- 6276 reads
من هم يأجوج ومأجوج؟
بيان "يأجوج ومأجوج" من خلال أحسن البيان (القرءان العظيم) ومن خلال ترابط آيات سورة الكَهْف والأنبياء.
* سورة الكهف
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾.
* سورة الأنبياء
حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ﴿٩٦﴾.
(١): السلام على من لم يتَّبع خطوات يأجوج ومأجوج (أي الأبالسة والشياطين من الظالمين والفاسدين من جميع الأمم ومن الآباء الأوَّلين الذين أعرضوا عن دين الله الواحد الأحد الذي هو العَدْل المُطلْق).
* سورة البقرة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾.
* سورة النور
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢١﴾.
(٢): لقد زعم السلف الطالح وأئمَّة الكُفر والإشراك في كتبهم الصفراء الخبيثة أنَّ قوم يأجوج ومأجوج أصلهم من الصين، وإذا نظرنا في القرءان الكريم، نجد أنَّ الله تعالى لم يذكر لنا أي شيء عن أصْل وفَصْل قوم يأجوج ومأجوج.
أمرهم غريب عجيب، من أين أتوا بهذا العِلْم هؤلاء العباقرة؟ عِلْمًا بأنَّ الله تعالى أمرنا في كثير من آياته أن نتَّبع فقط القرءان، لأنَّ القرءان هو كتابٌ بيِّنْ ومُفصَّل وكامِل، وفيه جميع العلوم والأمثال والعِبَر.
(٣): * سورة الكهف
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿٨٦﴾ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴿٨٧﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿٨٨﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴿٩٠﴾ كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿٩١﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾.
إخوتي وأخواتي الكِرام، إذا تابعنا آيات سورة الكهف نجد أنَّ الفساد كان منتشرًا في بعض أماكن الأرض بعد أن خَلَقها الرحمن الرحيم وأصلحها لجميع الأُمم لكي تعيش بسلام من خلال تقاسم خيراتها، لذلك أرسل الله تعالى ذا القرنين إلى مشارق الأرض ومغاربها لكي يُبلّغ رسالته إلى جميع الناس، أي لكي يُقيم دين الله، أي حُكم الله بهدف نشر الخير والإصلاح، ومحاربة الظُلْم والفساد، وعندما وصل بين السدَّين وجد من دونهما قومًا طلبوا منه الحماية من يأجوج ومأجوج، أي طلبوا منه الحماية من الناس الظالمين والفاسدين الذين يسعون في الأرض فسادًا ويُخرجون الناس من ديارهم من أجل حبّ السيطرة والتملكّ بهدف احتكار خيرات أرض الله، كما نرى الآن في زمننا وفي كل العصور السابقة.
* سورة يونس
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢٤﴾.
* سورة الأعراف
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٥٥﴾ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٦﴾.
آية (٩٤): "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ...".
إذًا من خلال ترابط آيات سورة الكهف، نجد البرهان المُبين على أنَّ ىأجوج ومأجوج هو المعنى المجازي للأبالسة والشياطين من الظالمين والفاسدين من جميع الأمم، ونجد أيضًا أنَّه تعالى لم يُحدِّد لنا بلدهم وهويَّتهم.
آية (٩٤): "... إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ...".
آيات بيِّنات ساطعات مثل نور الشمس لا جدال فيها، ومعنى يأجوج ومأجوج بسيط جدًّا لا يحتاج إلى ضرب أخماس بأسداس.
(٤): * سورة الأنبياء
وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ﴿٩٦﴾ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٩٧﴾ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴿٩٨﴾ لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٩٩﴾ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ﴿١٠٠﴾.
آية (٩٥): "وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ":
أي سيبدأ عذاب الله في أرض الدنيا قبل يوم القيامة بالتزايد بهلاك القرى، والبرهان المُبين نجده في آية (٥٨) من سورة الإسراء:
* سورة الإسراء
وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾.
آية (٩٦): "حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ":
أي انتشر الظُلّم والفساد بما كَسَبَت أيدي الظالمين في كل مكان في الأرض، أي وصل الظُلْم إلى ال (MAXIMUM)، وزال الخير والإصلاح بالكامل.
آية (٩٦): "... وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ":
أي وهم، أي يأجوج ومأجوج، أي جميع الناس من الكَفَرة الفَجرة من كل أماكن الأرض ينتشرون.
باختصار واضح: نجد من خلال ترابط آيات سورة الأنبياء أنَّه عندما سيصل الفساد إلى الدرجة القصوى، أي إلى أقصى ذروته، سيفني ويمحوا القويّ العزيز السماوات والأرض ومن عليها، ويومئذِ سيقترب الوعد الحقّ (يوم الحساب)، لذلك أكمل تعالى أية (٩٦) بالآيات التي تليها:
"وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ..... إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ..... لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ..... لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ".
آيات بيِّنات ساطعات مثل نور الشمس لا جدال فيها.
(٥): نجد البرهان المُبين على أنَّ القويّ العزيز سيفني ويمحوا السماوات والأرض ومن عليها في سورة الرحمن ومريم والإنشقاق:
* سورة الإنشقاق
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴿١﴾ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ﴿٣﴾ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴿٤﴾.
* سورة الرحمن
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴿٢٧﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٢٨﴾.
* سورة مريم
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٩﴾ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٤٠﴾.
وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ رلا تُحصى.
(٦): في الختام، أدعوا الله تعالى أن يُبعدنا عن ضلالة يأجوج ومأجوج، لأنَّه يوجد الكثير منهم على هذه الأرض.
السلام على من اتَّبع الهُدى.
302 Jan 19 2018