ما معنى العين الحمئة في القرءان العظيم؟

Raed's picture
Author: Raed / Date: Wed, 02/03/2016 - 21:57 /

 

ما معنى العين الحمئة في القرءان العظيم؟

 

1. إنَّ كل قصَّة من قصص القرءان الكريم فيها من الأمثال والمعاني والعِبر (ظاهرةً وباطنةً) ما يجعلنا نخشع لكل آية من آيات لله العليم الحكيم ونخرّ لها سُجَّدًا للأذقان. وصدق الله عزَّ وجلّْ في قوله في آية 111 من سورة يوسف:

سُوۡرَةُ یُوسُف
لَقَدۡ كَانَ فِى قَصَصِہِمۡ عِبۡرَةٌ لِّأُوْلِى ٱلۡأَلۡبَـٰبِ‌ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفۡتَرَىٰ وَلَـٰڪِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِى بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ڪُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لِّقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (١١١).

 

2. والآن، تعالوا معًا ننظر إلى عظمة الخالق في آية 86 من سورة الكهف، في معناها العلمي والباطني المجازي التشبيهي، الذي يهدف إلى اعطائنا العلم والمعرفة والعبرة والرحمة والهداية.

سُوۡرَةُ الکهف
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِى ٱلۡقَرۡنَيۡنِ‌ۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِڪۡرًا (٨٣) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَـٰهُ مِن كُلِّ شَىۡءٍ سَبَبًا  (٨٤) فَأَتۡبَعَ سَبَبًا (٨٥) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِى عَيۡنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمًا قُلۡنَا يَـٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيہِمۡ حُسۡنًا (٨٦).

ملاحظة: إنَّ كلمة حَمِئة هي من فعل حَمَأ. والحَمَأ والحمْأة تعني الطين الأسود. وحَمَأ الماء تعني خالطته الحمْأة. و"العين الحَمِئة" هي الماء الشديد السواد بسبب اختلاطه بالطين الأسود.

آية (86): "وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قومًا": العين الحمئة هي الماء الشديدة السواد بسبب اختلاطه بالطين الأسود، فيتحوَّل هذا الماء إلى وحل شديد السواد.

آية (86): "حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة": إنّ غروب الشمس في عين حمئة هو كناية عن النور أو الضوء يدخل (يغرب) في ماء شديد السواد من دون استطاعته الخروج منه، وهذا يعني أنّ نور الشمس (الألوان) ينحصر أي ينحبس في السواد (اللون الأسود)، وهذه هي حالة الامتصاص (Absorption). هذه آية علمية عن علم الضوء، عن الإمتصاص والإنعكاس، وتدلّنا على أنّ اللون الأسود يمتصّ جميع الألوان الآتية من ضؤ الشمس (Absorption) من دون أن يسمح لها بالإنعكاس (Reflection).

الإمتصاص = Absorption
الإنعكاس = Reflection

 

3. لقد أراد الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الآية البيّنة العظيمة أن يُخبرنا، أنّ القوم الذين تغرب عندهم الشمس في عين حمئة هم كناية عن قوم يعيشون في ظلام دامس وضلالة مُطلقة، لدرجة أنّ الشمس التي هي كناية عن ضياء عندما تغرب في عين حمئة لا تستطيع أن تشرق على هؤلاء القوم من جديد، لأنّ سواد الماء أي الظلام إمتصّ ضوءها فحبسها ومنعها من الإنعكاس أي من الخروج منه. وهذا يدلُّنا على أنّ هؤلاء القوم واقعون في الظلمات أي في الضلالة، لدرجة أنَّهُم لا يستطيعون أن يروا أعمالهم السيّئة، ولا أن يروا طريق النور أي طريق الهداية، كما وصفهم الله تعالى في سورة النور والقصص:

سُوۡرَةُ النُّور
أَوۡ كَظُلُمَـٰتٍ فِى بَحۡرٍ لُّجِّىٍّ۬ يَغۡشَٮٰهُ مَوۡجٌ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٌ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٌ ظُلُمَـٰتُۢ بَعۡضُہَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُ لَمۡ يَكَدۡ يَرَٮٰهَا‌ۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (٤٠).

سُوۡرَةُ القَصَص
قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡڪُمُ ٱلَّيۡلَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَـٰمَةِ مَنۡ إِلَـٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيڪُم بِضِيَآءٍ‌ۖ أَفَلَا تَسۡمَعُونَ (٧١).

 

4. أَدعو الله عزّ وجلّ لي ولكم أن لا يجعل شمسنا تغرب في عين حمئة.

10 Feb 20, 2016