هل اللغة كائن حيّ يتمدّد؟

 

هل اللغة كائن حيّ يتمدّد؟

 

وهل لذلك يجب علينا معرفة السياق التاريخي لكلمات القرءان كما يقول أهل السنَّة والشيعة والذين يُسمّون أنفسهم بالتنوريّين؟

لقد قال هؤلاء الجاهلون الذين ختم الله على قلوبهم، وما زالوا يقولون أنَّ كلمة حوت باللغة العربيَّة وقت القرءان تحتمل معنى مخالف لليوم وهي السمكة الكبيرة أو القارب وليس الحوت الأزرق الكبير جدًّا، وهذا واضح في قصَّة حوت موسى مع غلامه.

السلام على من آمن باللسان العربي القرءاني، أي باللغة العربيَّة القرءانيَّة من خلال سياق آياتها.

* سُوۡرَةُ الرُّوم
وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفُ أَلۡسِنَتِڪُمۡ وَأَلۡوَانِكُمۡ‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّلۡعَـٰلِمِينَ (٢٢).

* سُوۡرَةُ إبراهیم
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡ‌ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِى مَن يَشَآءُ‌ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٤).

 

(١): أين البرهان من القرءان الكريم على أنَّ اللغة كائنٌ يتمدَّد فلا بدّ من معرفه السياق التاريخي للكلمة؟
هؤلاء المُشركون هم من جعلوا اللغة كائن يتمدَّد على حسب أهوائهم، بقولهم أنَّه لا بدّ من معرفة السياق التاريخي.

أقول لهم أنتم مُخطئون كليًا، لا بُد من معرفة السياق القرءاني الّذي هو سياق الآيات لا السياق التاريخي الباطل، ونظريَّة اللاترادف الشيطانيَّة.

* سُوۡرَةُ الکهف
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٮٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِىَ حُقُبًا (٦٠) فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى ٱلۡبَحۡرِ سَرَبًا (٦١) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٮٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَبًا (٦٢) قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ وَمَآ أَنسَٮٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَـٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى ٱلۡبَحۡرِ عَجَبًا (٦٣) قَالَ ذَالِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِ‌ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا (٦٤) فَوَجَدَا عَبۡدًا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَـٰهُ رَحۡمَةً مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَـٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمًا (٦٥) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدًا (٦٦).

أمّا بالنسبة للمثل الّذي استشهدوا به عن الحوت، لو أنَّهم تابعوا السياق القرءاني لوجدوا أنَّ الحوت الّذي ذُكِرَ هو طعام موسى (غدآءهُ) الّذي احتاجه في رحلته مع مرافقه (فتاهُ) لكي يأكل منه، ولقد نسِي موسى وفتاهُ الحوت أو الطعام الّذي أرادوا أن يأكلوا منه، فأصبحوا من دون طعام لا يستطيعان أن يُكملا رحلتهما، فارتدّا على ءاثارِهِما قصصًا، وهذه كانت إرادة الله عزَّ وجلّ، فالله تعالى سبَّب الأسباب لموسى وهي أن ينسى الفتى الحوت، أي الغداء، أي الطعام فيضطر للرجوع من نفس الطريق الّتي ذهب منها لكي يلتقي بعبد من عباد الله فيتَّبعه بهدف أن يتعلَّم منهُ الحكمة، لأنَّ موسى آنذاك كان فتًى متسرِّعًا ولم يكن قد تعلَّمَ الحكمة بعد.

كيف نتبيَّن ونعلَمْ أنَّ الحوت هو الغداء أو طعام موسى وفتاه؟
الجواب كالتالي: نتَّبع سياق آية (٦٢) و(٦٣) فنجد أنَّ الحوت الّذي نسِيَهُ الفتى هو غداء موسى وغداءه، إذًا فإنَّ سياق الآيات هو الّذي يُعطينا المعنى، لا أنا ولا أحد في العالَم ولا السياق التاريخي للكلمة هو الّذي يُعطينا المعنى، ولكن فقط سياق الآيات القرءانيَّة وحدها تُعطينا المعنى، والقرءان أنزله الله تعالى ويسَّرَهُ لجميع الناس وليس فقط لفئة المتعلِّمين في الجامعات للّذين يعلمون التاريخ واللغة العربيَّة.

 

(٢): لقد علّق أحدهم وهو من أبالسة نظرية اللاترادف الشيطانيَّة على مقالتي السابقة التي بيّنت فيها معنى كلمة الحوت في آية (٦٣) من سورة الكهف.

تعليقات هذا الشيطان كالتالي:
تعليقه الأوَّل: حضرتك من يتَّبع الظنّ ويجعله حُجَّة على كتاب الله، الحوت تأتي بمعنى القارب في القرآن راجع قصَّة أصحاب السبت، أمَّا معنى غداء فلم تأتي في القرآن ولا حتى في اللغة العربيَّة الذي تقول أنَّ القرآن نزل بها.
كيف يكون القرآن نزل بالعربيَّة كما تقول وتُفسِّر الحوت بالغداء؟؟؟
أنت تُخالف ما تقوله الآن، هات أيّ معجم من معاجم العربيَّة يقول أنَّ الحوت هو الغداء، مع أنّي لا أعتبر المعاجم، ولكن من قال أنَّ القرآن نزل باللغة العربيَّة؟

تعليقه الثاني: نسيَ موسى أن يربط القارب فاتَّجذ سبيله في البحر، ويدعم هذا قرائن من القرآن أنَّ الحوت يعني قارب وراجع قصَّة أصحاب السبت، أمَّا الحوت هو الغداء لا قرائن على ذلك.

تعليقه الثالث: تقول أنَّ كلمة الحوت لا يُمكن أن تأتي إلَّا بمعنى الغداء وافترضت فرضيَّة أنَّ الحوت هو الغداء.
لماذا لم تفرض فرضيَّة أنَّ الحوت هو القارب بناءً على ترتيل آيات القرآن؟
وقد نسيَ موسى وفتاه القارب وما يحويه من غداء.

 

(٣): تعالوا معًا إخوتي وأخواتي الأفاضل نتابع مفهوم وشرح هذا العبقري لكلمة الحوت، أي القارب من خلال سياق آية (٦٣) و(٦٤) من سورة الكَهْف:

* سُوۡرَةُ الکهف
قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ وَمَآ أَنسَٮٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَـٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى ٱلۡبَحۡرِ عَجَبًا (٦٣) قَالَ ذَالِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِ‌ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا  (٦٤).

بمفهوم هذا العبقري بما أنَّ موسى وفتاه نسيا الحوت، أي القارب فمن اتَّخذ سبيله في البحر عجبًا وقال ذلك ما كنّا نبغِ يا تُرى؟
لنرى الجواب من خلال مفهومه هذا العبقري.

"... وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى ٱلۡبَحۡرِ عَجَبًا":
بمفهوم هذا العبقري: اتَّخذ القارب سبيله في البحر عجبًا، هل تعجَّب القارب أيَّها العبقري؟
"قَالَ ذَالِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِ‌...":
بمفهوم هذا العبقري: قال القارب ذلك ما كنّا نبغِ، هل القارب تكلَّم أيُّها النابغة؟

 

والسلام على من اتَّبع الهُدى.

 

311 Jan 28 2018