حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (١٩)

 

حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (١٩)

 

تفسير آية (٣) من سورة الأنفال: "ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ" من خلال أحسن التفسير (القرءان العربّي الحكيم).

السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.

(١): * سُوۡرَةُ الاٴنفَال
إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُہُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡہِمۡ ءَايَـٰتُهُ زَادَتۡہُمۡ إِيمَـٰنًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ (٢) ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٣) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقًّا لَّهُمۡ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٌ وَرِزۡقٌ ڪَرِيمٌ (٤).

إذا تابعنا آية (٢) إلى (٤) نجد أنَّ "الّذين يُقيمون الصلواة ومِمّا رزقْناهُمْ يُنْفِقون" في آية (٣) هُمْ "المؤمنونَ الّذينَ إذا ذُكِرَ الله وَجِلَتۡ قُلُوبُہُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡہِمۡ ءَايَـٰتُهُ زَادَتۡہُمۡ إِيمَـٰنًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ"في آية (٢) وهُمْ أيضًا "المؤمنون حقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ومَغْفْرَةً ورِزْقٌ كَريمْ" في آية (٤).

 

(٢): * سُوۡرَةُ الاٴنفَال
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغۡفِرَةٌ وَرِزۡقٌ كَرِيمٌ (٧٤).

إذا تابعنا آية (٧٤) في سورة الأنفال نجد بأنَّ "الّذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيلِ اللهِ والّذين ءاوَوا ونصروا" هُمْ أيضًا "المؤمنون حقَّا" وأيضًا "لَهُمْ مَغْفْرَةٌ ورِزْقٌ كَريمْ".

وإذا ضربنا آية (٧٤) بآية (٣) و(٤) نجد بوضوحٍ تامْ أنَّ الله عزَّ وجلّ يُريدُ أن يُعلِمنا أنَّ "الذينَ يُقيمون الصلواة ومِمّا رزَقْناهُمْ يُنْفِقون" في آية (٣) هُمْ "الّذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيلِ الله والّذين ءاوَوا ونَصَروا" في آية (٧٤)، لقد أخبرنا الله تعالى في آية (٣) و(٤) أنَّ "المؤمنون حقًا" هُم "الّذين يُقيمون الصلواة"، وأخبرنا في آية (٧٤) أنّ "المؤمنون حقًّا" هٌم "الذّين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والّذين ءاوَوا ونَصَروا"، إذًا فإنَّ المعنى الحقيقي لإقامة الصلاة هو الإيمان بالله والهجرة والجهاد في سبيلِهِ والإيوآء ونصرة الله ورسوله والمؤمنين والمظلومين، وهذا يعني أنَّ إقامة الصلاة هي إعطاء وتبليغ ونشر كتاب الله ودينه في الأرض، بمعنى أصَح هي تبليغ رسالة القرءان في الأرض حتّى لو تَعَرَّضَ المؤمن للقتال أو للجهاد بكُلِّ ما يَمْلُكْ في سبيل الله بِهّدَفْ نشر العدل والإصلاح في الأرض والنهي عن الظلم والفساد، ولذلِكَ أكْمَلَ الله تعالى آية (٤) بقوله: "لهم درجاتٌ عند ربِّهِم ومغفِرَةٌ ورِزْقٌ كريم" وآية (٧٤) بقوله: "لهُم مغفِرةٌ ورِزْقٌ كريمْ".

 

438 Aug 18 2018