تفسير أية (٥٢) من سورة الفرقان وآيات أُخَر من خلال أحسن التفسير

 

تفسير أية (٥٢) من سورة الفرقان وآيات أُخَر من خلال أحسن التفسير

 

* سُوۡرَةُ الفُرقان
فَلَا تُطِعِ ٱلۡڪَـٰفِرِينَ وَجَـٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادًا ڪَبِيرًا (٥٢).

السلام على من جاهد الكفار والمُشركين ونصر الله ورُسله بالغيب.

* سُوۡرَةُ الحَدید
لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ‌ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٌ شَدِيدٌ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلۡغَيۡبِ‌ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ (٢٥).

آية (٥٢): "فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا":
جاهدهم بآيات الله، أي بالحجَّة البالغة كما فعل موسى بفرعون وسحرته.

والبُرهان المُبين نجده في سورة الشعراء والأنعام:

* سُوۡرَةُ الشُّعَرَاء
قَالَ فِرۡعَوۡنُ وَمَا رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٢٣) قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآ‌ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (٢٤) قَالَ لِمَنۡ حَوۡلَهُ أَلَا تَسۡتَمِعُونَ (٢٥) قَالَ رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَآٮِٕكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ (٢٦) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِىٓ أُرۡسِلَ إِلَيۡكُمۡ لَمَجۡنُونٌ (٢٧) قَالَ رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَمَا بَيۡنَہُمَآ‌ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ (٢٨) قَالَ لَٮِٕنِ ٱتَّخَذۡتَ إِلَـٰهًا غَيۡرِى لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ (٢٩) قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَىۡءٍ مُّبِينٍ (٣٠) قَالَ فَأۡتِ بِهِ إِن ڪُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ (٣١) فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعۡبَانٌ مُّبِينٌ (٣٢) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيۡضَآءُ لِلنَّـٰظِرِينَ (٣٣) قَالَ لِلۡمَلَإِ حَوۡلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤) يُرِيدُ أَن يُخۡرِجَكُم مِّنۡ أَرۡضِڪُم بِسِحۡرِهِ فَمَاذَا تَأۡمُرُونَ (٣٥) قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِى ٱلۡمَدَآٮِٕنِ حَـٰشِرِينَ (٣٦) يَأۡتُوكَ بِڪُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (٣٧) فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَـٰتِ يَوۡمٍ مَّعۡلُومٍ (٣٨) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلۡ أَنتُم مُّجۡتَمِعُونَ (٣٩) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبِينَ (٤٠) فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرۡعَوۡنَ أَٮِٕنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَـٰلِبِينَ (٤١) قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذًا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ (٤٢) قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ (٤٣) فَأَلۡقَوۡاْ حِبَالَهُمۡ وَعِصِيَّهُمۡ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ (٤٤) فَأَلۡقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ تَلۡقَفُ مَا يَأۡفِكُونَ (٤٥).

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَڪۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَىۡءٍ ڪَذَالِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأۡسَنَا‌ قُلۡ هَلۡ عِندَڪُم مِّنۡ عِلۡمٍ فَتُخۡرِجُوهُ لَنَآ‌ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَخۡرُصُونَ (١٤٨) قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَـٰلِغَةُ‌ فَلَوۡ شَآءَ لَهَدَٮٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ (١٤٩) قُلۡ هَلُمَّ شُہَدَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ يَشۡهَدُونَ أَنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَ هَـٰذَا‌ فَإِن شَہِدُواْ فَلَا تَشۡهَدۡ مَعَهُمۡ‌ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأَخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ (١٥٠).

آية (١٤٩): "قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَـٰلِغَةُ‌...".

* سُوۡرَةُ آلِ عِمرَان
أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ (١٤٢).

آية (١٤٢): "... ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمۡ...":
أي الذين جاهدوا المشركين والكفار بأنفسهم من أجل نشر رسالة الله.

آية (١٤٢): "... وَيَعۡلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ":
أي الصابرين على سخرية وسبّ واستحقار، والصابرين على كتاب الله مهما حاول الكفار والمُشركين أن يضِّلوهم أو يفتنوهم، والصابرين على ما أصابهم من مصائب، والصابرين المُداومين على الإحسان وعَمَلْ الخير، والصابرين على حُكم الله في الآخرة.

والدليل على معنى الصبر نجده في السُوَر التالية:

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
لَتُبۡلَوُنَّ فِىٓ أَمۡوَالِڪُمۡ وَأَنفُسِڪُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِڪُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذًى كَثِيرًا‌ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَالِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ (١٨٦).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِ‌ وَإِنَّہَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِينَ (٤٥) ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّہُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّہِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٲجِعُونَ (٤٦).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَىۡءٍ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٍ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَالِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ‌ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ (١٥٥) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ عَلَيۡہِمۡ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٌ۬ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ (١٥٧).

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
قُلۡ يَـٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ‌ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٌ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ‌ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٍ (١٠).

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبًا قَالَ يَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَڪُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَيۡرُهُ قَدۡ جَآءَتۡڪُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّڪُمۡ‌ فَأَوۡفُواْ ٱلۡڪَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تُفۡسِدُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَـٰحِهَا‌ ذَالِڪُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن ڪُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (٨٥) وَلَا تَقۡعُدُواْ بِڪُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِهِ وَتَبۡغُونَهَا عِوَجًا وَٱذۡڪُرُوٓاْ إِذۡ ڪُنتُمۡ قَلِيلاً فَكَثَّرَڪُمۡ‌ وَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (٨٦) وَإِن كَانَ طَآٮِٕفَةٌ مِّنڪُمۡ ءَامَنُواْ بِٱلَّذِىٓ أُرۡسِلۡتُ بِهِ وَطَآٮِٕفَةٌ لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ فَٱصۡبِرُواْ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ بَيۡنَنَا‌ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَـٰكِمِينَ (٨٧).

* سُوۡرَةُ یُونس
وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ‌ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَـٰكِمِينَ (١٠٩).

* سُوۡرَةُ محَمَّد
أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَـٰنَہُمۡ (٢٩) وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَـٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَـٰهُمۡ‌ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِى لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِ‌ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَـٰلَكُمۡ (٣٠) وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ (٣١).

آية (٣٠): "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ...":
أي شيوخ الضلالة والعلامات السوداء التي في جباههم من شدة الظلام (الضلالة) ولحن القول لحن السحر المكذوب، أي الأحاديث الخبيثة.

* سُوۡرَةُ الصَّف
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَالِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ‌ ذَالِكُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (١١) يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُ وَمَسَـٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ذَالِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ (١٢) وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَہَا‌ نَصۡرٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (١٣).

الجهاد بالقرءان في سبيل الله يكون بالمال والنفس لإظهار الحق وزهق الباطل.

* سُوۡرَةُ الحَجّ
وَجَـٰهِدُواْ فِى ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجۡتَبَٮٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِى ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَاهِيمَ‌ هُوَ سَمَّٮٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ مِن قَبۡلُ وَفِى هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُواْ شُہَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ‌ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَٮٰكُمۡ‌ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ (٧٨).

المجاهد يُعتبر عند الله شاهد على الناس.

وآيات أُخرى لا تُعدّ ولا تُحصى.

والسلام على من اتَّبع الهُدى، والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

340 Feb 24 2018