تفسير آية (٢) من سورة الحجّ من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (٢) من سورة الحجّ من خلال أحسن التفسير

 

السلام على من قال ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار.

* سورة الحج
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾.

(١): آية (٢) من سورة الحج: "يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ..." = كل إنسان في الآخرة يا ربّى نفسي، والبُرهان المُبين نجده في السُوَر التالية:

* سورة المؤمنون
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿١٠١﴾.

* سورة عبس
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴿٣٣﴾ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿٣٤﴾ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿٣٥﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴿٣٦﴾.

* سورة المعارج
بسم الله الرحمن الرحيم
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ﴿١٤﴾.

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

(٢): آية (٢) من سورة الحج: "... وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا..." = كل إنسان سيضع أعماله، وستُكْشف، وسيدفع ثمن عمله، أي كل إنسان على نفسه بصيرة، والبُرهان المُبين نجده في السُوَر التالية:

* سورة النحل
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١١١﴾.

* سورة القيامة
فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ﴿٧﴾ وَخَسَفَ الْقَمَرُ ﴿٨﴾ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴿٩﴾ يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ﴿١٠﴾ كَلَّا لَا وَزَرَ ﴿١١﴾ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ﴿١٢﴾ يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴿١٣﴾ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴿١٤﴾ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ ﴿١٥﴾.

* سورة آل عمران
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٣٠﴾.

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدْ ولا تُحصى.

(٣): في الختام أرجوا منكم إخوتي وأخواتي الأفاضل أن تقرأوا تفاسير السلف الطالح الخبيثة لآية (٢) من سورة الحجّ، لعنهم الله وأصمَّ آذانهم وأدخلهم الدرك الأسفل من النار.

ملاحظة هامَّة: آية (٢): "يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ..." هذه الآية الكريمة لا تعني كما فسَّرها السلف الطالح وأئمَّة الفسوق والعصيان ومن اتَّبعهم بإجرام إلى يوم الدين.

تفسيرهم الباطل كالتالي:
ثم قال تعالى: (يوم ترونها): هذا من باب ضمير الشأن ولهذا قال مفسرا له: "... تذهل كل مرضعة عما أرضعت..." أي تشتغل لهول ما ترى عن أحب الناس إليها والتي هي أشفق الناس عليه تدهش عنه في حال إرضاعها له ولهذا قال: "... كل مرضعة..." ولم يقل: "مُرْضع" وقال: "... عما أرضعت..." أي عن رضيعها قبل فطامه.

ملاحظة هامَّة: آية (٢): "... وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا..." هذه الآية العظيمة لا تعني كما فسَّرها السلف الطالح وأئمَّة الكُفْر والإشراك ومن اتَّبعهم بإجرام إلى يوم الدين.

تفسيرهم الخبيث كالتالي:
"... وتضع كل ذات حمل حملها..." أي قبل تمامه لشدة الهول "... وترى الناس سكارى..." وقرئ: "سكرى" أي من شدة الأمر الذي قد صاروا فيه قد دهشت عقولهم وغابت أذهانهم فمن رآهم حسب أنهم سكارى "... وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد".

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

478 Sep 26 2018