حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٥٣)

 

حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٥٣)

 

السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.

بعد هذا الكمّ الهائل من الآيات البيِّنات التي ذكرتها لكم في الأجزاء السابقة عن معنى الصلاة الحقيقي، أستطيع أن أستخلص تعريفًا مؤكَّدًا لمفهوم  الصلاة.

الصلاة هي الصِّلَة بين الخالق والمخلوق، أي هي القرءان العربيّ المُبين، وهي الصِّلَة بين المخلوق والمخلوق، أي هي إقامة القرءان، إنَّ الصِّلَة بين المخلوق والمخلوق لا تُبنى إلاَّ من خلال الصِّلَة بين الخالق والمخلوق، إذًا فإنَّ الصِّلَة بين الخالق والمخلوق هي القرءان الكريم.

الدليل على أنَّ القرءان هو الصِّلَة الّتي تربطنا ببعضنا البعض وبالتالي بالله عزَّ وجلّ، وأنَّه هو الّذي يُقَرِّبنا من الله تعالى نجده في السُوَر التالية:

* سورة البقرة
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾.

* سورة الرعد
أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾.

* سورة الرعد
وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿٢٥﴾.

* سورة البقرة
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿١٨٦﴾.

* سورة الحديد
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤﴾.

* سورة سبأ
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴿٣٧﴾.

* سورة التوبة
وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٩٩﴾.

***** الصلاة هي القرءان، وبما أنَّ القرءان هو كتاب الإصلاح لأنَّ آياتِهِ تدعوا إلى الإصلاح وتُحَرِّمُ الفساد، إذًا فإنَّ الصلاة هي الإصلاح، أمّا تطبيق القرءان فهو إقامة الصلاة، أي إقامة الإصلاح ومَنْع الفساد.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

472 Sep 21 2018