- 2535 reads
حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٢٩)
تفسير آية (٢٢) من سورة الرعد: "وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ..." من خلال ترابط آياتها السابقة واللاحقة، ومن خلال أحسن التفسير (القرءان العربيّ الحكيم).
السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.
* سورة الرعد
أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (٢١) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥).
إذا تابعنا تلك الآيات وقارنّاها وضربناها ببعضها، نجد من خلالها معنىً معاكسًا يَدُلُّنا على حقيقة إقامة الصلاة.
إنَّ قول الله تعالى في آية (٢٠): "الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ" هو عكس قوله تعالى في آية (٢٥): "والّذين ينقضون عهْدَ اللهِ من بعدِ ميثاقِهِ...".
وقوله تعالى في آية (٢١): "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ" هو عكس قوله تعالى في آية (٢٥): "... ويقطعون ما أمر الله بِهِ أن يوصل...".
وقوله تعالى في آية (٢٢): "وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ..." هو عكس قوله تعالى في آية (٢٥): "... ويُفْسِدونَ في الأرض...".
وإنَّ قوله تعالى في آية (٢٢): "... أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ" هو عكس قوله تعالى في آية (٢٥): "... أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ".
إذا تدبَّرنا آية (٢٢) وتدبّرنا نقيضها آية (٢٥) نجد أنَّ الله عزَّ وجلّ قد اختصر لنا المعنى المُعاكس أو النقيض لمعنى آية (٢٢) في معنى واحد، هذا المعنى يُخْبِرُنا أنَّ الصّبر ابتغاء وجه الله وإقامة الصلاة والنفقة من رزق الله ودرء السَّيِّئة بالحسنة في آية (٢٢)، هو عكس الفساد في الأرض في آية (٢٥)، لقد أراد الله تعالى أن يُعطينا المعنى الحقيقي لمِا ذكره لنا في آية (٢٢) وتعريفًا لهذا المعنى بكلمة مُختصرة وهي: "الإصلاح في الأرض"، إذًا فإنَّ الصبر ابتغاء وجه الله هو إقامةالصلاة، وإقامة الصلاة هي النفقة من رزق الله، والنفقة من رزق الله هي درء السَّيِّئة بالحسنة، وكل تلك المعاني لا نستطيع أن نفصلها عن بعضها البعض، ولها معنىً واحدًا ونتيجةً واحدةً ألا وهو "الإصلاح في الأرض".
448 Aug 28 2018