بيان من خلال أحسن البيان على عَدَم وجود خَلْق قبل الخليفة آدم

 

بيان من خلال أحسن البيان على عَدَم وجود خَلْق قبل الخليفة آدم
(البشر - الإنسان من ذكور وإناث)

 

آدم هو الخَلْق الأوَّل من ذكور وإناث ولم يكن موجودًا بشر (إنسان) قبله.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعًا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٮٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (٢٩) وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيہَا مَن يُفۡسِدُ فِيہَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ‌ قَالَ إِنِّىٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ (٣٠).

السلام على من تدبَّر القرءان العظيم من خلال ترابط آياته الكريمة، ونبذ فلسفته السفسطائيَّة والأنا (ال EGO).

 

إخوتي وأخواتي الكِرام، أرجوا منكم أن تتدبَّروا جيدًا آية (٢٩) و(٣٠) من سورة البقرة.

(١): آية (٢٩): "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".

يذكّرنا الله تعالى نعمته علينا بتهيئته خلق السماوات والأرض وتسويتهنّ التسوية المثلى المحكومة بقانونٍ ثابت لا يتغيّر ولا يتبدّل، بعد أن قدّر في الأرض الأقوات والأرزاق، كل ذلك ما كان إِلَّا تمهيدًا لخلق البشر الأوّل (آدم)، وهو خَلْقٌ كثيٌر من البشر، فيه أزواجٌ من ذكورٍ وإناث، وليس كما أخبرنا السّلف الطالح بأنّ آدم هو إنسانٌ واحد من جنس الذكور اسمه "آدم"، وأنّ له زوجة أنثى واحدة تُدعى "حوّاء".

 

(٢): آية (٣٠): "وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيہَا مَن يُفۡسِدُ فِيہَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ‌ قَالَ إِنِّىٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ".

تخبرنا الآية الكريمة آية (٣٠) أنّ قرار الله لبدء خلق الإنسان جاء بعد أن خلق الله الملائكة وهيَّأ خلق السماوات والأرض في الآية (٢٩) لاستقبال هذا الخلق الجديد من البشر الذي سيُكرِّمه تعالى بإعطائه الوجودية على الأرض، وبتعليمه لأسمائه، أي لعلومه لكي يفعل الخير بها لكي يرحمه ويُدخله جنّاته في الآخرة، ويعطيه تعالى صفة من صفاته، ألا وهي "صفة الخلود".

فما كان من الملائكة إِلَّا أن تضايقوا من هذه الأنباء وحزنوا عندما أخبرهم الله تعالى بأنّ هذا الإنسان الذي سيخلقه ويُوَرِّثه الأرض بخيراتها سيعصيه في اتّباع قوانينه مستقبلاً وسيحتكر الخيرات لنفسه ولخاصّته، وسيفسد فيها ويسفك الدِّمَاء طمعًا في المال والسلطة.

لنركّز إخوتي وأخوتي الكرام على نقطة هامّة، عندما تضايق الملائكة وحزنوا لخلق هذا الخليفة لم يكن هذا الضيق مصدره علمهم المسبق للغيب بأنّ الله كما تزعم التفاسيرالباطلة خَلَقَ قبل آدم خَلْقًا آخر فَسَدَ وأفسد وَسَفَكَ الدماء، إنَّ هذا التفسير بعيد كل البعد عن الصِّحة والبيان، ولا يقول به إِلَّا كل من يجهل علم القرءان الكريم، لماذا؟ لأنّ الله العليم الخبير هو الذي أخبر الملائكة مُسبقًا بأنَّ الإنسان سوف يفسد ويسفك الدماء عندما قال لهم في آية (٣٠) "إنّي جاعل في الأرض خليفة".

الله تعالى لم يُخبرنا في كتابه العزيز على وجود أيّ خلق قبل وجود خلق آدم الخليفة، فالآية (٢٩) من سورة البقرة تُخبرنا عن تمهيد وتحضير الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض للخليفة آدم، فكيف سيُنشئ الله تعالى خلقًا من قبل من غير أرضٍ وسماء؟

مرة ثانية أكرّر وأقول أنَّ الله تعالى لم يُعْلِمُنا عن أيّ تفاصيل لأيّ خَلْق لإنسان قبل آدم مسبقًا ولم تَرِد أيّ قصة تشير إليه أو إلى أعماله وأخباره في آياته، الدليل على أنَّ آدم هو الخلق الأولّ نجده في سورة آل عمران وسورة السجدة، وسُوَر كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبۡرَاهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَانَ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُہَا مِنۢ بَعۡضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤).

لقد بدأ الله تعالى في هذه الآية اصطفائه لآدم (الإنسان - البشر - العباد - الخَلْق الأولّ من ذكور وإناث) وهذا أكبر دليل على أنه لا وجود لخلق قبل الخليفة آدم (الإنسان).

* سُوۡرَةُ السَّجدَة
ٱلَّذِىٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَىۡءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَـٰنِ مِن طِينٍ (٧).

والسلام على من اتَّبع الهدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

414 Jul 25 2018