حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٢٨)

 

حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٢٨)

 

تفسير آية (١٨) من سورة فاطر: "... إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ..." من خلال ترابط آية (١١) في سورة يس: "إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان العربّي الحكيم).

السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.

سبحانك اللهُمَّ ربّي على تفصيل معنى الصلاة في كتابك العظيم من خلال ترابط آياتك العظيمة.

* سورة فاطر
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (١٨).

* سورة يس
إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١).

إذا ضربنا وربطنا وقارنَّا آية سورة فاطر بآية سورة يس نجد تشابهًا كبيرًا بينهما وتطابقًا في المعنى يُبَيِّن ويُفسِّر لنا المعنى والمفهوم الحقيقي لإقامة  الصلاة.

إنَّ إقامة الصلاة في آية (١٨) من سورة فاطر هي اتِّباع الذِّكْرْ في آية (١١) من سورة يس، واتِّباع الذِّكْر هو اتِّباع القرءان لأنّ الذكر هو القرءان، وهو تطبيق ما أمرنا الله عزَّ وجلّ به في القرءان، إذًا إقامة الصلاة هي إقامة القرءان بتطبيقه، أي بالعمل بآياته عَمَليًّا على أرض الواقع.

إذا تدبَّرنا آية (١٨) في سورة فاطر نجد فيها أيضًا المعنى الحقيقي للزكاة، إنَّ قول الله تعالى "... ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لِنفسه..." قد أتى بعد قوله تعالى "... إنما تنذر الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ..." وهذا يعني أنّ "من تزكّى" هو الّذي "يخشى ربَّهُ بالغيب ويُقيم الصلاة" وهو الّذي "يتَّبع الذِّكْر" أي القرءان، إذًا فإنَّ إقامة الصلاة باتِّباع القرءان هي الّتي تُزكّي الإنسان، أي تُطهِّرُهُ من ذُنوبه لأنَّها تجعلُهُ يتوب ويفعل الإصلاح فيُبَدِّل بذلك سيِّئاتِهِ إلى حسنات فيكون له "مغفرة وأجر كريم" في الآخرة، لذلك خَتَمَ تعالى آية (١١) في سورة يس بقوله: "... فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ"، هذا هو المعنى الحقيقي "لزكاة النفس"، من أجل ذلك ربط الله عزَّ وجلّ لنا في كثير من آياتِهِ إقامة الصلاة بإيتآء الزكاة بقوله: "أقيموا الصلواة وءاتوا الزكواة" وسأذكر بعضًا منها:

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ (٤٣).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَـٰقَ بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَانًا وَذِى ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰڪِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنًا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّڪَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلاً مِّنڪُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ (٨٣).

* سُوۡرَةُ الحَجّ
ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِى ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّڪَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ‌ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ (٤١).

 

447 Aug 27 2018