- 6178 reads
تفسير آية (١) إلى آية (٦) من سورة المنافقون من خلال أحسن التفسير
(القرءان العربيّ الأمين)
هذه المقالة إلى أصحاب القريتين، وإلى كل منافق من جميع المذاهب والأديان الأرضيَّة الخبيثة.
* سورة المنافقون
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ﴿٥﴾ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٦﴾.
* سورة التوبة
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٦٧﴾ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿٦٨﴾.
(١): قبل أن أبدأ مقالتي سأُثبت من خلال آيات الله البيِّنات أنَّه لا وجود للشهادتين، وبذلك يكون ركن من أركان إسلامهم الخمسة قد تهدَّم.
* سورة محمد
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴿١٩﴾.
* سورة ص
قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾.
* سورة الصافات
إِنَّا كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٣٥﴾.
(٢): آية (١): "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ":
في هذه الآية الكريمة يُخبرنا الله تعالى أنَّنا لسنا بحاجة أن نشهد بالكلام كالببغاء أنَّ محمدًا هو رسول الله، فالله تعالى ليس بحاجة إلى شهادتنا تلك، لأنَّه يعلم أنَّ محمدًا هو رسولُهُ لأنَّه هو الّذي أرسَلَهُ إلينا، ونحن علينا فقط أن نؤمن بِهِ أنَّه رسول بعثه الله إلينا برسالة القرءان، إذًا بمجرّد أن نؤمن بالقرءان فنحن نكون نشهد من خلاله أنَّ محمدًا وجميع رُسُله هم رُسُل الله (سلام على جميع المُرسلين) إذًا فالشهادة ليست بالقول ولكن بالإيمان بالقرءان وتطبيقه والعَمَل به، لذلك فإنَّ كل إنسان يشهد أنَّ محمدًا رسول الله بالقول وَصَفَه الله تعالى في هذه الآية بالمُنافق الكذّاب، إذا قرأنا القرءان العظيم لا نجد فيه الشهادتين، ولا نجد آية واحدة يأمرنا الله بها أن نشهد أنَّ محمدًا رسول الله بل نجد شهادة واحدة في آية (١٨) من سورة آل عِمران شهِد بها الله، والملائِكة وأولو العلم، أي المؤمنين:
* سورة آل عمران
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾.
(٣): آية (٢): "اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ":
في هذه الآية الكريمة أعلمنا الله تعالى عن السبب الّذي من أجلِهِ شهد المُنافِقون أنَّ محمدًا رسول الله، لقد "إتَّخذوا أيمانهم جُنَّة" أي "إتَّخذوا دينهُم غِطاءً"، يعني استخدموا دينهم الإسلام غِطاءً يُغطّون أنفسهم بِهِ كواجهة لكي يُخبِّأوا بِهِ كُفرُهُم ونفاقهم بهدف أن يُثبِتوا إيمانهم وتقواهُم لله، "فصَدّوا بذلك عن سبيل الله، وسآءَ ما كانوا يعملون" إنَّ هذا المثل نجده في أكثر علماء الدين الّذين يتَّخِذون القرءان حُجَّةً أو غطاءً يُغطّون به أنفُسَهُم فيضعوه كواجهة لِيُثبتوا للناس إيمانهم وتقواهم لله، ولكنَّهم في الحقيقة يؤمنون بالدين السِنّي أو الشيعي أو الدرزي إلخ...، ولايؤمنون بدين الإسلام، أي بدين القرءان.
(٤): آية (٣): "ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ":
في هذه الآية الكريمة يُخبرنا الله تعالى أنَّهم بمجرَّد أنَّهم اتَّخِذوا دينهم غطاءً فهم قد "آمنوا ثُمَّ كفروا فَطُبِع على قلوبهم فهم لايفقهون" تمامًا كما وَصَفَهُم الله تعالى في آية (١٣٧) في سورة النساء، وفي آية (١٤) من سورة الحجرات:
* سورة النساء
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ﴿١٣٧﴾ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٣٨﴾ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾.
* سورة الحجرات
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٤﴾.
(٥): آية (٤): "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ":
في هذه الآية العظيمة يُصَوِّرْ الله تعالى لمحمد عليه السلام ولنا صورة المنافقين كوسيلة لنا لِمعرِفتهم، فهم يظهرون في مظهر جميل ويُعجبوا الناس في أجسامهم، وإذا قالوا يقولون قولاً جميلاً مُزَيَّنًا مُزخرَفًا يضحكون ويُكذِّبون بِهِ على الناس، فيجعلوا الناس بذلك "يسمعوا لقولِهِم" أي يُقنِعون الناس بزخرف القول فَيعتقد الناس أنَّ هؤلآءِ المنافقين مؤمنين، لقد شبَّهَهُم الله تعالى "أنَّهم خُشُبٌ مُسَنَّدَة" وأنا بدوري سأُعطيكُم مثلاً لهذا التشبيه:
إنَّ أكثر الّذين يُسَمّون أنفُسَهُمْ بعلماء الدين تعلَّموا عِلْمهم الكاذب من كتب آبآئِهِمْ كبخاري ومُسلِم والأئِمَّة الأربعة وغيرِهِم من الدجَّالين، وجعلوا هذه الكتب مُسْنَدًا يستندون عليها في حياتِهِم لكي يُثبتوا أنَّ دينهم هو دين الحقّ، أي دين الإسلام الصحيح، إذًا فَهُمْ كأنَّهم خُشُبٌ مُسَنَّدة من أقاويل وأحاديث وتفاسير آبآئِهِمْ الأقدمين بحيث أنَّهم يُسَنِّدون أنفُسُهُمْ بكُتُب التُراث الخبيثة حتى يُخادِعوا الناس، لذلك قال الله تعالى عنهم "يحسبون كُلَّ صيحَةٍ عليهِم" لأنَّهم إذا جاءهم أحدٌ من المؤمنين الّذين يؤمنون فقط بالله وحدَهُ، أي بالقرءان وبيَّنَ لهم من القرءان أنَّ أحاديث بُخاري كاذِبة، يأخذون هذا البيان على أنَّهُ ضِدّْ البُخاري ويبدأون بالدفاع عنه وهُمْ في الحقيقة يأخذونه ضِدَّهُمْ شَخْصِيًّا وليس ضِدّْ شَخْصْ البُخاري، ولذلك قال الله تعالى "يحسبون كل صيحةٍ عليهِمْ"، الصيحة هي تكذيب المؤمِنين لأحاديث البٌخاري، وفَضْح نفاق الّذين يُسَمون أنفًسَهُمْ بِعُلماء الدين الإسلامي، لذلك يرفضون أي إثبات يُبَيِّن لهم كَذِبْ كُتُبِ السنَّة حتّى ولو كان إثباتًا واحدًا يُثبِتْ كَذِبْ حديثٍ واحِدٍ وينفيه، لأنَّهم إذا اعترفوا بحديثٍ واحِدٍ كاذِبْ فكأنَّهم اعترفوا على أنفسهم بالكَذِبْ فتذهب بذلك مِصداقِيَّتِهِمْ وتنفضِحْ حقيقة أنفُسِهِم ونِفاقِهِم، لذلك هم يُدافعون عن دينهم العَفِن بكل شراسة، هذه هي خصائِص المُنافِقين.
سبحان الله على عظمة كتابه، فهو وحدَهُ كافٍ على أن ينسخ ويُدمِّر جميع كُتُبِ الأحاديث والسنَّة الخبيثة، وكتاب العهد القديم والجديد القَذِر، وبذلك يَخرّ وينهار كل الّذي يستندون عليه في دينِهِمْ الباطِل، فينفضح نِفاقهُم وكُفْرَهُم، لذلك حذّر العليم الخبير محمدًا عليه السلام وحذَّرنا مِنْهُم بِقولِهِ تعالى لَهُ: "هُمُ العدو فاْحْذَرْهُمْ قاتلهُمُ اللهُ أنّى يؤفكون".
(٦): آية (٥) و(٦): "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ....... سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ":
يُعلِمُنا الله تعالى أنَّ المُنافِقْ الّذي لا يُريد أن يتوب ولا يريد أن يؤمن ويريد أن يبقى في نِفاقِهِ، لن ينفعه إستغفار الرسول أو المؤمنين، لقد أعطانا الله تعالى مثلاً لذلك من خلال إستغفار الرسول محمد عليه السلام لهم، لقد كانوا يلوون رُؤسَهُمْ ويصدّون عن هذا الإستغفار وهم مُستكبرون، أي كانوا يرفضون القرءان الّذي كان الرسول محمد عليه السلام يستغفر لهم به، لأنَّ القرءان هو كتاب الإستغفار الّذي إستغفر به الرسول لقومه لكي يهديهم، إذًا فالإستغفار هو هداية الإنسان لكتاب الله، لذلك فصَّل الله تعالى معنى الإستغفار بقوله في آخر آية (٦): "... إنَّ الله لا يهدي القوم الفاسقين" وأيضًا في آخر آية (٨٠) من سورة التوبة: "... وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ".
* سورة التوبة
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠﴾.
481 Sep 27 2018