الله بقلب سليم بعيدًا عن الأنا (EGO) وآرائنا الشخصيَّة، وفلسفتنا السفسطائيَّة، والأهمّ من ذلك يجب علينا أن نصبر ولا نعجل بالقرءان من قبل أن يُقضى إلينا عِلْمُه.

 

(٢): * سورة البقرة
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨﴾.

* سورة الحج
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٣٦﴾.

الموضوع بسيط جدًا جدًا، إذا ربطنا آية (١٥٨) من سورة البقرة مع آية (٣٦) من سورة الحج نجد تشابهًا عظيمًا بينهما، لقد أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات أن يسيحوا في الأرض أربعة أشهر وهي الأشهر الحُرُم (الحجّ) ليُبلِّغوا رسالات الله وليأخذوا معهم رزقهم للتبادل التجاري بهدف إطعام البائس الفقير، هذا ما بيَّنه الله تعالى أيضًا في آية (٢) من سورة التوبة وفي آية (١٩٨) من سورة البقرة:

(٣): * سورة التوبة
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١﴾ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴿٢﴾.

* سورة البقرة
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٧﴾ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴿١٩٨﴾.

سأبدأ بتفسير آية (١٩٨) من سورة البقرة من خلال سياق الآية نفسها والآيات التي تليها.

آية (١٩٨): "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ...": أي ليس على المؤمنين والمؤمنات أيّ ذنب أو إثم عند ضربهم في الأرض لتبليغ رسالات الله أن يُتاجروا برزقهم ويُنمّوا أموالهم بهدف الرِبْح لمشاركة هذا الرِبْح مع البائس الفقير.

آية (١٩٨): "... فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ...": أي إذا أصبتم من رزق الله وخيره (عرفات) وتوسَّعتم في جني الأموال والأرباح بعد انتهائكم من تجارتكم.

ملاحظة هامَّة: كلمة عرفات من فعل عَرَفَ، وتعني الخير والإحسان، وليس جَبَل عرفة (الصَنَم الآكبر).

آية (١٩٨): "... فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ...": أي اتَّبعوا قوانين الله تعالى وأحكامه كما علَّمكم في الكتاب مساعدة البائس الفقير، ولا تنسوا مشاركة رزق الله تعالى معهم عند ضربكم في الأرض (المشعر الحرام) وهذا هو المعنى الحقيقي لذِكْر الله جلَّ في علاه، والبرهان المُبين نجده في آية (٧) من سورة الحَشْر، وأية (٤١) من سورة الأنفال.

* سورة الحشر
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٧﴾.

* سورة الأنفال
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤١﴾.

سبحانك اللهمَّ على عظمة معاني آياتك السامية الداعية إلى الخير العظيم لمساعدة الفقراء، ونعوذ بك من السفهاء الذين بدَّلوا هذه المعاني الرائعة إلى معانٍ ساقطة مُتصنِّمة تدعوا إلى الإحتكار والأنانيَّة والحِفاظ على مصالحهم الدنيويَّة الفرديَّة لخدمة حجُّهم الوثني المزعوم المليء بالكُفر والإشراك، لعنهم الله وأصمَّ آذانهم وأدخلهم الدَرْك الأسفل من النار.

 

(٤): * سورة البقرة
فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴿٢٠٠﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿٢٠١﴾.

إذا أكملنا آية (٢٠٠) و(٢٠١) نجد الترابط العظيم بينهما وبين آية (١٩٧) من أجل ذلك قال تعالى في:
آية (٢٠٠): "... فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ": لأنَّ هذا الإنسان يريد الحياة الدنيا وزينتها، أي يريد أن يحتكر خيرات الله ويمنعها عن أخيه الإنسان المُحتاج باتِّباعه لشهواته وملذَّاته وأنانيَّته، هذا ما بيَّنه الله تعالى في آية (١٥) و(١٦) من سورة هود، وأية (١٤) و(١٥) من سورة آل عمران:

* سورة هود
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾.

* سورة آل عمران
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴿١٤﴾ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿١٥﴾.

أمَّا آية (٢٠١): "وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً...": نجد في هذه الآية الكريمة أنَّ الإنسان الذي يرجوا رضا الله ورحمته في الدنيا والآخرة هو الإنسان الذي يسعى بكل طاقته إلى عَمَل البِرّ والخير والإحسان.

ملاحظة هامَّة: يوجد فَرْق كبير بين الذي يرجوا رضا الله في الدنيا والآخرة من خلال حبِّه لأخيه الإنسان ومشاركته واقتسامه رزق الله معه، وبين الذي ينتصر لأنانيَّته وملذَّاته وشهواته على حساب حاجة أخيه الإنسان الفقير

 

(٥): إخوتي وأخواتي الأفاضل إذا تابعنا آية (١٥٨) من سورة البقرة نجد أنَّ الله تعالى أكمل هذه الآية ب: "... وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا...".
وإذا تابعنا أيضًا آية (٣٦) من سورة الحجّ نجد قول الله تعالى: "... لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ.......... وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ...".

مرة ثانية من فضلكم ركِّزوا على: "... وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا..." في آية (١٥٨) من سورة البقرة، وعلى: "... لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ..." في آية (٣٦) من سورة الحجّ.

هل عَمَل الخير يكون بالهرولة حول جبلين؟
وما هو الخير الذي سيجنيه الإنسان من هذه الهرولة؟
أترك الإجابة لأُولي الألباب.

ملاحظة هامَّة: آية (١٥٨): "... أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا..." = أن يأخذ معه رزقه لمساعدة الفقراء.

 

(٦): لقد حثَّ وشَجَّع الله تعالى الإنسان على التجارة في رزقه بهدف مشاركة خيره بين جميع الأُمم، لكي لا يحتكر مال الله فئة قليلة من الناس، أي حتى لا يكون دولة بين الأغنياء، ولكن للأسف بدَّل هذا الإنسان دين الله وأفْسَد فيه ونَهَب مال الله ومَنَعَ مشاركته مع أخيه الإنسان الفقير، على سبيل المِثال: "عائلة روثشايلد الصهيونيَّة"، وعائلة آل سعود اليهوديَّة (آل كوهين) والملوك والزعماء الذين ينهبون أموال شعوبهم المُحتاجة ويتمتَّعون بها كما تتمتَّع الأنعام، ولكن ما علينا الحمد لله على وجود الآخرة.

* سورة محمد
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴿١٢﴾.

 

(٧): الدليل على حثّ وتشجيع الله تعالى الإنسان ليبتغي من فضله، أي ليُتاجر برزقه تعالى نجده في آية (١٤) من سورة النَحْل:

* سورة النحل
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٤﴾.

تعليق صغير على آية (١٤): "... وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ...": نجد في حياتنا أنَّ مُعْظم عمليَّات التبادل التجاري تَتِمّ عَبْر البَحْر وقنواته وموانئه، على سبيل المثال قناة السويس في مصر، وميناء العَقَبة في الأردن، لذلك قال الكريم الشكور: "... وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".

 

(٨): أُريد أن أطرح عدَّة أسئلة للذين يؤمنون بالحجّ الوثني.

هل يُعْقل أنَّ الصفا والمروة هي أسماء لمناطق جغرافيَّة على أراضي السعوديَّة يُنادي الله عباده المؤمنين من جميع أقطار الأرض للهرولة بينهما؟

وهل يغفر الله تعالى ذنوبنا إذا وقفنا على الأطلال وَعَبَدْنا الحجارة، أم إذا فَعَلْنا البرّ والإحسان وأطعمنا القانع والمُعترّ؟ لا حول ولا قوةَّ إلَّا بالله العليّ العظيم.

وهل سيغفر الله تعالى فقط للأغنياء جَشَعَهم واستغلالهم بإدخالهم الجنَّة على حساب الفقراء والمساكين رُغُمْ صلاح أعمالهم وقلَّة حيلتهم وأموالهم، أين العدالة الربَّانيَّة؟

وهل يَقْبَل الله أموال هؤلاء السفهاء كرشوة ليغفر ذنوبهم، بمعنى أصحّ هل يُرشى الله جلَّ في علاه؟ عِلْمًا أنَّه أخبرنا في الآيات التالية أنَّه لا يتقبَّل الأموال من المُترفين لكي يُدخلهم الجنَّة، ولا يُرتشى في الدنيا ولا في الآخرة:

* سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴿٣٤﴾ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴿٣٥﴾ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٦﴾ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴿٣٧﴾.

* سورة آل عمران
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٩١﴾.

* سورة المائدة
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٣٦﴾.

 

(٩): بالمناسبة إنَّ قصَّة هاجر والصفا والمروة وماء زمزم مأخوذة من كتاب العهد القديم الخبيث، عِلْمًا بأنَّ الله تعالى لم يذكر لنا أيّ شيء عن هذه القصَّة الباطلة في كتابه العزيز، ولم يذكر لنا أيضًا أنَّ إبراهيم عليه السلام كان مُتزوّجًا من إمرأتين، لذلك أقول لأئمَّة الكُفر والإشراك ومن اتَّبعهم بإجرام إلى يوم الدين هنيئًا لهم دينهم الباطل المليء بالخرافات والتراهات والإسرائليَّات والقصص المكذوبة على الله جلَّ في علاه، وعلى أنبيائه ورسله (سلام عليهم أجمعين).

 

(١٠): خِتامها مِسْك.

* سورة الصف
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿١٠﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١١﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾.

آية (١٠) و(١١): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ.......... وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ...".

يوجد معنيان للصفا والمروة لا ثالث لهما، إمّا الناقة والرزق (خيرات الله على الأرض)، وإمَّا الجبلين (الصنمين)، أترك لعزيزي القارئ أن يختار المعنى المناسب.

والسلام على من اتَّبع الهدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

486 Oct 2 2018