- 2576 reads
بيان آية (٣٧) و(٣٨) و(٣٩) من سورة البقرة من خلال أحسن البيان (القرءان المُبين)
* سورة البقرة
فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتٍ فَتَابَ عَلَيۡهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (٣٧) قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡہَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى
فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡہِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (٣٨) وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَآ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمۡ فِيہَا خَـٰلِدُونَ (٣٩).
السلام على كل إنسان أراد أن يتوب إلى الله توبةً نصوحًا.
(١): آية (٣٧): "فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتٍ فَتَابَ عَلَيۡهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ".
إنَّ كلمة آدم تعني الإنسان التوّاب، إنَّ عِبرة آدم هي عبرة لِكل إنسان (آدم أو بني آدم) عصى الله ثُم أراد أن يتوب ويّتبع كتاب الله، والملائِكة تسجُد فقط للإنسان التَّواب، ولكنها لا تسجد للإنسان الّذي يعصي الله ولا يُريد أن يتوب، ولقد طلب الإنسان التوبة من الله، فتقبلّ الله تعالى توبته ولذلك أرسل الأنبياء والرُسُل لهدايته في هذه الأرض.
(٢): آية (٣٨) و(٣٩): "قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡہَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡہِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (٣٨) وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَآ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمۡ فِيہَا خَـٰلِدُونَ (٣٩)".
"قلنا اهبطوا منها جميعًا..." أي جميع خلق آدم من ذكور وإناث، ومن ألوان مختلفة، ومن أمم مختلفة وليس آدم وحواء والشيطان والحيَّة كما تقول كتب التفاسير الباطلة المأخوذة عن كتاب التلمود اليهودي النجس، والهبوط ليس بمعنى الهبوط من الجنّة إلى الأرض بل الهبوط من أحسن تقويم إلى أسفل سافلين، أي هبوط المستوى المعنوي، أي المستوى العقلي للإنسان، وهبوط المستوى الماديّ، أي المستوى المعيشي للإنسان، نجد الدليل في السُوَر التالية:
* سُوۡرَةُ التِّین
لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِىٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدۡنَـٰهُ أَسۡفَلَ سَـٰفِلِينَ (٥) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٍ (٦).
آية (٥): "ثم رددناه أسفل سافلين" لأنّ الإنسان بخياره أعرض عن ذكر الله جلّ في علاه، فأصبح في أسفل السافلين، أي هبط مستواه المعنوي والمادّي إلى أدنى مستوى، ومصيره بالتأكيد سوف يكون في جهنّم.
* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَڪُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدًا وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَـٰيَـٰكُمۡ وَسَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (٥٨) فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلاً غَيۡرَ ٱلَّذِى قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ (٥٩) وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنًا قَدۡ عَلِمَ ڪُلُّ أُنَاسٍ مَّشۡرَبَهُمۡ ڪُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِى ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (٦٠) وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَـٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآٮِٕهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِہَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِى هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِى هُوَ خَيۡرٌ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرًا فَإِنَّ لَڪُم مَّا سَأَلۡتُمۡ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡڪَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَالِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ ذَالِكَ بِمَا عَصَواْ وَّڪَانُواْ يَعۡتَدُونَ (٦١).
* سُوۡرَةُ المَائدة
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَـٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَءَاتَٮٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدًا مِّنَ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٢٠) يَـٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِى كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَـٰسِرِينَ (٢١) قَالُواْ يَـٰمُوسَىٰٓ إِنَّ فِيہَا قَوۡمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَا حَتَّىٰ يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (٢٢) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡہِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡہِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَـٰلِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (٢٣) قَالُواْ يَـٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَـٰتِلَآ إِنَّا هَـٰهُنَا قَـٰعِدُونَ (٢٤) قَالَ رَبِّ إِنِّى لَآ أَمۡلِكُ إِلَّا نَفۡسِى وَأَخِى فَٱفۡرُقۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (٢٥) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيۡہِمۡ أَرۡبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (٢٦).
آية (٢٦): "قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيۡہِمۡ أَرۡبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَـٰسِقِينَ".
"... يتيهون في الأرض..." = سوف يعيشون في أدنى مستوى، أي في الظلم والفساد كحال معيشتنا الآن، لأننا هجرنا القرءان الكريم واتّبعنا الأحاديث الباطلة.
* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيۡنَـٰهُ ءَايَـٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَـٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ (١٧٥) وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَـٰهُ بِہَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَٮٰهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلۡڪَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُڪۡهُ يَلۡهَث ذَّالِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦).
بسبب انسلاخ الإنسان بخياره عن آيات الله وخلوده إلى الأرض واتّباع هواه، أي اتّباع أديان أرضية باطلة، ظهر الظلم والفساد وأصبحت معيشته ضنكًا، وتدنّى مستواه إلى أدنى مستوى من الإنحطاط الفكري.
* سُوۡرَةُ طٰه
فَأَڪَلَا مِنۡہَا فَبَدَتۡ لَهُمَا ا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡہِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِ وَعَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (١٢١) ثُمَّ ٱجۡتَبَـٰهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيۡهِ وَهَدَىٰ (١٢٢) قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢا بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّڪُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ (١٢٣) وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِڪۡرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحۡشُرُهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ أَعۡمَىٰ (١٢٤).
وبما أنَّ الإنسان يستطيع أن يتوب فإنَّ هذا كان سببًا لبعث الله تعالى بالأنبياء والرُسُل عبر الزمن لهداية الإنسان الّذي يُريد أن يتوب ويرجع عن أعماله السيِّئة ويهتدي، وهذه فرصة له لكي يعود إلى الجنة ويخلد فيها، إذًا فمن اتَّّبع هُدى الله فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، والّذين كذّبوا بآيات الله أولآئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
والسلام على من اتَّبع الهدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.
419 Jul 30 2018