التفسير المُيسَّر لأية (٢٩) من سورة الأنبياء من خلال آيات القرءان المُيسَّر

 

التفسير المُيسَّر لأية (٢٩) من سورة الأنبياء من خلال آيات القرءان المُيسَّر
(الذكر الحكيم)

"وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ".

 

* سورة القمر
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿١٧﴾.

السلام على من آمن بالمعنى الحقيقي لجملة: "لا إله إلَّا الله".

(١): * سورة الأنبياء
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿٢٩﴾.

آية (٢٥): "... أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ...": أي لا كتاب إلَّا كتابي فاتَّبعوه.

آية (٢٩): "... وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ...": أي من يأتي من الأنبياء بعِلْم غير عِلْم الله، أي من يأتي من الرُسُل بسنَّة غير سنَّة الله فسيكون مصيره جهنمّ وبئس المصير شاء من شاء وأبى من أبى، أي من يتقولّ على الله من الأنبياء والرُسُل بعض الأقاويل سيجزيه تعالى جهنمّ وبئس المِهاد شاء من شاء وأبى من أبى، سبحانك اللهمَّ ربّي على عدلك المُطلق.

لا مزاح مع كتاب الله، كائن من كان، رسول، نبي، شيخ، راهب، حِبْر، عالِم رئيس، وزير، نائب، إلخ... من يُريد أن يتفلسف على كتاب الله العظيم ويأتي بعِلْم خارج النصّ القرءاني عن سبق إصرار وترصدّ ومن أجل مصلحته الخاصَّة ولكي يشتري بآيات الله ثمنًا قليلاً، فسيكون مصيره هو وأتباعه حصب جهنَّم بإذن الله.

* سورة الأنبياء
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٩٧﴾ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴿٩٨﴾ لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٩٩﴾ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ﴿١٠٠﴾.

آية (٩٨): "إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ...": أي أنتم وبخاري والكافي وأئمَّة الكُفر والإشراك من الأحبار والرهبان من جميع المذاهب والأديان الأرضيَّة الباطلة، وداروين، والعلماء المُلحدين ستكونون حصب جهنَّم.

(٢): * سورة الحاقة
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾.

آية (٤٥): "لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ": أي لعذّبناه بالحقّ، أي لو أنَّ الرسول الأمين أتى بكلمة واحدة خارج القرءان الكريم سيكون مصيره ضِعْفَ العذاب في الدنيا والآخرة شاء من شاء وأبى من أبى، والبُرهان المُبين نجده في آية (٧٥) من سورة الإسراء.

* سورة الإسراء
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾.

آية (٧٥): "إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ...".

آية (٤٦): "ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ": أي لقَطَعَ الله تعالى عن الرسول الأمين الوحي، والبُرهان المُبين نجده في الآيات التالية:

* سورة الإسراء
وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ﴿٨٦﴾ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ﴿٨٧﴾.

* سورة الشورى
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٢٤﴾.

آية (٢٤): "... فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ...": أي إذا فِعْلاً افترى الرسول الأمين الكذب على كتاب الله العظيم، أي إذا جاء بحرفٍ واحدٍ خارج النصّ القرءاني فسيختم الله العزيز الجبَّار على قلبه، شاء من شاء وأبى من أبى.

(٣): إنَّ أكثر الناس يقولون أنَّ السنَّة هي التي تُفسرّ وتُفصلّ القرءان العظيم، سبحانه وتعالى عمَّا يقولون ظُلْمًا وزورًا، لذلك فرّوا إلى الله وإلَّا سيكون لكم ضِعْفَ العذاب أنتم وأوليائكم، وستكون جهنَّم بانتظاركم، ولكن في النهاية هذا خياركم إمَّا أن تؤمنوا وإمَّا أن تكفروا

* سورة الذاريات
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿٥٠﴾ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿٥١﴾.

آية (٥١): "وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ...": أي لا تجعلوا البخاري والكافي والراهب والحِبْر والدالاي لاما (زعيم البوذيّين) وداروين وستيفنز هاوكينز ... آلهة مع الله.

* سورة الأعراف
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٣٩﴾.

آية (٣٨): "قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ...".

* سورة ق
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴿٣٠﴾.

* سورة الكهف
وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾.

(٤): في الختام، نصيحة خالصة لوجه الله تعالى إلى الذين ظُلِموا بواسطة هذه الأديان والمذاهب الأرضيَّة الباطلة أن تُركِّزوا على المعنى الجوهري لهذا الكتاب العظيم من خلال ترابط آياته العظيمة، ولا تُركِّزوا على القشور والسخافات (عرض هذا الأدنى) من خلال بشر ضلَّوا وأضلّوا كثيرًا من الناس.

* سورة الحجر
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءانَ الْعَظِيمَ ﴿٨٧﴾.

* سورة الأعراف
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦٩﴾.

أرجوا أن تكون فكرة الله جلَّ في علاه قد وصلت، والسلام على من اتَّبع الهُدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

347 Mar 3 2018