هل آية (١٤) من سورة آلِ عِمران هي للرجال والنساء على حدٍّ سواء؟

 

هل آية (١٤) من سورة آلِ عِمران هي للرجال والنساء على حدٍّ سواء؟

 

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَـٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَٱلۡحَرۡثِ‌ ذَالِكَ مَتَـٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا‌ وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ (١٤).

السلام على من كفر بمفهوم ملكة الأيمان التراثي القذر في الحياة الدنيا، وبالسبعين حوريَّة وبالسبعمائة وصيفة، وبالدعارة في أرض الأخرة.

(١): الجواب كلا: هِي فقط للرجال وليست صالِحة للنساء أبدًا، يجب علينا أن نفهم المعنى من خلال سياق الآية.

لقد خاطب الله تعالى في مُقدِّمة الآية من: "زُيِّن للناس..." إلى: "... حب الشهوات من النساء..." فقط وليس إلى آخر الآية، كُلّ رجُل لا يتَّقي الله، ويُريد الحيواة الدنيا، لأنَّ الرجُل الّذي لا يتَّقي الله ينظر للمرأة كشهوة جنسية، وهنا يُريد الله تعالى أن يَحُثّْ الرجال على التقوى وعلى احترام النساء، لِكَيْ لا يَنظُروا إليهن من خلال شهواتهم الجنسية، أي لِكَيْ لا يُعاملوا المرأة على أنَّها شهوة جنسية خلقها الله من أجل إرضاء غريزتهم الجنسية، ولذلك أكمل الله تعالى هذه الآية بالآية الّتي تليها بقولِهِ:

* سُوۡرَةُ آلِ عِمرَان
قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيۡرٍ مِّن ذَالِڪُمۡ‌ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتٌ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزۡوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضۡوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ‌ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ (١٥).

(٢): هذه الآية الكريمة تُثبت لنا أنَّ الّذي "زُيِّنَ لهُ حب الشهوات من النساء" هو في الحقيقة رجل (ذكر) لا يتَّقي الله، وكذلك الأمر بالنسبة للشهوات الأخرى، فإنَّ كل إنسان ذكرًا كان أم أُنثى زُيِّنَ لهُ حب تلك الشهوات، فهو أيضًا لا يتّقي الله، ولذلك قال تعالى:
"لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتٌ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزۡوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضۡوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ‌".

لأنَّ الناس في الجنة لن يتَّبعوا الشهوات المادية بجميعِ أنواعها، ولذلك سوف تكون أرض الجنة أرض طاهرة، وكُلّْ ما فيها من خلق سوف يخلقه الله تعالى لن يلحقهُ الفساد فيها، ولذلك سوف يكون الله تعالى راضيًا في الجنة عن جميع الناس ذكورًا وإناثًا، هذا ما بيَّنه الرحمن الرحيم في سورة البيِّنة والمُجادلة:

* سُوۡرَةُ البَیّنَة
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ (٧) جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّہِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدًا‌ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنۡہُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ‌ ذَالِكَ لِمَنۡ خَشِىَ رَبَّهُ (٨).

* سُوۡرَةُ المجَادلة
لَّا تَجِدُ قَوۡمًا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوۡ ڪَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَانَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَہُمۡ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ڪَتَبَ فِى قُلُوبِہِمُ ٱلۡإِيمَـٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنۡهُ‌ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا‌ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنۡہُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِ‌ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (٢٢).

(٣): إنَّ تلك الآيات في سورة آل عمران آية (١٤) و(١٥) هي عِلم نفس لِكُلّْ إنسان يعيش من خلال أهواءِهِ، وهي حثّْ ودافع لِكُلّْ إنسان يتَّبع شهواته المادية (أي معصية الله) أن يُزكّي، أي أن يُطهِّر نفسه لكي يستطيع أن يعيش بطهارة أيضًا في أرض الجنة، والبُرهان المُبين نجده في السُوَر التالية:

* سُوۡرَةُ الاٴعلی
قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (١٤) وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ (١٥).

* سُوۡرَةُ فَاطِر
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَىۡءٌ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّہُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ (١٨).

* سُوۡرَةُ طٰه
وَمَن يَأۡتِهِ مُؤۡمِنًا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَـٰتُ ٱلۡعُلَىٰ (٧٥) جَنَّـٰتُ عَدۡنٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَا‌ وَذَالِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ (٧٦).

* سُوۡرَةُ اللیْل
فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارًا تَلَظَّىٰ (١٤) لَا يَصۡلَٮٰهَآ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى (١٥) ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (١٦) وَسَيُجَنَّبُہَا ٱلۡأَتۡقَى (١٧) ٱلَّذِى يُؤۡتِى مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ (١٨) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعۡمَةٍ تُجۡزَىٰٓ (١٩) إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (٢٠) وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ (٢١).

والسلام على من زكّى نفسه، أي طهَّر نفسه بكتاب الله.

 

331 Feb 17 2018