- 2775 reads
حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٢٥)
تفسير آية (٥٨) من سورة النور: "... مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان العربّي الحكيم).
السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.
* سورة النور
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨).
إخوتي وأخواتي الأفاضل، إنَّ صلاة الفجر هي قرءان الفجر، وصلاة العشاء هي قرءان.
للتوضيح أكثر، إنَّ صلاة الفجر أو صلاة العشاء هي الوقت الّذي نقرأ ونتدبَّر ونتعلَّم ونُقيم فيه القرءان، أي الوقت الّذي فيه نذكُر الله تعالى في كتابِهِ الكريم، أي الوقت الّذي فيهِ نُصلّي لله من خلال دراستنا وتعلّمنا للقرءان أو من خلال إقامتنا للقرءان.
لقد ذكر الله تعالى لنا وأمرنا أن نقيم صلاة الفجر، وأن نقيم صلاة العشاء، وأن نُقيم الصلاة لِغَسَقِ الَّيْل، أي أن نُقيم الصلاة طوال النهار إلى أن تغرب الشمس وأن نقيم الصلاة طرفي النهار وأن نقيم الصلاة يوم الجُمُعة (يوم التجَّمُّعْ).
إذا ربطنا جميع تلك الأوقات ببعضها نجد أنَّ الله تعالى يأمرنا في الحقيقة بالصلاة وإقامتها، أي يأمرنا بالقرءان وإقامته في كل وقت من أوقات اليوم من الفجر إلى غسق الَّيْل من دون أن يُحدِّد لنا الساعة والدقيقة.
فالله سبحانه وتعالى لا يُحدِّد لنا وقتًا للصلاة بالساعة والدقيقة، أي لا يُحدِّد لنا وقتًا لتدبُّر وإقامة القرءان بالساعة والدقيقة، أي لا يُحدِّد لنا وقتًا لِدراسة القرءان وللتقربّ منه بواسطة القرءان ولِتطبيق قانونِهِ في الأرض بالساعة والدقيقة، لذلك فمن الواجب علينا أن نُطيعه بما أمرنا بِهِ، أي أن نعمل بما خلقنا من أجله من خلال قانونه في كل ثانية وفي كل دقيقة وفي كل ساعة وفي كل يوم وفي كل أسبوع وفي كل شهر وفي كل سنة وفي كل العُمُرْ حَسَب أشغالنا وظروفنا المعيشيَّة إلى أن نلقاهُ في الآخرة، بمعنىً آخر يجب علينا أن نذكر الله، أي نُصلّي ونسجد له في أيّ وقت ولو قرأنا ما تيسّر من القرءان نجد الدليل في آية (٢٠) من سورة المُزّملّ:
* سورة المزمل
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءانِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠).
ملاحظة هامَّة: آية (٥٨) من سورة النور تنسخ أوقات الصلاة الحركيَّة الإثنتان أو الثلاث بزعم الذين يُسمّون أنفسهم بالتنوريِّين، لا وجود لصلاة حركية في كتاب الله، ومن يُقرّ بذلك فليأتي ببرهان مُبين على وجود هذه الصلاة الحركيَّة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، مع تفصيلها وتفصيل عدد ركعاتها وسجداتها، إلخ... إن كان من الصادقين ولْيَذْكر أيضًا اسم السورة ورقم الآية.
444 Aug 24 2018