ردّي على سؤال سألني عنه تاجر الدين محمد مشتهري

 

ردّي على سؤال سألني عنه تاجر الدين محمد مشتهري

 

سؤاله لي كان كالتالي: ما معنى كلمة "المنخنقة، والموقوذة، والمترديَّة، والنطيحة، إلخ... في آية (٣) من سورة المائدة؟

الإجابة على سؤاله كتبته بالمشاركة مع أخت كريمة، جزاها الله خيرًا وأثابها الفوز العظيم.

* سورة النحل
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴿٣٠﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴿٣١﴾ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٣٢﴾.

* سورة الحديد
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾.

(١): لقد سألني سابقًا الباحث في العلوم الباطلة محمد مشتهري عن معنى كلمة "المنخنقة، والموقوذة، والمترديَّة، والنطيحة ..." مُستهجنًا كيفية فهم كتاب الله من غير الإستناد إلى علوم خارجية (عِلْم السياق والأصول والتواصل المعرفي)، وكأنَّ لسان حاله يقول بأنَّ كتاب الله بكل علومه العظيمة وأسمائه الحسنى قاصر عن التبيان والتفسير والتفصيل، وأنا بدوري مع الأخت المُسلمة ماريا الشريف سنردّ على الباحث الكبير الذي انتظر جواب سؤاله لي بشغف وقد ظنَّ أنَّ تأجيلي لجوابي له قد أعطاه المزيد من الصلاحية لترسيخ وإقامة علومه الباطلة، يُوسوس ويُجادل بها في كل منتدى ومسجد.

(٢): قبل البدء بالإجابة عن هذا السؤال، والذي يُفترض أن يكون بديهي الجواب لأمثاله من المُفكّرين العباقرة المُتخصِّصين في أصول البحث العلمي ومناهجه، فإنَّ أضعف الإيمان يا مشتهري عندما تواجه مُفردة ذُكِرت وحيدة مُنفردة في القرءان الكريم أن تتدبَّر جوهر معناها في ظلّ السياق القرءاني لسابقات الآيات ولاحقاتها وترابطها، بَدلاً من أن تُهرول من غير عِلْمٍ ولا هدى إلى علوم تواترك المعرفي الخارجة عن كتاب الله ومنهجه الذي يُحذَّرك من الأخذ بحرف واحد في تفسيره من خارج الكتاب لتفتريه على الله ورسوله! أم أنّك لم تمّر على آيات الله التي تحذّرك من آتّباع منهجك الإبليسي في فهم كتاب الله وتدبّره!.

(٣): حسرتي بك وبأمثالك كبيرة، يا من أضعتم جلّ أوقاتكم وجهدكم في تفاصيل كتب العلوم الباطلة، وليتكم صرفتم جهودكم وأعملتم عقولكم، وأثريتم أوقاتكم، في تدبّر كتاب الله وَفِهْم آياته والربط بينها لآستخراج المعاني الدقيقة، والعِبَر العظيمة التي يريد المولى عز وجل أن يبيّنها لنا في كتابه، لتعقلها وتعمل بها وتقيمها، ليس كما يريد أبالسة الفكر الفقير، والعلوم القاصرة، والمصالح الخبيثة، أن تعقلها من خلال أهوائهم وقصر نظرهم وجهالة علمهم!.

* سورة النساء
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾.

"... لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا": لوجدنا آختلافًا كثيرًا يا مشتهري بين ما يريد الله توصيله لنا في رسالته من خلال آياته البَيِّنَات المفصّلات، وبين ما يريد شياطين البشر وأبالستهم أن يبرمجونا عليه ويُشربونا إيّاه من منابع أهوائهم وأهواء آلهتهم!.

(٤): هل أدوات تواصلك المعرفي قادرة على إخبارك عن معنى كلمة المائدة التي سمّى الله تعالى بها السورة؟

يا أستاذ مشتهري لو كنت تعلم جوهر معنى كلمة المائدة لما استصعب عليك فِهْم المفردات التي سألتني معناها في آية (٣) من نفس السورة، لهذا يُثني الله دائمًا على الراكعين الساجدين المتدبّرين لكتابه من أولي الألباب فهمهم الأصيل لمعاني الكتاب وإقامته والصلاة فيه في مسجده الحرام بين عباده كما يريد تعالى، لا كما يريد الأبالسة إقامته في الضعفاء الذين آستخفّوا عقولهم، من خارج الكتاب، في مساجد كفرهم وضرارهم!.

ولو كنت يا مشتهري ممّن تفضّلَ عليه الله بعلمٍ من الكتاب بعد أن أخلّصت النيّة صادقًا، في التوجُّه إلى قبلته -قبلة الله في رسالته لجميع رسله وأقوامهم- لما كنت واقفًا حائرًا أمام آيات الله البَيِّنَات تقرأها ألغازًا وأحاجي، مستعينًا بأدوات تواصلك المعرفيّة الخارجيّة المتواترة عن السّلف الطالح في علومهم المفتراة، التي هي ليست أدوات غريبة على الله في تاريخ رسالته لمختلف الأنبياء، والتي كانت مدخلاً للتحريف وآتّباع الأهواء وقتل الرّسل في رسالاتهم!

(٥): هل أترك لك يا مشتهري متعة محاولة التدبّر لكتاب الله ولو لمرّة واحدة في حياتك لآستنباط معاني (المنخنقة، والموقوذة، والمترديّة، والنطيحة، إلخ...) من خلال ترتيل آيات سورة الأنعام، إن كنت أساسًا تدري وتفقه معنى الترتيل كما يريده الله؟ أم أعلّمك ممّا علمّني ربي في كتابه العزيز أُسُسْ التدبّر في هذه الآية الكريمة؟

حسنًا، لن أحرجك في محاولة التدبّر، لأنّ من هو مثقل بحمل الأسفار، والتمسّك بالسطحيّات والقشور والإدمان على أدوات التواصل المعرفي البشري النّاقص لن يمّن الله عليه في تدبرّ آياته!

(٦): والآن تدبَّر يا صاحب بدعة التواصل المعرفي التفسير المُيسَّر للمعنى الجوهري لهذه الكلمات من خلال ترابط آيات سورة الأنعام، ومن خلال رابط فيديو وضعته لك في آخر المقالة.

* سورة المائدة
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣﴾.

* سورة الأنعام
فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ﴿١١٨﴾ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴿١١٩﴾ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴿١٢٠﴾ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴿١٢١﴾.

آية (٣) من سورة المائدة: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ..... ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ..." = آية (١٢١) من سورة الأنعام: "وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ".

من خلال ربط آيات سورة الأنعام بآية (٣) من سورة المائدة، يتضّح جليًّا أنّ الله جلَّ في علاه قد أعطى مثلاً تشبيهيًّا (للمنخنقة، والموقوذة، والمترديّة، والنّطيحة، إلخ...) التي هي الجيفة والفطيسة، أي اللحم الفاسد في المعنى الظاهر، لكي يُعطينا المعنى الباطن الذي هو المذاهب والأديان الأرضيّة الباطلة وتواصلك المعرفي الكاذب المُفترى!.

(٧): في الختام، شاهد يا صاحب الحوت (الغارق في الظلمات) هذا الفيديو بالكامل وبإذن الله سترى كيف نسخ تعالى كتب تفاسير سلفك الطالح وتواصلك المعرفي السخيف.

* سورة النور
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٣٩﴾ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴿٤٠﴾.

https://www.youtube.com/watch?v=JvKcw1-YdTI

387 May 9 2018