من هم الأمِّيون الذين ذكرهم الله تعالى في قرءانه العظيم؟

 

من هم الأمِّيون الذين ذكرهم الله تعالى في قرءانه العظيم؟

 

بيان معنى "الأُمّيّ" من خلال أحسن البيان (القرءان الحكيم).

* سورة البقرة
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨﴾ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾.

السلام (الجنَّة) على من لم يتَّبع الأُمِّيّين الذين لا يعلمون الكتاب إلَّا أمانيَّ، واللعنة (جهنَّم) على الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثمَّ يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً.

 

(١): إنَّ أكثر الناس يظنون أنَّ الأمّيّين بالمفهوم العامّي الشائع هُم من فئة الغير مُتعلمين أي الجُهلاء، أي هُم من فئة الذين لا يُجيدون الكتابة ولا القراءة، وليس عندهم شهادات مدرسية ولا شهادات جامعية ولا دكتوراة.

ومنهم من يتفلسف على الله ويقول أنَّ كلمة "أُمّيّ" تعني "أُمَّة" لذلك فجميع الأنبياء والرسل هم أُمِّة واحدة فجميعهم أمِّيّون، لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله.

تعالوا معًا إخوتي وأخواتي الأفاضل نتدبَّر معنى "الأُمّيّ" من خلال تسلسل آيات سورة البقرة، والله العظيم هذه الآيات لا تحتاج إلى ضرب أخماس بأسداس وفلسفة سفسطائيَّة.

* سورة البقرة
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾ ..... وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨﴾ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٠﴾.

آية (٧٨) و(٧٩): "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ... فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا...".

من خلال سياق آية (٧٨) و(٧٩) نجد أنَّ "الأُمِّيّ" هو الذي لا يعلم الكتاب إلَّا حسب أهوائه ومن خلال ظنِّه الباطل، وهو أيضًا الذي يكتب الكتاب بيديه ليشتري به ثمنًا قليلاً، وهذا أكبر برهان على أنَّ كلمة "الأُمِّيّ" لا تعني الذي لا يُجيد الكتابة والقراءة، ولا تعني "أُمَّة".

إذا كانت كلمة "أُمِّيّ" تعني "أُمَّة" وتعني أيضًا الإنسان الذي لا يُجيد الكتابة والقراءة فكيف بمقدور الإنسان أن يكتب كتابًا؟

آية (٨٠): "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً...": أي قالوا من خلال كتبهم المُحرَّفة التي كتبوها، وهذا دليل آخر على أنَّ "الأُمِّيّ" هو الذي لا يعلم الكتاب إلَّا حسب أهوائه ومن خلال أُمنياته، وهو أيضًا الذي يكتب الكتاب بيديه، أي يُحَرِّفه

خلاصة القَوْل: "الأُمِّيّ" = الذي لا يعلم كتاب الله إلّا حَسَب أهوائه = الذي يُحرِّف بمعاني آيات كتاب الله.

آيات بيِّنات لا يُجادل فيها إلَّا الذين كَفروا.

 

(٢): البرهان المُبين على أنَّ الرسول الأمين كان يقرأ ويكتب نجده في الآيات التالية:

* سورة العلق
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾.

آية (١): "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ": إذا كان الرسول الأمين لا يستطيع القراءة فكيف طلب الله تعالى منه أن يقرأ؟

آية (٤): "الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ": إذا كان الرسول الأمين لا يجيد الكتابة فلماذا قال تعالى: "... عَلَّمَ بِالْقَلَمِ

* سورة الفرقان
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿٤﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٥﴾.

آية (٥): "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا": أي قال الكافرون يوجد أشخاص يملون على الرسول (DICTATE) ويُلَقِّنوه أساطير الأوَّلين، وهذا أكبر دليل أنَّ الرسول الأمين كان يُجيد الكتابة.

آية (٥): "... اكْتَتَبَهَا..." ----- "... اكْتَتَبَهَا..."----- "... اكْتَتَبَهَا...".

* سورة القيامة
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴿١٦﴾ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ ﴿١٨﴾.

آية (١٨): "... فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ" ----- "... فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ"----- "... فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ".

آية ساطعة أكثر من نور الشمس.

 

(٣): * سورة العنكبوت
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾.

آية (٤٨): "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ": أي لم تكن مؤمنًا يا محمد من قبل أن يُنزَّل عليك الوحي، ولو كنت مؤمنًا لارتاب المُبطلون، لذلك اختاره الله تعالى من بين قومه لأنَّه كان مُشركًا مثلهم وكافر من غير عِلْمٍ، وبذلك يَسْهل على قومه أن يؤمنوا، والدليل على أنَّ الرسول لم يتلوا من قبله من كتاب، أي لم يكن مؤمنًا ومثل قومه نجده في السُوَر التالية:

* سورة الشورى
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾.

آية (٥٢): "... مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ...".

* سورة الضحى
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾.

آية بيِّنة لا تحتاج إلى تفسير.

* سورة يونس
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءانٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾.

آية (١٦): "... فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ...".

* سورة البقرة
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿١٤٣﴾.

آية (١٤٣): "... وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ...": أي الدين الباطل الذي كنت عليه في السابق، دين الكُفْر والإشراك.

 

(٤): في الختام، يا أئمَّة الفسوق والعصيان من السنَّة والشيعة وغيرهم من المذاهب الإسلاميَّة الباطلة، أين قال محمد لست بقارئ عندما طلب الله عزَّ وجلّ منه في آية (١) من سورة العَلَق أن يقرأ؟

ألم يَقل تعالى لكم أيها الكفرة الفجرة في آية (١) و(٢) و(٣) من سورة الحجرات: أن لا تُقدِّموا بين يدَي الله ورسوله، وأن لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النَّبيّ وأن لا تجهروا له بالقول، وأن تغضّوا أصواتكم عند رسول الله، أي لا تفتروا على رسول الله الكذب، أي لا تؤلِّفوا قراطيسًا كاذبة (كتب السنَّة والأحاديث الخبيثة)؟

* سورة الحجرات
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٢﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٣﴾.

والسلام على من اتَّبع الهُدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

397 Jun 12 2018