- 2632 reads
حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٣٨)
تفسير آيات في سورة العَلَق، والقيامة، والنَجْم من خلال أحسن التفسير (القرءان العربيّ المُبين).
السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.
إخوتي وأخواتي الكِرام، إذا تدبَّرنا وربطنا آيات سورة العلق بالقيامة وبالنجم، وضربناهم ببعضهم نجد تشابهًا كبيرًا بينهم، سأبدأ بسورة العَلَق.
* سورة العلق
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ ﴿٩﴾ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ ﴿١٠﴾ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ ﴿١١﴾ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ ﴿١٢﴾ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٣﴾ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ ﴿١٤﴾ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴿١٥﴾ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴿١٦﴾ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴿١٧﴾ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴿١٨﴾ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴿١٩﴾.
إذا تدبَّرنا آيات سورة العَلَق نتساءل، ما هو الرابط بين التكذيب والتولّي في آية (١٣) عن آيات الله وبين عدم الصلاة والنهْيِ عنها في آية (٩) و(١٠)؟
في آية (٩) و(١٠) و(١٣) من سورة العلق: إنَّ الّذي ينهى عبدًا إذا صلّى هو الّذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، وهو الّذي يُكذِّب ويتولّى عن دين الله.
* سورة القيامة
كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴿٢٦﴾ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴿٢٧﴾ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴿٢٨﴾ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ﴿٢٩﴾ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴿٣٠﴾ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ﴿٣١﴾ وَلَٰكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿٣٢﴾ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ ﴿٣٣﴾ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ﴿٣٤﴾ ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ﴿٣٥﴾.
في آية (٣١) و(٣٢) من سورة القيامة: إنَّ الّذي لا يُصدّق هو الّذي يُكذِّب، وإنَّ الّذي لا يُصلّي هو الّذي يتولّى.
بماذا لا يُصدّق؟
لا يُصدِّق بدين الله، أي لا يُصدِّق بما جاء بِه الله تعالى في القرءان.
إذا كان لا يُصدِّق بدين الله إذًا عمّا يتولّى؟
يتولّى أيضًا عن دين الله، أي عن القرءان، بما أنَّ الّذي لا يُصلّي هو الّذي يتولّى عن القرءان، إذًا فالصلاة هي القرءان لأنَّ الّذي يتولّى هو الّذي يُعطي قليلاً ويبخل لأنَّه توَّلى عن القرءان العربيّ المُبين، ومن يتولّى عن القرءان يكون بخيلاً على الخير وكريمًا على الشّر، هذا ما بيَّنه الله تعالى في آية (٣٣) و(٣٤) من سورة النَجْم:
* سورة النجم
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ ﴿٣٣﴾ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ ﴿٣٤﴾ أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ ﴿٣٥﴾.
من خلال ترابط جميع تلك الآيات البيِّنات نجد الجواب واضحًا، وهو أنَّ الّذي لا يُصلّي هو الّذي يتولّى ويستغني ويبخل وينهى عن القرءان، وهو الّذي يطغى ويُكَذِّب بالقرءان، إذًا فالقرءان هو الصلاة.
457 Sep 6 2018