كيف نتدبَّر القرءان العظيم

 

كيف نتدبَّر القرءان العظيم

 

هل عن طريق الحفظ، أم عن طريق ربط الآيات ببعضها البعض؟
وهل توجد طريقة لربط آيات القرءان لكي نفهم المعنى الحقيقي؟

السلام عليكم
أهدي مقالتي هذه إلى جميع المؤمنين والمؤمنات بكتاب الله الذي ليس له مثيل في العالَم.

(١): إخوتي وأخواتي الأفاضل، ليس واجبًا عليكم حِفْظ القرءان وليس مُهمًا أن تحفظوه على الإطلاق، ففي جميع آيات القرءان الكريم لا تجدوا ولا آية واحدة تأمركم أن تحفظوا القرءان، بل واجبٌ عليكم تدبُّر القرءان والتفكُّر في كل آية من آياته، واستخدام العقل، وضرب الآيات ببعضها، والتوقف عند كل كلمة صغيرة وكبيرة، والصبر لمعرفة علم بيان الآيات، وعدم تفسير الآيات من خلال أنفسِكم وأفكاركم بل فقط من خلال بيان الله عزَّ وجلّ الّذي وضعه لكم في آياته، وعدم التعجُّل بالقرءان من قبل أن يُعطيكم الله وحيهُ.

إنَّ جميع معاني آيات القرءان بتشابهها وإحكامها مكنونة في داخل هذا القرءان الكريم، وإنَّ عِلْم هذا القرءان العظيم هو عِلْم عظيم يحتاج إلى وقت كبير من القراءة والتدبر والمثابرة والصبر بكل حب وإيمان وثقة بالله، وبإيمان مُطلق بأنَّ الله تعالى هو الّذي يُسبب لكم الأسباب للهداية بشتى الطُرُق إذا أردتم أنتم الهداية بكل صدق وإخلاص لأنفسكم ومن دون أية مصلحة ذاتية.

كونوا على ثقة إخوتي وأخواتي الكِرام بأنَّ الله عزَّ وجلّ سيفتح لكم الباب على مصراعيه لهدايتكم لِمعرفة عِلمِهِ، المهم أن تأتوا الله بقلب سليم وطاهر، وأن تُثابروا وتتدبَّروا القرءان وتُصلّوا بِهِ وتُقيمُوهُ.

لا توجد طريقة خاصة تستطيعوا أن تستخرجوا بها ترابط الآيات المتشابهات، ولكن كلما تدبَّرتم القرءان أكثر فأكثر، كلَّما زادكم الله تعالى من علمه ونوره أكثر فأكثر، وإذا استمرّيتم على تدبُّركم للقرءان، فسوف يُعطيكم الله عزَّ وجلّ إن شآء علم آياته المتشابهات والمُحكمات ويجعلكم تروا نورها بكل وضوح شيئًا فشيئًا.

(٢): إخوتي وأخواتي الكِرام أرجوا منكم أن تتدبَّروا هذه الآيات العظيمات:

* سورة الزمر
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾.

* سورة البقرة
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٧٣﴾.

* سورة الطور
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾.

* سورة البقرة
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦١﴾.

* سورة البقرة
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿٤٥﴾ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿٤٦﴾.

* سورة طه
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴿١١٤﴾.

* سورة طه
فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿١٣٠﴾ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٣١﴾ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ﴿١٣٢﴾.

* سورة الرحمن
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْءانَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾.

* سورة مريم
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ﴿٧٦﴾.

* سورة آلِ عِمران
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٢٠٠﴾.

* سورة محمد
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿١٧﴾.

* سورة الشعراء
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ ..... رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿٨٣﴾ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴿٨٤﴾ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴿٨٥﴾ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٨٦﴾ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴿٨٧﴾ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾.

* سورة الواقعة
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾.

* سورة النور
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾.

بارك الله فيكم، وزادكم نورًٍا على نور، وهدًى على هدى، وإيمان على إيمان، وعِلْم على عِلْم، وأدخلكم برحمته في عباده الصالحين.

319 Feb 5 2018