هل الآية (١٢) في سورة الإسراء لا تتكلّم عن تفصيل القرءان وإنَّما عن تفصيل سنن الله الكونيَّة؟

 

هل الآية (١٢) في سورة الإسراء لا تتكلّم عن تفصيل القرءان وإنَّما عن تفصيل سنن الله الكونيَّة؟ 

 

فقط بزعم السلف الطالح وأئمَّة الكُفر والإشراك، وبزعم الذين يُسمّون أنفسهم بالتنوريّىن وهم على بُعْد ألف سنة ضوئيَّة من الإستنارة؟

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّہَارَ ءَايَتَيۡنِ‌ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّہَارِ مُبۡصِرَةً لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلاً مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَ‌ وَڪُلَّ شَىۡءٍ فَصَّلۡنَـٰهُ تَفۡصِيلاً (١٢).

السلام على من آمن بسنَّة الله جلَّ في علاه (آيات القرءان العظيم)

(١): سوف أبدأ مقالتي بهذه الآيات الأكثر من رائعات:

* سُوۡرَةُ المؤمنون
قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن ڪُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ‌ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ‌ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ ڪُلِّ شَىۡءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ‌ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ (٨٩).

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَ‌ وَيَعۡلَمُ مَا فِى ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ‌ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ (٥٩).

* سُوۡرَةُ النَّمل
وَمَا مِنۡ غَآٮِٕبَةٍ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ (٧٥).

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
بَدِيعُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمۡ تَكُن لَّهُ صَـٰحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَىۡءٍ۬ وَهُوَ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (١٠١) ذَالِڪُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ‌ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ‌ خَـٰلِقُ ڪُلِّ شَىۡءٍ فَٱعۡبُدُوهُ‌ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ وَڪِيلٌ (١٠٢) لَّا تُدۡرِڪُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَ‌ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ (١٠٣).

* سُوۡرَةُ الجَاثیَة
ٱللَّهُ ٱلَّذِى سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ لِتَجۡرِىَ ٱلۡفُلۡكُ فِيهِ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعًا مِّنۡهُ‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣).

* سُوۡرَةُ إبراهیم
ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزۡقًا لَّكُمۡ‌ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ لِتَجۡرِىَ فِى ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦ‌ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآٮِٕبَيۡنِ‌ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّہَارَ (٣٣) وَءَاتَٮٰكُم مِّن ڪُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُ‌ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآ‌ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَظَلُومٌ ڪَفَّارٌ (٣٤).

بِعِزَّتِكَ إلاهي خالِقي ومُصَوِّري، لقد عَجِزَ لساني عن وَصْف آيات قرءانك العظيم.

 

(٢): إخوتي وأخواتي الأفاضل بمجردّ أن يذكر الله تعالى بزعم جهلاء الأمَّة الإسلاميَّة أنَّ هذه الآية الكريمة تختصّ فقط بتفصيل السنن الكونيَّة (تعاقب الّيل والنهار وتعاقب السنين) في القرءان الحكيم، فهذا يعني أنّ الآية تتكلَّم عن القرءان، لأنَّ القرءان هو كتاب الخَلْق، وكتاب اللغة، وكتاب التاريخ، وكتاب عِلْم النَفْس، وكتاب عِلْم الإجتماع، وكتاب الفلسفة (الحِكْمة)، وكتاب الكَوْن، وكتاب جميع العلوم والأمثال والعِبَر في الدنيا والآخرة.

وعندما يقول الله عزَّ وجلّ:"... وكل شيءٍ فصَّلناهُ تفصيلاً":
فهذا يعني أنَّ الله فصَّلَ لنا كلَّ شيء ومن ضمنه أمره في الكون والخَلْق، لذك قال تعالى في سورة الإسراء:

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٨٩).

 

(٣): سوف أُبيِّن ما قاله جهابذة الأمَّة الإسلاميَّة بالنسبة لسنن الخَلْق الكونيَّة من الآيات القرءانيَّة في سورة الإسراء:

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَيَدۡع ٱلۡإِنسَـٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلۡخَيۡرِ‌ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَجُولاً (١١) وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّہَارَ ءَايَتَيۡنِ‌ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّہَارِ مُبۡصِرَةً لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلاً مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَ‌ وَڪُلَّ شَىۡءٍ فَصَّلۡنَـٰهُ تَفۡصِيلاً (١٢) وَكُلَّ إِنسَـٰنٍ أَلۡزَمۡنَـٰهُ طَـٰٓٮِٕرَهُ فِى عُنُقِهِۦ‌ وَنُخۡرِجُ لَهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ ڪِتَـٰبًا يَلۡقَٮٰهُ مَنشُورًا (١٣) ٱقۡرَأۡ كِتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبًا (١٤) مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَہۡتَدِى لِنَفۡسِهِۦ‌ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡہَا‌ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ‌ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولاً (١٥).

لقد قال الله تعالى في آية (١٢):
"... وَڪُلَّ شَىۡءٍ فَصَّلۡنَـٰهُ تَفۡصِيلاً":
عندما يقول الله عزَّ وجلّ أنَّه فصَّلَ لنا كلّ شيء، فهذا يعني أنَّه تعالى فصَّل لنا كلّ شيء، وإذا تابعنا آية (١٢) نجد أنَّ الله أخبرنا من خلال هذه الآية أنه فصَّل لنا كل شيء في القرءان:

عن آية الّيل وآية النهار، ولماذا خَلَق الّيل والنهار؟
ولماذا محى آية الّيل؟
وكيف جعل آية النهار مُبصِرةً ولماذا؟
وكيف نبتغي من فَضْل الله؟
وما السبب أو الهدف من معرفتنا لعدد السنين والحساب؟
وهل نحسب السنة بواسطة السنة الشمسيَّة أم بواسطة السنة القمريَّة؟
وما سبب وهدف وجود الزمن أو الوقت والحساب؟

إذا جمعنا الجواب مُفصَّلاً لجميع تلك الأسئلة التي طرحْتها من منطلق هذه الآية، فسوف يُعطينا القرءان العظيم الأجوبة وبالتفصيل عن جميع تلك الأسئلة، وسوف نجد أنَّ الأجوبة هي من آيات القرءان الكريم، يعني هي القرءان الكريم مُفصَّلاً.

إخوتي وأخواتي الكِرام كل هذه الأجوبة تجدوها في فيديوهاتي على اليوتيوب بعنوان حقيقة الحياة والموت والبعث من حلقة (١-٩) إلى (١٣-٩).

 

(٤): إذا تابعنا سياق الآيات من آية (١١) إلى آية (١٥) وربطناها ببعضها من دون أن نفصلها عن بعضها فسنفهم أنَّ:

"... كل شيء فصَّلناه تفصيلاً":
هو تفصيل القرءان الحكيم، والبرهان المُبين نجده في السُوَر التالية:

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيۡڪُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مُفَصَّلاً وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ‌ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ (١١٤).

* سُوۡرَةُ یُونس
وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِى بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٣٧).

* سُوۡرَةُ هُود
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓر‌ كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَـٰتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١).

* سُوۡرَةُ یُوسُف
لَقَدۡ كَانَ فِى قَصَصِہِمۡ عِبۡرَةٌ لِّأُوْلِى ٱلۡأَلۡبَـٰبِ‌ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفۡتَرَىٰ وَلَـٰڪِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِى بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ڪُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لِّقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (١١١).

* سُوۡرَةُ فُصّلَت
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
حمٓ (١) تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ (٢) كِتَـٰبٌ فُصِّلَتۡ ءَايَـٰتُهُ قُرۡءَانًا عَرَبِيًّأ لِّقَوۡمٍ يَعۡلَمُونَ (٣).

والسلام على من اتَّبع الهُدى.

312 Jan 29 2018