هل تدبرّ القرءان العظيم يكون من خلال وجهة نظر الإنسان؟

 

هل تدبرّ القرءان العظيم يكون من خلال وجهة نظر الإنسان؟

 

بمعنى أصحّ هل يوجد في القرءان الحكيم تفاسير مختلفة، بمعنى أن لكل إنسان الحقّ أن يُفسرّ القرءان على ذوقه وحسب أهوائه؟

السلام على من اتَّبع فقط تفسير العليم الخبير من خلال ترابط الآيات

(١): إخوتي وأخواتي الكِرام، كتاب الله لا يُفسرّ من خلال وجهة نظري أو نظره أو نظرها أو نظرهم، لأنَّ آياته لها معنًى واحِدًا ولا تُفسَّرْ من خلال وجهة نظر أي إنسان، بل تُفهم من خلال القرءان نفسه، لأنَّ القرءان بيِّنْ وواضح وصريح ومُفصَّلْ ومُفسَّرْ من آياته نفسها، ولذلك فإنَّ آيات القرءان لها معنًى واحِدًا وليس لها عِدَّةْ معاني كما تدَّعي الأكثريَّة.

إنَّ كل إنسان يستطيع دراسة القرءان لمحاولة فهم آياته الكريمة، ولكن هذا الفهم يجب أن يكون من خلال الله تعالى، أي من خلال وحي الآيات وليس من خلال وجهات نظر مختلفة، لأنَّ وجهات النظر تُصيب أو تُخطئ، أو مُمكن أن تقع في دائرة أهواء النفس البشرية، لذلك يجب على كل إنسان عندما يدرس القرءان أن يدرسه بشكل موضوعي وليس من خلال أفكارِهِ، وإذا لم نستطيع خلال دراستنا أن نصل إلى عِلْم بعض الآيات، فعلينا أن ننتظر وأن لا نعجل بالقرءان من قبل أن يُعطينا الله تعالى وحيهُ، أي يُرينا عِلمه من خلال آياته.

هذا ما قاله الله تعالى لمحمد عليه السلام في سورة طه، وفي سورة الرحمن، وفي سورة القيامة:

* سُوۡرَةُ طٰه
وَكَذَالِكَ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفۡنَا فِيهِ مِنَ ٱلۡوَعِيدِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ أَوۡ يُحۡدِثُ لَهُمۡ ذِكۡرًا (١١٣) فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّ‌ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن يُقۡضَىٰٓ إِلَيۡكَ وَحۡيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِى عِلۡمًا (١١٤) وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِىَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُ عَزۡمًا (١١٥).

* سُوۡرَةُ الرَّحمٰن
ٱلرَّحۡمَـٰنُ (١) عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ (٢) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ (٣) عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ (٤).

* سُوۡرَةُ القِیَامَة
لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ (١٦) إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُ وَقُرۡءَانَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُ (١٩).

(٢): لقد طلب مني أحد الأشخاص أن أُجيبه على بعض الأسئلة من خلال وجهة نظري وبالدليل القاطع، ردّي له كان كالتالي:
أخي العزيز، أنت طلبتَ مني أن أجيبك من وجهة نظري بالدليل القاطع، وهذا فيه تناقض، فأنا إمّا أن أجيبك من خلال وجهة نظري وهذا ليس أسلوبي، وإمّا أن أُجيبك بالدليل القاطع من آيات الله البيِّنات، وأنا لا أقول بأنّني على علمٍ مُطلق أو دِراية كاملة بكل آية من آيات القرءان الكريم، لأنَّ عِلْم القرءان كبير جدا وعميق ويحتاج إلى سنين لِدراسته، ولكنّي عندما أتحدَّث بالقرءان أتحدَّث فقط بما عرفته بالدليل القاطع، فأنا لا أتحدَّث إلاَّ بالوحي، أي بالعِلْم الّذي بيَّنَهُ الله عزّ وجلّ لي من خلال آياتِهِ.

أمّا إذا كان هناك آية لم يُطلِعني الله تعالى بعد على عِلمِها، فأنا أقول بكل صراحة أنّي لم يأتني عِلمها من الله تعالى بعد، وإذا تبيَّنَ لي في المُستقبل من خلال آيات الله البيِّنات أنّني أخطأت في فهم آية مُعيَّنة من دون قصد وقلبي مُطمئِنٌ بالإيمان، فواجبي ومسؤلِيّتي كإنسان أؤمن بالله وأُخلِص الدين لَهُ أن أعترف وأعتذر عن هذا الخطأ أمامَ جميع الناس، ثُم أشرح وأبيِّنْ سبب هذا الخطأ لِكَيْ لا أُضِلُّ الناس بغير عِلمْ.

والسلام عليكم.

322 Feb 8 2018