تفسير آية (٣٥) من سورة البقرة من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (٣٥) من سورة البقرة من خلال أحسن التفسير:
"
وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ"

 

السلام على من تقاسم خيرات الله ولم يقرب هذه الشجرة (شجرة الخلد والمُلك، أي القوَّة، السلطة، والمال، أي لم يحتكر ثروات الله جلَّ في علاه).

 

(١): لقد أمر الله تعالى آدم (الإنسان وزوجه، أي جميع الناس من ذكور وإناث) من خلال قوانينه في الكتاب عندما أسكنه، الجنَّة (الأرض) أن يتقاسم ثروات الأرض وعلومها وأرزاقها ويتشارك فيها مع أخيه الإنسان لكي يعيشوا بالخير والإصلاح، وأن لا يقربا الشجرة (المال والسلطة)، أي أن لا يحتكر لنفسه خيرات الأرض وعلومها فيحبسها عن الفقراء والضّعفاء والمحتاجين طمعًا في المال والسلطة فيصبح من الظالمين، والبرهان المُبين على أنَّ الشجرة هي كناية عن المال والسلطة نجده في آية (١٢٠) من سورة طه.

* سُوۡرَةُ طٰه
فَوَسۡوَسَ إِلَيۡهِ ٱلشَّيۡطَـٰنُ قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٍ لَّا يَبۡلَىٰ (١٢٠).

 

(٢): إنَّ كلمة آدم تعني البشر، أي جميع الناس (من ذكور وإناث) الّذين خُلِقوا من تُراب، والبرهان نجده في:

* سورة الاٴعرَاف
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَـٰڪُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأَدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ لَمۡ يَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ (١١).

* سُوۡرَةُ المؤمنون
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ مِّن طِينٍ (١٢).

* سُوۡرَةُ الرُّوم
وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (٢٠).

* سُوۡرَةُ صٓ
إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِنِّى خَـٰلِقُۢ بَشَرًا مِّن طِينٍ (٧١).

 

(٣): إنَّ الله تعالى لم يخلق فقط رجُل واحد وإمرأة واحدة، أي آدم وحوّاء، بتفسير جهلاء الدين الذي نقلوه لنا من كتاب العهد القديم الخبيث.

لقد خلق الله تعالى الناس (آدم) منذُ بدأ الخلق من ذكور وإناث بأشكال وألوان ولُغات مُختلفة في جميع أنحاء الآرض، تمامًا كما خلق ثمراتٍ مُختلِفٌ ألوانها، وجُددٌ بيضٌ (أي تربة بيضاء)، وحُمرٌ مُختلِفٌ ألوانها (أي تربة حمراء)، وغرابيبُ سود (أي تربة سوداء)، وكذلك خلق من الناسِ والدّوابِ والأنعامِ مُختلِفٌ ألوانُهُ.

هذا ما فصَّلهُ الله تعالى لنا في سورة الروم والمؤمنون وفاطر:

* سُوۡرَةُ الرُّوم
وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (٢٠) وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَاجًا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَڪُم مَّوَدَّةً وَرَحۡمَةً‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفُ أَلۡسِنَتِڪُمۡ وَأَلۡوَانِكُمۡ‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّلۡعَـٰلِمِينَ (٢٢).

* سُوۡرَةُ المؤمنون
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ مِّن طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلۡنَـٰهُ نُطۡفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ (١٣).

* سُوۡرَةُ فَاطِر
أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَاتٍ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَانُہَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٌ وَحُمۡرٌ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَانُہَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (٢٧) وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَانُهُۥ كَذَالِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨).

والسلام على من اتَّبع الهدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

417 Jul 28 2018