تفسير سورة قريش من خلال أحسن التفسير (القرءان الكريم)

 

تفسير سورة قريش من خلال أحسن التفسير (القرءان الكريم)

 

* سورة قريش
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴿١﴾ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿٢﴾ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ ﴿٣﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿٤﴾.

السّلام عليكم إخوتي وأخواتي المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله العظيم، سلامًا يليق بمن أطعمه الله من جوع، وآمنه من خوف.

التاريخ الإسلامي البشري والتاريخ بشكل عامّ باطل ومكانه في مزبلة التاريخ.
نَسْف التاريخ القرءاني للتاريخ الإسلامي البشري والتاريخ بشكل عامّ.

(١): لقد علّمونا في صفوف دراستنا المبكّرة، في دروس التربية الإسلاميّة والتاريخ الإسلامي البشري الكاذب من خلال تفاسيرهم الباطلة، بأنّ قبيلة قريش هي قبيلة مشركة كافرة كانت تعكف على عبادة الأصنام وتحارب الرَّسُول عليه السلام وجموع المؤمنين والمؤمنات بشتّى وسائل الأذى والتعذيب والحصار، عِلْمًا بأنَّه لا يوجد آية واحدة في كتاب الله الحكيم تُخبرنا أنَّ قوم قريش كانوا من الكافرين والمشركين، وعِلْمًا بأنَّ الله أخبرنا في كتابه الحكيم أن نتَّبع فقط كتابه، ولا نتَّبع ما وجدنا عليه آباءنا، أي التاريخ الباطل، والتواتر، والتواصل المعرفي، وهذا أكبر دليل على أنَّ التاريخ الإسلامي البشري والتاريخ بشكل عامّ باطل ومكانه في مزبلة التاريخ.

إذًا من أين جاء أئمَّة الفسوق والعصيان بهذا النبأ، ومن قال لهؤلاء الأبالسة أنَّ قوم قريش كانوا من الكفار والمشركين؟

لذلك قال الله تعالى لنا في آية (٦) من سورة الحجرات وآية (١٠١) و(١٠٢) من سورة المائدة، أن نتبيَّن ونسأل من خلال قرءانه حتى لا نقع في الضلالة ونصيب غيرنا بجهالة، ونصبح من الكافرين، ولذلك قال لنا أيضًا في آية (٢١) من سورة لقمان أن نتَّبع فقط كتابه، ولا نتَّبع ما وجدنا عليه آباءنا، أي التاريخ الباطل، والتواتر، والتواصل المعرفي.

* سورة الحجرات
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴿٦﴾.

* سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾.

* سورة لقمان
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾.

(٢): دعونا أحبّتي الأكارم نرى حقيقة قوم قريش من خلال آيات سورة "قريش" التي كرّمهم الله بها وذَكَرَهُم وأثنى فيها عليهم في السّورة الكريمة:

* سورة قريش
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴿١﴾ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿٢﴾ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ ﴿٣﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿٤﴾.

آية (١): "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ": الإلفة والعهد، أي لقد عاهد المؤمنون من قوم قريش الله أن يجاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله.

"قريش": هي مجموعة القبائل التي كانت متواجدة أيّام الرسول عليه السلام، دون تحديد لقبيلة معيّنة دون أخرى، بعضها صدّق وآمن بالرسول والرسالة، والبعض الآخر كفر وأشرك ومَرَد على النِّفاق.

نجد من خلال آفتتاحيّة الآيات، مباركة الله تعالى ومدحه لبعض قبائل قريش المؤمنة وجهادها الدؤوب في نشر رسالة القرءان وإقامته بين القبائل وضربها في الأرض (رحلة الشتاء والصيف) لتوصيلها كما أمرهم الله تعالى.

آية (٢): "إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ": أي الضرب في الأرض صيفًا وشتاءً لكي يُبلِّغوا رسالات الله.

آية (٣ و٤): "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ..... الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ": أي فلتتّبع هذه القبائل المؤمنة الصّادقة من جموع قريش التي ألَّف الله بين قلوبها كتاب الله، ولتعاهده وتبايعه على تبليغ رسالاته، ولا تخشى أحدًا إلَّا هو، ولتداوم الإلتزام بكتابه الذي أنزله على رسوله، والذي فيه جميع قوانين الإصلاح والخير والهداية والعدل والإحسان لهم ولغيرهم، والذي في رحابه يعيشون من رزق الله هانئين سالمين في الأرض لا يمسّهم الجوع، آمنين مطمئنين لا يعرفون الخوف، فهنيئًا لهم بعهدهم وبيعهم، وهنيئًا لهم بهذه النِعَم العظيمة، والبُرهان المُبين نجده في السُوَر التالية:

* سورة آل عمران
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾.

* سورة التوبة
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١١﴾.

* سورة الأحزاب
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾.

* سورة التوبة
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿١٣﴾.

* سورة الأحزاب
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴿٣٩﴾.

* سورة النور
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾.

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

(٣): في الختام، أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يأكلون من رزقه، أي من طَيِّبَات رسالاته التي تقينا الكفر والإشراك، آمنين برضاه ونصره في الدّنيا، وبرحمته، أي بجَنَّتَه في الآخرة.

* سورة المؤمنون
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾ وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢﴾ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٥٣﴾.

* سورة الأنعام
فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ﴿١١٨﴾ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴿١١٩﴾.

* سورة البقرة
وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٦٠﴾.

* سورة آل عمران
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٠٧﴾.

* سورة الجاثية
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴿٣٠﴾.

* سورة النصر
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾.

والسلام على من اتّبع التاريخ القرءاني.

* سورة يوسف
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْءانَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴿٣﴾.

 

371 Mar 17 2018