حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٤١)

 

حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٤١)

 

تفسير آية (٤١) من سورة الحجّ: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ" من خلال أحسن التفسير (القرءان العربيّ المُبين).

السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.

* سورة الحج
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴿٤٢﴾ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ﴿٤٣﴾ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿٤٤﴾.

(١): في آية (٤٠) يحُثُّنا الله تعالى ويدفعنا للدفاع عن أنفسنا من الظلم في سبيل الخير والعَدْل، وذلك من خلال القتال أو الجهاد في سبيلِه بهدف نشر الخير والإصلاح ومحاربة الظلم والفساد، في سبيل نُصرة الله، أي نصرة كتاب الله، أي نصرة دين الله، أي في سبيل تطبيق قانون العَدْل الّذي هو القرءان العربّي العظيم، فإذا لم يدفع الله تعالى الناس بعضهم ببعض لَآنتشر الفساد بشكل كبير في الأرض، لذلك قال تعالى في هذه الاية: "... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا..." إنَّ الصوامع والبيَع والصلوات والمساجد هي بيوت الله الّتي يجب أن تُرفع في جميع أنحاء الأرض لِِذِكْر إسمِهِ، أي لِذِِكْر عِلمِهِ، أي لِذِكْر كتابِهِ بهدف نشر قانونِهِ وتطبيقه، فلولا أنَّ الله تعالى لم يدفع الناس بعضهم ببعض لَهُدِّمت بيوت الله في جميع أنحاء الأرض ولَعَمَّ الفساد فيها، أي لذهب الحقّ وجاء الباطل، تمامًا كما يحدث الآن في زمننا لأنَّ بيوت الله الّتي تدعوا إلى قرءانه لم يعد للأسف الشديد أيّ وجود لها في هذه الأرض.

في هذه الآية الكريمة يريد الله تعالى أن يُخبرنا أنَّ الصوامع هي البِيَع، وأنَّ البِيَع هي الصلوات، وأنَّ الصلوات هي المساجد، وهي في النهاية جميعها أماكن أو بيوت تُقام لله في جميع انحاء الأرض لِذِكْرِهِ وحده لا شريك له، أي لِتطبيق قانونه وحده في جميع أنحاء الأرض، لذلك أكمل الله تعالى هذه الآية بآية (٤١): "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ".

إذا ربطنا الآيات في سورة الحج ببعضها نجد أنَّ إقامة الصلاة في آية (٤١) ليس لها أيّ دعوة بإقامة الخمس صلوات فرض مع عدد ركعاتها، بل هي إقامة القرءان الكريم بالعمل به ونَشْر رسالتِهِ لجميع الناس في الأرض بهدف الإصلاح ومحاربة الفساد، وإنَّ قول الله تعالى في آية (٤١): "الّذين إن مكَّنّاهُم في الأرض أقاموا الصلواة..." هو أكبر دليل على أنَّ إقامة الصلاة ليس لها أيّ دعوة بإقامة الخمس صلوات فرض.

(٢): سوف أنتقل إلى آية (٢٥٠) و(٢٥١) في سورة البقرة:

* سورة البقرة
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١﴾.

إذا ربطنا وضربنا آيات سورة البقرة بآيات سورة الحجّ نجد دليلاً واضحًا على أنَّ دَفْع الله الناس بعضهم ببعض هو حَثِّهمْ على القتال في سبيلِهِ، أي في سبيل الحقّ والخير بهدف دفع الظلم عن الناس ومحاربة الفساد لكي يسود الحقّ والعَدْل والخير في الأرض، وعلى أنَّ تهديم الصوامع والبِيَع والصلوات والمساجد في آية (٤٠) من سورة الحج هو فساد الأرض في آية (٢٥١) من سورة البقرة.

من خلال آية (٤٠) في سورة الحجّ نستطيع أن نفهم أنَّ الصلوات هي المساجد لأنَّ الصلاة، أي كتاب الله تُذكرُ فيها.

(٣): ملاحظة هامَّة: إذا تابعنا آية (٤٢) و(٤٣) و(٤٤) من سورة الحجّ: "وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ......... وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ.......... وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ".

سؤال إلى الذين يؤمنون بالصلاة الحركيَّة: هل قوم نوح وعاد وثمود، وقوم إبراهيم ولوط، وأصحاب مدين، وقوم موسى كذَّبوا رسلهم بالصلوات الخمس؟؟؟ عِلْمًا أنَّ جهلاء الأمَّة الإسلاميَّة علَّمونا أنَّ الصلاة الخمس الحركيَّة فرضها الله تعالى فقط على أمَّة محمد دون سائر الأمم في رحلة المعراج الباطلة.

آية (٤١) والآيات التي تليها (٤٢) و(٤٣) و(٤٤) هنَّ أكبر برهان على أنَّ الصلاة الحركية باطلة، لقد كذَّبت الأقوام السابقة رسلهم بالصلاة، أي بكتاب الله العظيم، لذلك قال تعالى في آية (٤١) وأكملها بآية (٤٢):
"الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ.......... وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ..........".

460 Sep 9 2018