حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٢٧)

 

حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٢٧)

 

تفسير آية (٢٨) إلى آية (٣١) من سورة إبراهيم: "قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ..." من خلال ترابط آيات أحسن التفسير (القرءان العربّي الحكيم) في سورة الزُّمَّر.

السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.

(١): * سورة إبراهيم
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (٣١).

* سورة الزُّمَّر
وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (٨) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (٩) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (١٠).

إذا ضربنا وقارنَّا آيات سورة إبراهيم بآيات سورة الزُّمَّر نجد تشابهًا كبيرًا بينهما وتطابقًا في المعنى يُفسِّر ويُبيِّن لنا ويُعطينا المعنى والمفهوم الحقيقي لإقامة الصلاة.

بعد المقارنة، نرى بوضوح أنَّ آية (٣٠) في سورة إبراهيم هي نفسها آية (٨) في سورة الزُّمَّر.

* سورة إبراهيم
وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠).

* سورة الزُّمَّر
... وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۚقُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (٨).

 

(٢): ونرى بوضوح أيضًا أنَّ آية (٣١) في سورة إبراهيم هي نفسها آية (١٠) في سورة الزُّمَّر، بل أكثر من ذلك نرى أنَّ آية (١٠) في سورة الزُّمَّر تُفَسِّرْ لنا وتُفَصِّل كيفيَّة إقامة الصلاة والنفقة في سبيل الله الّتي وردت في آية (٣١) في سورة إبراهيم.

* سورة إبراهيم
قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (٣١).

* سورة الزُّمَّر
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (١٠).

من خلال تلك الآيات البيِّنات وبعد المقارنة نجد أنَّ إقامة الصلاة والنفقة من رزق الله هي البِرّ والتقوى بفعل الخير والإحسان في أرض الله الواسعة وبتبليغ رسالة القرءان في الأرض والصبر عليها وعدم تركها مهما أصاب الإنسان من مصاعب وفِتَن، بهدف نشر الإصلاح في هذه الأرض وتحريم الظلم والفساد.

سبحانك اللهُمَّ ربّي على تفصيل معنى الصلاة في كتابك العظيم من خلال ترابط آياتك العظيمة.

 

446 Aug 26 2018