ردّي على مقالة كتبها الأستاذ إيهاب الحريري

 

ردّي على مقالة كتبها الأستاذ إيهاب الحريري

 

الله جلَّ في علاه لا يعلم المُستقبل وهو خاضع للزمان والمكان بزعم الأستاذ إيهاب الحريري.

هذا ما كتبه الأستاذ إيهاب في إحدى مقالاته:
هل الله خالق الزمان والمكان خاضع لهم؟

هذا السؤال المحير الذي يعتقد البعض ويقول ان الله خارج الزمن وهذا خطأ وقع فيه البعض لعدم معرفته بمجمل القران.

يقول الله ** وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج

نصل الى ان الله له يوم وهذا اليوم يوم الله واي يوم له بداية ونهاية والله خاضع الى بداية يومه ونهايته.....فالله سبحانه وتعالى خاضع للقوانين وجبريل خاضع والملائكة خاضعين لانهم جميعا له اجسام وكتلة.....

سبحانه وتعالى عمّا يقول بهتانًا وزورًا.

ولكنه من جهة أُخرى، اعترف وناقض قوله في إحدى فيديوهاته في الدقيقة السادسة عشر وفسَّر من دون أن يشعر آية (٥١) من سورة التوبة:

"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ":
وقال كالتالي: هذا نوع من أنواع غيب المستقبل ولكن هو غيب يعلمه الله لأنَّ الله هو مُرتَّب القصة الخ...

تعليقي لك يا أستاذ إيهاب: هل غيب المستقبل له أنواع؟ وهل الله يعلم بعضًا منه ويجهل البعض الآخر؟
من الواضح أنَّك تخلط الأمور ببعضها وتلف حولها، ولكن ما علينا.

أرجوا منكم إخوتي وأخواتي الكِرام أن تُشاهدوا هذا الفيديو الساقط بالكامل.

(١): أستاذ إيهاب الشئ الذي غفلت عنه والخطأ الفادح الذي وقعت فيه هو أنَّك جعلت الإله إلاهًا ماديًا، هل تعلم لماذا؟ لأنك تخيَّلته من خلال فكرك المادي المحدود وهذا أكبر دليل على أنَّ كل قولك باطل، لأنّ الخالق حاشاه أن يكون كالمخلوق.

من مقالتك هذه أفهم أنَّك توصَّلت إلى معرفة حقيقة الخالق، فهل من المعقول يا أستاذ إيهاب أن يصل الإنسان إلى معرفة حقيقة الخالق بفكره المحدود؟

وهل الذي عنده علم الغيب (المستقبل) يكون داخل الزمن؟ وكيف على الذي هو داخل الزمن أن يعلم المستقبل؟
وهل من كان داخل الزمن يستطيع أن يخلق الزمن؟
وإن كان الله جلّ في علاه خاضع إلى بداية يومه ونهايته كما قلت حضرتك، فماذا سيحصل لوجوديته، هل ستنتهي وجوديته بانتهاء يومه؟

أستاذ إيهاب من كان داخل الزمن لا يستطيع أن يخلق الزمن، ولا يستطيع أن يعلم الغيب، معليش أستاذ فكّر شوي بعيدًا عن وجهة نظرك وفلسفتك السفسطائيَّة.

وإذا كان الله تعالى داخل الزمن فهذا يعني أنّه مثلنا، عِلّمًا أنَّ الخلَّاق العليم قال في آية (١١) من سورة الشورى ليس كمثله شيء.

* سورة الشورى
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾.

وهل الخالق كالمخلوق؟

* سورة النحل
أَفَمَن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكَّرون (١٧).

أستاذ إيهاب الأمر بسيط جدًا ومنطقي ولا يحتاج إلى فلسفة وضرب أخماس بأسداس، بما أنَّ الله بديع السماوات والأرض خالق الزمان والمكان إذًا فهو خارج الزمان والمكان، هذا يعني أنَّه ليس له بداية ولا نهاية، وهذا يعني أيضًا أن نحن فقط نحسب أو نعدّ لأننا داخل محور الزمان والمكان.

أستاذ إيهاب، سأُدحض حُجَّتك بالبرهان المبين من آيات الله البيِّنات، أرجوا أن لا تفهمني عن طريق الخطأ، فأنا لا يوجد عندي مشكلة شخصية معك أو مع غيرك، الهدف من دَحْض حُجَّتك هو فقط لتبيان الحقّ ومحوا قولك الباطل، لذلك أرجوا منك أن تتدبرّ هذه الآيات بعيدًا عن رأيي ورأيك.

السلام على من آمن بغيب الله جلَّ في علاه (المستقبل) من خلال قرءانه العظيم فقط.

 

(٢): إخوتي وأخواتي الأفاضل آية (٢٢) من سورة الحديد وحدها كافية لإظهار الحق، لكن لا بأس سأذكر بعض الآيات التي تُدمِّر وتنسخ قوله الباطل.

* سورة الحديد
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢﴾.

ركِّز جيدًا يا أستاذ إيهاب على هذه الآية:
"... من قبل أن نبرأها...".

الله العليم الحكيم يعلم المصيبة التي ستحصل في الأرض وفي أنفسنا من قبل أن يبرأها.
آية بيّنة وواضحة تُبيَّن أنَّ الله العليم الخبير يعلم المستقبل أليس كذلك يا أستاذ إيهاب؟

(٣): * سورة سبأ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿٣﴾.

"عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض" وأنت تقول يا أستاذ إيهاب أنَّهُ لا يعلم غيب المستقبل.

أستاذ إيهاب ركزّ جيدًا "... مثقال ذرة...".
وتريد حضرتك من الناس أن تُصدّق كلامك بعد هذه الآية البيّنة.

(٤): * سورة النمل
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾.

"ألّا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض..."
وأنت تقول يا أستاذ إيهاب أنَّ الله لا يعلم المستقبل ولا يعلم ماذا سيفعل الناس.

(٥): * سورة آل عمران
إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٥﴾ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾.

الله يقول أنّه لا يخفى عليه شيئ وحضرتك تقول أنَّهُ لا يعلم المستقبل، لا حول ولا قوة إلَّا بالله.

* سورة غافر
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾.

"... وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" يا أستاذ إيهاب.

(٦): * سورة الأنعام
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿٥٩﴾.

آية ساطعة أكثر من نور الشمس، لا جدال فيها.

(٧): * سورة الحديد
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١﴾ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢﴾ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣﴾.

"هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ..... وهو بكل شيء عليم".

(٨): * سورة الأنبياء
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿٣١﴾ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ﴿٣٢﴾ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٣٣﴾.

آية (٣٣): "وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر...".

ركزّ على خلق الشمس والقمر وسيتّضح لك الأمر، خالق الزمان والمكان لا يتأثرّ قطعيًا بالزمان والمكان.
خالق الزمان والمكان = ليس له زمان ومكان = خارج الزمان والمكان = ليس له بداية ولا نهاية = دائم الوجودية.
لم يَلِد ولم يولَد، أي لم يُخلق، لأنه هو سبحانه خالق كل شئ، وهو الحي الذي لا يموت، هذا ما بيَّنه تعالى في السُوَر التالية:

* سورة الإخلاص
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾.

* سورة الزمر
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٦٣﴾.

* سورة الفرقان
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴿٥٨﴾.

الأمر بسيط ومُفصلّ ومُبيّن أستاذ إيهاب من خلال آيات الله البيّنات أليس كذلك؟

(٩): * سورة سبأ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْءانِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾.

إن كان الله لا يعلم عِلْم الأخرة (المستقبل) كما قلت حضرتك، فكيف عٓلِمَ الحوار الذي جرى بين الضعفاء والكبراء من قبل أن يحصل، وَوَضَعَه أمام أعيننا في كتابه الغيبي (المستقبلي) العظيم؟

سأُوَضِّح لحضرتك أكثر، كيف عَلِمَ عالم الغيب (المستقبل) والشهادة أنَّ الكبراِء والضعفاء سيكونون أعداءً؟

لو كان العليم الخبير لا يعلم المستقبل وحاش له سبحانه وتعالى أن لا يعلمه، فكيف عَلِمَ أنهم سيكونون أعداءً في الآخرة، عِلْمًا أنهم كَانُوا أصدقاءً في الحياة الدنيا وكان بينهم مَّوَدَّةً، لذلك لا ينبغي لله تعالى أن يعلم عداوتهم إذا كان لا يعلم المستقبل لأنَّهم كَانُوا أصدقاءً في الحياة الدنيا، لذلك المنطق يقول أنَّهُ كان سيعلم أنهم سيصبحوان أعداءً وقت الحدث، أي في الآخرة.

ماذا ستفعل في كل هذه الآيات التي ذكرتها لك أستضربها بعرض الحائط أمّاذا؟

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

(١٠): * سورة سبأ
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٠﴾ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴿٢١﴾.

"وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ...":

الله تعالى يعلم الغيب (المستقبل)، ولكنه يتعامل مع المخلوق على حسب زمن المخلوق، بمعنى أصحّ، الله تعالى يتعامل مع الإنسان على أساس حاضر الإنسان وليس على أساس غيب الله، لأنَّ الله يريد أن يحكم علينا على أساس ما سوف نعمل، لذلك قال: "... إِلَّا لِنَعْلَمَ..."، هذا يعني أنَّه لا يحاسب أحدًا على عملِ سيقوم به إلّا بعد أن قام به، لكي لا يكون للناس على الله حجَّة في الأخرة، لذلك أكمل الآية الكريمة ب: "... وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ"، أي كل عمل قام به الإنسان الله حفيظ عليه، أي كل عمل يعمله الإنسان سيكون مرجعه إلى الله، أي سيُحاسب عليه في الآخرة.

خلاصة هذه الآية كالتالي: "... إِلَّا لِنَعْلَمَ..." = لكي يكون الله شهيدًا على الناس في الآخرة.
أستاذ إيهاب هذه الجملة "... إِلَّا لِنَعْلَمَ..." لا تعني بأنَّ الله لا يعلم المستقبل.

(١١): * سورة السجدة
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴿٥﴾.

يريد الله تعالى أن يُعلمنا في هذه الآية الكريمة أنَّه جلَّ في علاه ليس له زمن، لذلك أكمل الآية ب: "... أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ" لاحظ أستاذ إيهاب نهاية الآية: "... مِمَّا تَعُدُّونَ..." لأنَّ الإنسان هو الذي يعدّ ويحسب وليس الله، وهذا أكبر دليل على أنَّ يومًا عند الله مُجردّ من الزمن، ومن المستحيل أن تحسبه كما كتبتً في مقالتك.

(١٢): * سورة النمل
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ﴿٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ﴿٦٧﴾.

آية (٦٥) لا تعني أنَّ الله وحده يعلم غيب السماوات والأرض (الآخرة، المستقبل) ونحن لا نعلمه.

أستاذ إيهاب إذا ضربت آية (٦٥) بآية (٦٦) تجد أنَّ معنى كلمة غيب في سياق هذه الآية يعني الآخرة، لذلك قال الله تعالى في آية (٦٦):
"بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَة..." ----- "بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَة...".

تفسير معنى الآية من خلال أحسن التفسير كالتالي: إنَّ الله وحدهُ سُبحانه الّذي يُفسِّر، ويُبينّ، ويُفصلّ لنا عِلْم يوم البعث وعِلْم الجنَّة وجهنمّ، وماذا سيحدث تمامًا من أصغر حَدَث إلى أكبر حَدَث، أي يجب علينا أن نأخذ علم الآخرة، أي علم يوم البعث وعِلْم الجنَّة وجهنمّ فقط من كتاب الله، لأنَّه هو الكتاب الوحيد الذي يعطينا الحقيقة المطلقة لعِلْم الآخرة، لأنَّ كل كتب التفاسير والأديان والمذاهب الأرضية الباطلة تعطي أمانِّيّ كاذبة وآخرة وهميَّة.

(١٣): في الختام، أطلب منك أن لا تُفَسِّر القرءان حسب فكرك المحدود وإلَّا تكون فتنة كبيرة وضلالة للناس، ونصيحة لك خالصة لوجه الله تعالى أن تعطي الله حق قدره، وأن تحذف فيديوهاتك ومقالتك، ولكن في النهاية هذا شأنك وخيارك.

وأدعوك أن تتدبَّر هذه الآية جيدًا.

* سورة الزمر
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾.

والسلام على من اتَّبع الهُدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

https://www.youtube.com/watch?v=cvNXV4qfkPc

376 Apr 3 2018