- 2124 reads
حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٣٠)
تفسير آية (٥٥) من سورة المائدة: "... وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكواةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" من خلال أحسن التفسير (القرءان العربيّ الحكيم).
السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.
(١): * سورة المائدة
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكواةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥).
في هذه الآية نتساءل، إذا كان الركوع هو ركوع الجسد الّذي نقيمه في الصلوات الخمس، وإذا كنا نستطيع أن نقيم الصلاة ونحن راكعون بجسدنا، فكيف نستطيع أن نؤتي الزكاة ونحن أيضًا راكعون بجسدنا؟
إنَّ هذه الآية هي أكبر دليل على أنَّ إقامة الصلاة هي ليست إقامة الصلوات الخمس أو الثلاث، وعلى أنَّ إيتاء الزَّكاة هي ليست إعطاء (٢.٥) % كما أجمع جهلاء الدين، وعلى أنَّ الركوع هو ليس ركوعًا بالجسد.
إيتاء الزكاة تعني إيتآء الطهارة، أي إيتاء كتاب الله لأنَّ القرءان هو كتاب الطهارة لأنه وحده فقط الّذي يُطهِّرُنا من خلال آياته العظيمة الّتي تحثُّنا على فعل الخير والإحسان والعدل وتُبْعِدُنا عن الشَّرّْ والظلم والفساد، وهذا يُعطينا معنى إقامة الصلاة، فنحن عندما نُقيم الصلاة، أي نُطبِّق ما أمرنا الله تعالى به نكون قد آتينا الزكاة، أي نكون قد طهَّرنا أنفسنا، إذًا فإنَّ إقامة الصلاة هي إيتاء الزكاة، لذلك قال تعالى: "... اْلَّذِينَ يُقِيمُونَ اْلصَّلَواةَ ويُؤتُونَ اْلزَّكَواةَ وهُمْ رَاكِعُونَ" وكما أمرنا الله تعالى في هذه الآية أنَّ الّذي يُقيم الصلاة عليه أن يُقيمها وهو راكع وأنَّ الّذي يؤتي الزكاة عليه أن يؤتيها وهو أيضًا راكع.
فكيف نمتثل إذًا لأمر الله ونؤتي الزكاة ونحن راكعون؟
"... وهم راكعون" تعني "وهم ساجدون" تعني "وهم خاضعون" تعني "وهم طائعون" تعني "وهم متواضعون".
إذًا إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لا تكونا إلاَّ بالركوع لله، أي بالخضوع والطاعة لله، أي بالانصياع لأمر وحكم الله في القرءان الكريم، هذه الآية تنفي لنا نفيًّا قاطعًا أنَّ إقامة الصلاة هي إقامة الصلاة الحركيَّة.
(٢): الدليل على أنَّ الزكاة هي طهارة النفس بواسطة القرءان، أي بواسطة الصلاة لأنَّ القرءان هو كتاب الصلاة والطهارة، نجده في سورة مريم والنور:
* سورة مريم
يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (١٢) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَواةً وَكَانَ تَقِيًّا ﴿١٣﴾.
في تلك الآيتين نرى بوضوح كيف زكّى الله عزَّ وجلّْ يحيَ عليه السلام بقولِهِ لهُ: "... خذ الكتاب بقوة...".
* سورة النور
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١).
"... ولولا فضلُ اللهِ عليكُمْ ورحْمَتُهُ ما زكى مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ أبَدًا...".
ما هو فضلُ الله علينا ورَحمَتُهُ؟ هو بالتأكيد تنزيل القرءان الكريم علينا.
"... وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ..." لأنَّه تعالى هو الّذي يُزكي من يشآء وليس أحدٌ غيره.
كيف يُزكينا الله؟
بالتأكيد بتنزيل وحي آيات القرءان الكريم.
449 Aug 29 2018