- 2090 reads
موتوا بغيظكم أيُّها المُلحدون
يقول أكثر الناس من المُلحدين أنَّه لا يوجد في الإسلام ذلك البعد الروحاني والعمق الفكري، وأنَّ القرءان هو كتاب مادي بسيط يعكس حياة البدو البسطاء، وأنَّ المؤمنين لم يُصدّقوا هذه الحقيقة المرة فخلقوا عالمًا من الأمثال الأفلاطونية وجعلوها الحقيقة المختفية وراء العالم الظاهر عالم الظلال.
ردّي لهؤلاء المُلحدين كالتالي:
(١): أيها العباقرة، إذا كان لديكم مشكلة مع كتاب الله وما فيه من أمثال وعبر وبيان وتفصيل وحكمة وعِلْم ومعرفة وموعظة وتشابه وعظمة في المعاني ومستوى عالٍ رفيع، والّذي لا الإنس ولا الجن يستطيعون أن يأتوا بمثل هذا العِلْم العظيم وهذه المعاني الراقية وهذه الأمثال الرفيعة ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا، فأرجوا منكم أن تُحوِّلوا قولكم ورأيكم إلى الله وتحاسبونه على تنزيل هذا القرءان العظيم الخالي من البعد الروحاني.
وإذا كنتم تظنّون أنَّ أفلاطون المخلوق البشري الضعيف أو غيره هو أفهم وأعظم وأعمق من الله الخالق العظيم القوي العليم الحكيم فهذا أيضًا شأنكم، وأنا أدعوكم أن تمددوا بسبب إلى السماء ثم لتقطعوا فلتنظروا هل يُذهبنَّ كيدكم ما يغيظ.
ويظهر لي أنَّ قولكم هذا هو في الحقيقة ما في أنفسكم، وما يعتري عقولكم وصدوركم بسبب كرهكم وحقدكم على كتاب الله، لذلك أقول لكم موتوا بغيظكم، إنَّ قولكم هذا هو مرآة أنفسكم وينعكس عليكم، وسوف يمُسُّكم أنتم شخصيًا بجعل عقولكم ومستواكم الفكري أسفل سافلين، ولن يمسّ القرءان بشيء.
يظهر أنكم صُدِمتم بهذا الكتاب العظيم لأنكم لم تتوقعوا ما فيه من عِلْم، فلم تستطيعوا أن تُصدِّقوا هذه العظمة وهذه الآيات البيِّنات المكنونة في هذا القرءان الكريم الّذي لا يستطيع أحد أن يمسَّه لا أنتم ولا أمثالكم "إلاَّ المُطهرون" أمثال كل مؤمن يؤمن بأنَّ هذا القرءان هو كتابٌ من صُنع الخالق وليس من صنع المخلوق.
(٢): اقرأوا هذه الآيات البيِّنات التالية، ولا تنسوا أن تضعوها حلقة في أُذنيكم:
* سُوۡرَةُ النّحل
أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُ أَفَلَا تَذَڪَّرُونَ (١٧) وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (١٨) وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ (١٩) وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡـًٔا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ (٢٠) أَمۡوَاتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٍ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ (٢١).
* سُوۡرَةُ الإسرَاء
قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٨٩).
* سُوۡرَةُ الحَجّ
مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأَخِرَةِ فَلۡيَمۡدُدۡ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لۡيَقۡطَعۡ فَلۡيَنظُرۡ هَلۡ يُذۡهِبَنَّ كَيۡدُهُ مَا يَغِيظُ (١٥).
* سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَىَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١) فَذَالِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَـٰلُ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ (٣٢) كَذَالِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّہُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (٣٣).
* سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآٮِٕكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ (٣٤) قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآٮِٕكُم مَّن يَہۡدِىٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَہۡدِى لِلۡحَقِّ أَفَمَن يَہۡدِىٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَہِدِّىٓ إِلَّآ أَن يُہۡدَىٰ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ (٣٥) وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِى مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔا إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ (٣٦).
* سُوۡرَةُ یُونس
وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِى بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٣٧) أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَٮٰهُ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةٍ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٣٨) بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِہِمۡ تَأۡوِيلُهُ كَذَالِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٣٩) وَمِنۡہُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡہُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ (٤٠) وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّى عَمَلِى وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۟ بَرِىٓءٌ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ (٤١) وَمِنۡہُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ (٤٢) وَمِنۡہُم مَّن يَنظُرُ إِلَيۡكَ أَفَأَنتَ تَہۡدِى ٱلۡعُمۡىَ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يُبۡصِرُونَ (٤٣) إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَيۡـًٔا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَہُمۡ يَظۡلِمُونَ (٤٤).
* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِن ڪُنتُمۡ فِى رَيۡبٍ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٢٣) فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِى وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِينَ (٢٤).
* سُوۡرَةُ الواقِعَة
فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرۡءَانٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِى كِتَـٰبٍ مَّكۡنُونٍ (٧٨) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٨٠) أَفَبِہَـٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ (٨١) وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ (٨٣) وَأَنتُمۡ حِينَٮِٕذٍ تَنظُرُونَ (٨٤) وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَـٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ (٨٥).
أيُّها الجهابذة، إذا كُنتم تظنّون أنَّ هذه الآيات ببيانها وعظمتها قد أنزلت إلى قوم من البدو بُسطاء في العقل، فهذا ظنّكم، وإنَّ ظنُّكم هذا لا يُغني من الحق شيئًا.
والسلام على من اتَّبع الهدى، والعذاب على من كذَّب وتولّى.
325 Feb 11 2018