خباثة فايروس الجذر اللغوي اللعين

 

خباثة فايروس الجذر اللغوي اللعين

 

هل القرءان العظيم يُفسرّ من خلال الجذر اللغوي الخبيث؟

السلام على من تدبَّر كتاب الله من خلال ترابط آياته وقصصه وعِبَرهِ وأمثاله.

* سورة ص
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾.

* سورة الكهف
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿٥٤﴾.

* سورة هود
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٠﴾.

* سورة يوسف
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾.

(١): إخوتي وأخواتي الأفاضل، إذا استخدمنا تفسير كلمات وآيات القرءان الكريم من خلال الجذر اللغوي يُصبح القرءان الحكيم كتاب طلاسم ويتغيَّر معناه الساميّ العظيم وهذا ما فعله الإبليس محمد فادي الحفَّار وغيره من الأبالسة والشياطين، وهذا لا يعني أننا لا ينبغي علينا استخدام المعاجم العربية، فلسان القرءان عربي ونحن نحتاج إلى معرفة اللغة العربية لكي نفهم القرءان، ولكنَّ الله عزَّ وجلّ أنزله إلينا بلسانٍ عربيٍّ مُبين، أي أنزله إلينا ببيانه العربي اللغوي، إذًا فنحن نستطيع أن نستخدم القاموس ولكن مرجعنا الأول والأخير هو بيان القرءان لهذا القاموس الّذي نستخدمه، وأنا قد استخدمت القاموس العربي وما زلت، ولكن القرءان هو الّذي يحكم فيما إذا كان معنى الكلمة الّتي وردت في القاموس تتناسب مع بيان الآية أم لا.

(٢): أريد أن أُعطيكم الدليل والإثبات على ما أقول من نفسي، أنا لم أستخدم في خلال دراستي للقرءان بفضل الله تعالى ولا حتّى لمرَّة واحدة، لا المعجم الوسيط ولا لسان العرب ولا المعاجم التاريخية، لقد استخدمتُ فقط قاموسًا واحدًا كُنتُ أستخدمه عندما كُنتُ في المدرسة الثانوية وهو "المُنجد في اللغة والإعلام"، وما توافق مع مبدأ الآيات أخذتُ بِهِ، وما لم يتوافق لم آخذ بِهِ بل صحَّحه لي القرءان، وما لم أجد جوابه أعطاني إيّاهُ القرءان.

(٣): أنا لم أستخدم في حياتي ما يُسمّى بالجذر الّلغوي خلال دراستي للقرءان بفضل الله تعالى، لأنّي لا أؤمن بِهِ أصلاً على أنَّهُ دليلنا الحقيقي لفهم القرءان، لأنَّ القرءان هو أسهل بكثير من جميع تلك التعقيدات الّتي وضعها وفرضها الإنسان علينا وأخذ يتفلسف بها في كل مناسبة، فأدّى به إلى التفلسف على لغة الله العربية الواضحة البيِّنة المُفصَّلة وإلى تعليم الله بدينِهِ وإلى تعقيد القرءان على الناس وإلى تحريف معاني كثيرة لآيات القرءان، والقرءان هو بعيد كل البعد عن كل هذا لأنه وببساطة شديدة هو أسهل بكثير من جميع تلك التعقيدات الّتي فرضها علينا أصحاب الجذر اللغوي.

(٤): القرءان هو ذكرٌ للعالمين، وهو بسيط جدًا وبيِّن وصريح ومُفصَّل ومُفسَّر من الله جلَّ في عُلاه، "فالحق لا يأتي إلاَّ من الحق نفسه" وصدِّقوني لم أشعر في حياتي بحاجة إلى قواميس ومعاجم ولسان العرب أو غيرها لكي ألجأ إليها، فالإنسان لا يرى نفسه إنسانًا جاهلاً في عِلْم القرءان إذا لم يستخدم الجذر اللغوي أو المعاجم أو لسان العرب، بل على العكس إنَّ عدم استخدامه لها واعتماده أولاً وأخيرًا على لغة القرءان الكريم وعلى تفسير وبيان آياتِهِ العظيمة تجعله يرى القرءان واضحًا أمامه مثل وضوح الشمس بمعناه الظاهر والباطن (المجازي والتشبيهي).

(٥): لا أقول بأننا نستطيع أن نفهم القرءان من دون معرفتنا للغة العربية الّتي هي لغة القرءان، ولكني أقول بأنّنا علينا أن لا نُفلسِف اللغة وندخُل في خباياها وجذورها ونُعقِّد على أنفسنا الأشياء والأمور إذا أردنا أن نفهم القرءان، وإلاَّ فلن نستطيع فهمه، وأنا مؤمن كامل الإيمان بأنَّ كل إنسان قد تعلَّم اللغة العربية في المدرسة يستطيع أن يتوصَّل إلى فهم القرءان من دون حاجته إلى الذهاب والبحث في الجذر اللغوي وفي معاجم كثيرة تاريخية وفي لسان العرب، فهو يستطيع أن يستخدم قاموسًا واحدًا جيدًا (المُنجد في اللغة والإعلام) إذا احتاج الأمر لذلك ولكن بعد الرجوع أولاً وأخيرًا لبيان آيات القرءان وكلماته، ونحن لا نستطيع أن نؤمن بأنَّ مجموع الكلمات لها معنىً واحدًا لأنَّ أصلها وجذرها واحد، وهذا من أكبر الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها.

(٦): لقد تناقشت مع كثير من الناس في قصة الجذر اللغوي ولسان العرب من الّذين لا يؤمنون بالقرءان، هم يُفسرون القرءان على هواهم عن سبق إصرار وترصد ليطعنوا بمصداقيته بحجِّة أنَّ كلمات ومفردات القرءان لا تُفهم لُغويًا إلا بالرجوع إلى جذور وأصل تلك الكلمة، وإذا كان هذا صحيحًا كما يقولون، فهذا يعني أنَّ الذي يتدبَّر القرءان من خلال ترابط آياته هو إنسان جاهل، وأنَّ جميع ما هداه الله عزَّ وجلّ إليه من علم هو ليس له أي قيمة لأنه لم يكُن أساسه معاجم العرب ولسان العرب والجذر اللغوي. وأنا أريد أن أضع ملاحظة مهمة وهي، أنَّ لِسان العرَب هو ليس المقصود به اللسان العربي المُبين، أنَّ لِسان العرب فيه اختلافات كثيرة.

(٧): في الختام إخوتي وأخواتي الأفاضل، اعلموا عِلْم اليقين أنَّ ملجأكم الوحيد هو القرءان الكريم بتطابق معنى كلماته وتشابه آياته، حتّى لو استخدمتم جميع المعاجم ودرستم ما فيها فسوف تعود هذه المعاجم أولاًّ وأخيرًا إلى المنبع الأصلي (مُفردات القرءان) وبيان الحق من الحق نفسه، فلن يُقنعكم أيّ شيء آخر سوى آيات الله البيِّنات وكلماته.

* سورة الرحمن
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْءانَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾.

* سورة الجن
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾.

* سورة الأحقاف
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٣٠﴾.

 

والسلام على من نَبَذَ الجذر اللغوي ورماه في مزبلة الأكاذيب.

374 Apr 1 2018