ثلاث مقالات في مقالة واحدة

 

ثلاث مقالات في مقالة واحدة

 

(١): بيان "أمّ الكتاب" في آية (٣٩) من سورة الرعد من خلال أحسن البيان (القرءان العظيم).

* سورة آل عمران
هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾.

(٢): تفسير آية (٣٩) من سورة الرعد: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان الكريم).

* سورة الفرقان
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾.

(٣): حديث آية (١٠٦) من سورة البقرة: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا..." من خلال أحسن الحديث (القرءان الحكيم).

* سورة الزمر
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾.

السلام على من اتَّبع أمّ الكتاب (القرءان الحكيم).

 

المقالة الأولى: بيان "أمّ الكتاب" في آية (٣٩) من سورة الرعد من خلال أحسن البيان (القرءان العظيم).

* سورة الرعد
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴿٣٦﴾ وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚوَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩﴾.

لقد أعاد الله عزَّ وجلّ تنزيل جميع كُتُبِهِ ورسالآتِهِ السابقة بجميع أحكامها في القرءان الكريم باللغة العربية، وهو سُبحانهُ وتعالى يستطيع ذلك لأنَّ عنده أم الكتاب (ORIGINAL)، أي عنده أصل جميع الرسالات والكتب الّتي أنزلها على جميع أنبيائِهِ ورُسُلِهِ، ولذلك مهما حاول الناس تحريف ومحوا ونسخ وإبطال رسالاته وكُتُبه وأحكامه الّتي وضعها في جميع كُتُبه لجميع أنبيائِهِ ورُسُلِهِ فلن يستطيعوا أن يمحوا أو ينسخوا أو يُبطلوا أم الكتاب (أصل الكتاب) أي النسخة الأصلية الغير مُحرَّفة للكتاب، لأنها موجودة فقط عنده وبعِلمِهِ، فهو وحده عنده أم الكتاب، أي هو وحده عنده الطبعة الأصلية لجميع كُتُبِهِ ورسالاتِهِ وأحكامِهِ وشرائِعِهِ وسُننِهِ، لذلك فهو وحده سُبحانهُ الّذي يستطيع أن يمحو (ينسخ أو يُبطل) الكُتُب المُحرَّفة ويُثبت كُتُبه بجميع أحكامها وشرائِعها الأصلية، ولقد أثبتها تعالى من خلال إعادة تنزيلها في القرءان العظيم (أمّ الكتاب)، وحفظها من أي ناسخ أو منسوخ (من أي تحريف أو إبطال) من خلال حفظه للقرءان، إذًا لا وجود لا لِناسخ ولا لمنسوخ.

أم الكتاب (أصل الكتاب) = النسخة الأصلية الغير مُحرَّفة للكتاب.

 

المقالة الثانية: تفسير آية (٣٩) من سورة الرعد: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان الكريم).

إذا قارنا وضربنا آية (٣٨) من سورة الرعد بآية (١٠٦) و(١٠٧) من سورة البقرة نجد تشابهًا كبيرًا بينهم:

* سورة الرعد
وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩﴾.

* سورة البقرة
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿١٠٥﴾ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦﴾.

آية (٣٩) من سورة الرعد: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ..." = آية (١٠٦) من سورة البقرة: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا...".

آية (٣٩) من سورة الرعد: "... وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ" = آية (١٠٦) من سورة البقرة: "... نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا...".

آية (٣٨) من سورة الرعد: "... أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ..." = أن يأتيَ بِكتابٍ.

لاحظوا إخوتي وأخواتي الأفاضل قول الله عزّ وجلّ في آية (٣٨) و(٣٩):
"وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ".

إذًا "الآية" في آية (٣٨) هي الكتاب الّذي له أجل، والّذي هو "أم الكتاب" (القرءان الكريم).

 

المقالة الثالثة: حديث آية (١٠٦) من سورة البقرة: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا..." من خلال أحسن الحديث (القرءان الحكيم).

* سورة البقرة
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦﴾ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٠٧﴾.

آية (١٠٦) من سورة البقرة: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أو نُنسِها...":
ما نلغي أو نمحوا من آية أو نجعلها تُنسى لأنَّ معناها قد حُرِّف = ما نلغي ونمحوا من آية، أي من كتاب كالتوراة أو الإنجيل لأنها قد حُرِّفت عبر الزمن، أو نتركها تُنسى بسبب تحريف الشيطان لمعناها.

آية (١٠٦) من سورة البقرة: "نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا...":
نأتِ بآية أخرى خير من تلك الآية الباطلة الّتي حُرِّفت، أو نُعيدُ تنزيلها من جديد مع رسول آخر إذا كانت قد انتَسَت لأن معناها قد حُرِّف ولم يُعمل بها.

لذلك أكمل تعالى آية (١٠٦) والآية الّتي تليها آية (١٠٧) بقوله فيها:
"أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ".

لأنَّ الله تعالى قادِر على كل شيء، إذًا فهو تعالى قادر على أن يُعيد تنزيل الآية كالتوراة والإنجيل مرة أخرى لأنها حُرَّفِت فيضعها ويحفظها ويُصدِّق بها في القرءان، فتُصبح هي القرءان باللغة العربية.

والسلام على من اتَّبع الهُدى (أمّ الكتاب) والعذاب على من كذَّب وتولّى.

401 Jun 22 2018