هل القرءان العظيم كتاب صعب الفِهْم؟

 

هل القرءان العظيم كتاب صعب الفِهْم؟

 

هذا ما يزعم الأبالسة أئمَّة الفسوق والعصيان والسلف الخبيث، سبحانه وتعالى عمَّا يقولون ظُلْمًا وزورًا.

* سُوۡرَةُ القَمَر
وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٍ (١٧).

يقول هؤلاء الأبالسة أنَّ القرءان صَعْب والله جلَّ في علاه يقول بأنَّه مُيسَّر فمن نُصدِّق قول الله الحق أم قول الأبالسة الباطل؟

* سُوۡرَةُ لقمَان
أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ كُلٌّ يَجۡرِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩) ذَالِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلۡبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡڪَبِيرُ (٣٠).

(١): إخوتي وأخواتي الكِرام، إنَّ كِتاب الله عزَّ وجل ليس صعبًا للفهم كما يقول أبالسة الأزهر وشياطين منابر المساجد، مساجد الإشراك والدَجَل، ولكنَّه كتاب عميق وفيه من العلوم والأمثال والعِبَر ما يحتاج مِنّا إلى سنوات لِدراستِهِ.

عندما بدأتُ بتدبُّر القرءان وبدارسته بفضل الله تعالى كُنتُ أعلم عِلمًا ضئيلاً منه وهو عِلْم مِشكاة فيها مِصباح، وبالرغم من ذلك كان عِلْمًا كبيرًا، وبعدها مع الوقت وعندما ثابرتُ وصبرت عليه وجدتُ النور يخرج من آياتِهِ أكثر فأكثر إلى أن أصبح نور الكوكب الدُرِّيْ، وصدِّقوني إذا قُلتُ لكم بأنَّ الله تعالى هو الذي يوحي ويهدي كُل إنسان يدعوه بكل صِدق وأمانة إلى صراطه المُستقيم، لأنَّهُ لا أحد منا يستطيع أن يرى عِلْم الله أو نوره أو بيانه إلاَّ إذا أراد ذلك ومن كل قلبِهِ، فالله عزَّ وجلّ هو الّذي يُعلِّم البيان وحيًا، وهو الّذي سُبحانه يُنير طريقنا ويهدينا إلى صِراطِهِ المُستقيم إذا أردنا اتِّباع كتابه فقط.

* سُوۡرَةُ النُّور
ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةٍ فِيہَا مِصۡبَاحٌ‌ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ‌ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّہَا كَوۡكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـٰرَڪَةٍ زَيۡتُونَةٍ لَّا شَرۡقِيَّةٍ وَلَا غَرۡبِيَّةٍ يَكَادُ زَيۡتُہَا يُضِىٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَہۡدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ‌ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَـٰلَ لِلنَّاسِ‌ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (٣٥).

* سُوۡرَةُ الشّوریٰ
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآىِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِ مَا يَشَآءُ‌ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَڪِيمٌ (٥١).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ‌ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَـٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡ‌ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِ وَٱللَّهُ يَهۡدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٢١٣).

(٢): يقول هؤلاء الكفرة الفجرة بأنَّ كتاب إبن المُقفَّع هو السهلٌ المُمتنِع، وأنا أقول إذا أردتُ أن أُعطي من نفسي صِفة خاصة للقرءان، بأنَّ القرءان هو السهل المُمتَنِع، وليس كِتاب إبن المُقفَّع.

ليس المُهِم بالنسبة لله تعالى أن نتوصَّل إلى جميع علوم آيات القرءان إذا لم نَستَطِعْ ذلك في حياتنا، ولكن المُهِم أن نفهم ونؤمن بمبدأ القرءان كَكُل، وإذا فهمنا آية واحدة منهُ ببيانها الصحيح، فنحن نستطيع أن نفهم كثير من آيات القرءان بربطها بِبعضِها، لأنَّ القرءان الكريم له مفهوم واحد وجميع آياته تؤدّي بِمفهومها إلى نفس المعنى، فمثلاً ناقة صالح، وعصا موسى الّتي هي الثعبان المُبين، ومُلك سُليمان، لها معنىً واحدًا، ألا وهو كتاب الله.

وعلى سبيل المثال أيضًا، البقرة في سورة البقرة هي التوراة، والمآئدة في سورة المآئِدة هي الإنجيل، وجميع ما نقرأهُ من آيات إذا ضربناها بِبعضِها نجد أنَّ لها معنىً واحدًا لا ثانِيَ لهُ، وهذه هي رَوْعة وعظمة القرءان العظيم.

إنَّ الله تعالى لا يُعطينا عِلْم كتابه دفعةً واحدة، لأَّننا لا نستطيع أن نُدرِك عُلومه من كثرتها ومن عُمقِ معانيها، ففي القرءان نجد فيه عِلْم نفس، وعِلْم فلسفة، وعِلْم تاريخ، وعِلْم فلك، وعِلْم بيولوجيا، وعِلْم أجنَّة، وعِلْم إجتماع، إلخ...

تخيَّلوا أنَّ هذا الكمّ الهائِل من العلوم موجود كله في كتابٍ واحد، فكيف يستطيع عقلنا أن يحدّ هذا العِلْم دفعة واحدة وفي وقت قصير؟

القرءان الكريم هو كتاب الخَلْق والعِلْم وفيه جميع علوم الخلق، فكيف يستطيع عقلنا عندما نبدأ بدراسة وتدبُّر القرءان بِمُفردنا أن يرى ويتوصَّل إلى جميع تلك العلوم دفعةً واحدة وفي وقتٍ قصير؟

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَـٰٓٮِٕرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُم‌ مَّا فَرَّطۡنَا فِى ٱلۡكِتَـٰبِ مِن شَىۡءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّہِمۡ يُحۡشَرُونَ (٣٨).

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَ‌ وَيَعۡلَمُ مَا فِى ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ‌ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ (٥٩).

* سُوۡرَةُ یُونس
وَمَا تَكُونُ فِى شَأۡنٍ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانٍ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا ڪُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُہُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِ‌ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٍ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَالِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ (٦١).

* سُوۡرَةُ النَّمل
وَمَا مِنۡ غَآٮِٕبَةٍ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ (٧٥).

(٤): في الختام القرءان الكريم كتاب مُحكم ومُفصلّ ومُبيَّن ومُيسَّر ومُفسّر ولا يحتاج إلى كتب تفاسير السلف الخبيث، هذا ما قاله تعالى في السُوَر التالية:

* سُوۡرَةُ هُود
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓر‌ كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَـٰتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١).

* سُوۡرَةُ الطّلاَق
... فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَـٰٓأُوْلِى ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ‌ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرًا (١٠) رَّسُولاً يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَـٰتٍ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ‌ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَـٰلِحًا يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدًا‌ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزۡقًا (١١).

* سُوۡرَةُ عَبَسَ
قُتِلَ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُ (١٧) مِنۡ أَىِّ شَىۡءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِن نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقۡبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ (٢٢).

* سُوۡرَةُ الدّخان
فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَـٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَڪَّرُونَ (٥٨).

* سُوۡرَةُ الفُرقان
وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا (٣٣).

* سُوۡرَةُ النُّور
ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةٍ فِيہَا مِصۡبَاحٌ‌ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ‌ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّہَا كَوۡكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـٰرَڪَةٍ زَيۡتُونَةٍ لَّا شَرۡقِيَّةٍ وَلَا غَرۡبِيَّةٍ يَكَادُ زَيۡتُہَا يُضِىٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارٌ۬ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَہۡدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ‌ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَـٰلَ لِلنَّاسِ‌ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (٣٥).

آية (٣٥): "... يَكَادُ زَيۡتُہَا يُضِىٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارٌ..." أي القرءان العظيم ليس بحاجة إلى تفسير لأنَّه بالأصل هو نور مُبين.

* سُوۡرَةُ النِّسَاء
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَـٰنٌ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورًا مُّبِينًا (١٧٤).

لاحظوا إخوتي وأخواتي الكِرام وَصْف الله تعالى لكتابه الكريم "... نورًا مُبينًا..." وليس نورًا فقط.

والسلام على من اتَّبع النور المُبين (القرءان الكريم).

 

332 Feb 18 2018