هذه المقالة منقولة عن الجنّ المؤمن محمد داحو وتتضمنّ عدَّة مواضيع مُختصرة

 

هذه المقالة منقولة عن الجنّ المؤمن محمد داحو وتتضمنّ عدَّة مواضيع مُختصرة

 

سلامي لكم أيُّها المُتصدِّقون والمُتصدِّقات

الموضوع الأوَّل.

(١): دين الله واحد، وكتابه يُفسرّ بواسطة ترابط آياته.

في بعض الأحيان القرءان الكريم يُبيِّن معاني كثيرة عن طريق التصوير المجازي والمعاني، فبالتدبُّر وربط الآيات ببعضعها يتبيَّن المعنى من خلال السياق والجوهر ككلّ، المفروض أن لا نُركِّز على كلمات لوحدها أو آية واحدة لنستخرج المعنى ونفهم المغزى، بل علينا قراءة كل الآيات مع بعضها وفي سياقها لنفهم الرسالة التي أراد الله إبلاغها لنا، وفي بعض الأحيان نحتاج لربط الآيات ببعضها لأنَّ القرءان مُتشعبّ ومُترابط لحفظ المعاني من التحريف، القرءان العظيم قوي جدًا وآياته مترابطة مع بعضها البعض لكي يُفسر ويُبيِّن بعضه بعضًا، ولا يحتاج إلى تفسير البشر، حتى لا يستطيع الشياطين التلاعب بمعانيه وتحريفه كما حرَّفوا التوراة والإنجيل وكل الكتب السابقة.

الله عنده أم الكتاب، ودين الله واحد والكتاب واحد والرسالة واحدة لجميع الناس بدون تمييز، أو استثناء، فكلما حُرِّفت الرسالة أعاد الله إنزالها عن طريق الوحي والرسل بلغات مختلفة، فالقرءان هو الإنجيل وهو التوراة وصحف إبراهيم وغيرها، فالتوراة تُصدِّق الكتب والرسالات السابقة، والإنجيل كذلك يُصدِّق التوراة وكل الرسالات السابقة، والقرءان يُصدِّق الكل، لهذا قال الله تعالى في سورة الحِجْر: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" أي حَفَظ تعالى جميع الرسالات التي حُرِّفت في السابق في قرءانه العظيم، والدليل على ما ذكرت تجدونه في السُوَر التالية.

* سورة الشورى
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴿١٣﴾.

* سورة الأنبياء
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾.

* سورة الحِجْر
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾.

* سورة الرَعْد
يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩﴾.

"... أم الكتاب" = الكتاب الأصلي (original).

* سورة الزمر
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾.

* سورة الفرقان
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾.

الموضوع الثاني.

(٢): معنى الركوع والسجود.

الركوغ والسجود هو عكس التكذيب.

السجود هو الخضوع لله، أي قبول آياته والعمل بها لكي نُطهِّر أنفسنا ونعمل صالحًا ونساعد المسكين واليتيم... حتى نكون من الصالحين الخالدين في الجنة، والدليل تجدونه في السُوَر التالية.

* سورة المرسلات
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴿٤٨﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾.

* سورة الإنشقاق
فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْءانُ لَا يَسْجُدُونَ  ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾.

* سورة العنكبوت
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ﴿٩﴾.

* سورة البقرة
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨٢﴾.

الله لا يحتاج لحركاتنا وجوعنا وعطشنا، بل نحن نحتاج إليه، فهو يريد أن يُزكّينا من خلال آياته العظيمة، ويُطهِّرنا ويُعطينا جنة الخلود، نحن الذين نحتاج إليه تعالى وإلى تعاليمه، لكي نعيش بسلام آمنين في هذه الأرض ولا نتكبَّر على بعضنا البعض، ونتواضع ونحب الآخرين، وبالتالي نكون مؤهَّلين لنعيش مع الصالحين المتواضعين في أرض الجنة.

السجود والركوع ليس بالحركات كما حُرِّفت معانيه في كتب الأحاديث والإشراك، بل هو الخضوع والتواضع لله ولآياته، وقبول الإنسان لأخيه الإنسان ومساعدته ماديًا ومعنويًا وتقاسم معه رزق الله وعدم احتكار خيراته، هذا ما بيَّنه تعالى في السُوَر التالية.

* سورة النحل
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴿٧١﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴿٧٢﴾.

* سورة الحديد
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿٧﴾.

* سورة سبأ
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿٣٩﴾.

الموضوع الثالث.

(٣): سجود الملائكة لآدم.

باختصار، إنَّ سجود الملائكة لآدم، هو قبول الملائكة مساعدة آدم (الخلق الأوَّل من ذكور وإناث) في مسيرته في الحياة، بالرغم من أنَّهم أقوياء في خلقهم، والدليل آيات سورة غافر.

* سورة غافر
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٨﴾ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٩﴾.

ولكن الإنسان المتكبر والمفسد في الارض والذي هو غالبًا ما يكون صاحب مال، وقوة وسلطة وعِلْم، وذكاء بفضل الله، أبى واستكبر عن السجود لأخيه الإنسان الضعيف، أي أبى واستكبر عن مساعدة أخيه الإنسان، وعن تقاسم خيرات الله ومساعدة الفقراء والمحتاجين كما أمره الله تعالى في كتابه العظيم، والدليل آيات سورة الأعراف وسورة الزخرف.

* سورة الأعراف
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿١٢﴾.

* سورة الزخرف
وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾.

آية (١٢) من سورة الأعراف: "... أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ". = آية (٥٢) من سورة الزخرف: "أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ...".

الأبالسة والشياطين هم المُفسدون في الأرض، والدليل هو آية (١٤) وآية (٧٦) من سورة البقرة.

* سورة البقرة
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾.

* سورة البقرة
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٧٦﴾.

آية (١٤):"... وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ...". = آية (٧٦): "... وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ...".

الموضوع الرابع والأخير.

(٤): أرض الجنة وأرض جهنم.

عند انتهاء هذا الكون الذي نعيش فيه، سيكون هناك مكانين منفصلين عن بعضهما، أرض الجنة بسمائها وأنهارها وخيراتها يعيش فيها الصالحون الأتقياء، وأرض أخرى وهي أرض جهنم ذات الظروف القاسية والمعيشة الضنكى يعيش عليها الظالمون، والمفسدون والمشركون والمغرضون المتفلسفون الذين اتَّخذوا آيات الله هُزوًا بهدف الفتنة.

* سورة المرسلات
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٧﴾ هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ ﴿٣٨﴾.

* سورة هود
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿١٠٨﴾.

* سورة إبراهيم
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿٤٨﴾ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٤٩﴾.

السلام عليكم.

388 May 12 2018