خرافة عذاب القبر الخبيثة

 

خرافة عذاب القبر الخبيثة

 

ألا لعنة الله على بخاري الدجَّال ومسلم الكذَّاب وغيرهم من السلف الطالح وأئمَّة الكفر والإشراك، وفي مقدمتهم الفرسان الأربعة، عذرًا على هذا الخطأ الشنيع أقصد الأبالسة الأربعة، محمد حسان، ومحمد العريفي، ومحمد يعقوب، وأبو اسحاق الحويني، وغيرهم من الأبالسة والشياطين، لعنهم الله وأدخلهم الدرك الأسفل من النار.

السلام على من كَفَر بالسنَّة الخبيثة القوليَّة منها والعمليَّة.

* سورة الإسراء
سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴿٧٧﴾.

سنَّة الله جلَّ في علاه التي هي حُكْم الله (كتابه) أيُّها الأبالسة والشياطين وليست سنَّة محمد عليه السلام.

 

(١): سلام الله عليكم إخوتي وأخواتي الأعزَّاء، هناك كثير من المسلمين يؤمنون بعذاب القبر، فإن كان هذا العذاب صحيحًا فَلِما لم يذكره الله لنا في كُتُبِهِ الّتي أنزلها على رُسُلِهِ؟

وكيف سوف يحاسب جسد الميت إذا مات في إنفجار وأصبح أشلاءً، أو إذا مات غَرَقًا وأكله سمك البحر، أو إذا حُرِق جسده بعد موته؟

وكيف يكون هناك فارق في مدة العذاب للظالم، فهل يُعْقَل أن يتعذب الظالم الّذي مات في بداية الزمن في القبر مدة أطول من الظالم الّذي مات في نهاية الزمن قبل يوم القيامة؟

إنّ قصة عذاب القبر عندنا كمسلمين هي قصة مُخيفة، وأنا لا أريد أن أخوض في تفاصيلها، لكني أؤكدّ لكُم أنه لا وجود لأي نوع من العذاب في القبر، وذلك من خلال ما ذكره الله وبيّنه لنا بالدليل القاطع من خلال آياتِه البيِّنات، وكذلك لم يذكر الله تعالى لنا في كتابه الكريم أي شيء عن عذاب في القبر، لقد ذكر تعالى لنا فقط نوعين من العذاب، عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة.

 

(٢): الآيات الّتي تؤكدّ وجود نوعين من العذاب فقط، عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة نجدها في السُوَر التالية:

* سورة مريم
قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا ﴿٧٥﴾.

* سورة السجدة
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢١﴾.

* سورة الرعد
أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾ لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴿٣٤﴾.

* سورة الحج
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴿٨﴾ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٩﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿١٠﴾.

* سورة إبراهيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴿٤٢﴾.

* سورة طه
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴿٩٦﴾ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ﴿٩٧﴾.

آية (٩٧): "... وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ...": أي إنَّ لك موعدًا واحدًا ألا وهو عذاب يوم الفصل في الآخرة.

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تّحصى.

 

(٣): الآيات الّتي تنفي عذاب القبر:

* سورة مريم
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦﴾ ....... (٢٢) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ﴿٢٣﴾.

آية (٢٣): لأنه بموتها لن يكون لها أي وجود فيكون الموت خلاصًا لها من آلامها النفسية والجسدية.

* سورة يونس
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿٩٢﴾.

آية (٩٢): "فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ..." لأن موت فرعون هو نجاة مؤقتة له من العذاب الجسدي الّذي سوف يكون في الآخرة، وليس كما كذَّب الإبليس أمين صبري في أحد فيديوهاته وقال أنَّ فرعون لم يمت غرقًا بل أنجاه الله ثم من بعد ذلك تاب وأصلح، وكل كذبه سببه عنصريَّته والدفاع عن حضارة بلاده الفاسدة، إنَّ أكثر شعب مصر يُسمّون منتخب بلادهم لكرة القدم بمنتخب الفراعنة، أي بمنتخب الفاسدين، لأنَّ كلمة فرعون في اللغة العربيَّة تعني الفاسد، أو لَقَب للإنسان الظالم والمُستبدّ، لذلك نصيحة لهم خالصة لوجه الله تعالى أنَّ ينتبهوا ويُغيِّروا لَقَب منتخب بلادهم.

* سورة يس
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ﴿٥١﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴿٥٢﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٥٣﴾ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٥٤﴾.

آية (٥٢): "يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا...."، وهذا دليل كبير على أن الظالم لم يكن يتعذب في القبر بل كان راقدًا.

* سورة النبأ
إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴿٤٠﴾.

لقد تمنّى الإنسان الكافر الموت، أي عدم وجوديته كي يهرب من عذاب الآخرة، وهذا أكبر دليل على أنّ الميت لا يتعذبّ في القبر.

* سورة فاطر
وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿١٩﴾ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ﴿٢٠﴾ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴿٢١﴾ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾.

الميّت لا يستطيع أن يسمع لأنه لا يشعر بشيء لأنه ليس له أيَّةِ وجودية، وليس كما علّمنا أئمَّة الفسوق والعصيان، أنَّ الميِّت يفقد كل حواسّه إلَْا حاسَّة السمع، وأنَّه بعد أربعين يومًا من وفاته يحاول الخروج من القبر فيلطم رأسه في الحجرة الموضوعة فوقه، وعندئذ يعلم أنَّه ميت ويقول يا الله متْنا وشَبِعْنا موت، وهذه أجمل نكتة سمعتها في حياتي

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تّحصى.

والسلام على من اتَّبع الهُدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

386 May 7 2018