تفسير آية (٣٦) من سورة آلِ عِمران من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (٣٦) من سورة آلِ عِمران من خلال أحسن التفسير
(القرءان العظيم)

 

السلام على من لا يُفرقّ بين الذكر والأُنثى
أهدي مقالتي هذه إلى جميع نساء العالَمين اللائي ظُلِمنَ من المجتمع الذكوري العَفِنْ.

(١): لقد حرَّف السَلَف الطالح وأئمَّة الكُفْر والإشراك آية (٣٦) من سورة آلِ عِمران: "... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ..." وقالوا في كتبهم السوداء الباطلة أنَّ مقام الرجل أفضل من مقام المرأة، وقولهم السافل هذا نابع عن حقدهم وكرههم الكبير لهذه المرأة.

سبحانه وتعالى عمَّا يقولون ظُلْمًا وزورًا، والحمد لله على وجود جهنَّم التي ستبتلع كل رجل ظَلَم امرأته.
لقد نسوا، أو تناسى هؤلاء الكَفَرة الفَجَرة كتاب الله العظيم الذي لا يوجد فيه تفرقة بين الذكر والأُنثى.

* سورة الحجرات
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿١٣﴾.

* سورة غافر
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٤٠﴾.

(٢): إخوتي وأخواتي الأفاضل تعالوا معًا نتدبرّ ونتابع سياق آية (٣٦) من سورة آلِ عِمران.

* سورة آلِ عِمران
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٥﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٣٦﴾.

آية (٣٦): "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ...":
لقد قالت امرأت عِمران إنّي وَضَعْتُ أُنثى لأنَّها كانت تعتقد بأنَّها ستضع مولودًا ذكرًا نبيًَّا رسولاً لأنَّ آل عِمران هم من الأنبياء والرُسُل، تمامًا كآل إبراهيم، ولأنَّ جميع الأنبياء والرُسُل هم من الذكور، لذلك استغْربت امرآت عِمران عندما وَضَعت أُنثى.

آية (٣٦): "... وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ...":
بلا أدنى شكّ، لأنَّ عالم الغيب والشهادة هو أعْلَمُ بما وَضَعت، وهو يُسبِّب الأسباب، وكلّ شيء قدَّره تقديرًا.

آية (٣٦): "... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ...":
ولماذا ليس الذكر كالأُنثى؟

الجواب بسيط وهيِّن جدًّا جدًّا:
لأنَّ عالم الغيب والشهادة الخلَّاق العليم يعلم مُسْبقًا أنَّ المولود الذي ستَضَعه امرأت عِمران أُنثى، وأنَّ هذه الأُنثى التي هي مريم عليها السلام ستَضَعْ، أي سَتَلِدْ مولودًا ذكرًا نبيًّا رسولاً اسمه المسيح عيسى عليه السلام، لذلك قال تعالى وليس الذكر كالأُنثى، لأنَّ الذكر لا يحمل ولا يَلِدْ، بل الأُنثى هي التي تَحمل وتَلِد، وبذلك يكون تعالى قد قرَّ عين امرأت عِمران وابنتها مريم.

وليس الذكر كالأُنثى، لأنَّ الذكر لا يحمل ولا يَلِدْ، بل الأُنثى هي التي تَحمل وتَلِد، وليس لأنَّ الذكر أفضل من الأُنثى يا أئمَّة الجَهْل.
وليس الذكر كالأُنثى، لأنَّ الذكر لا يحمل ولا يَلِدْ، بل الأُنثى هي التي تَحمل وتَلِد، وليس لأنَّ الذكر أفضل من الأُنثى يا أئمَّة الجَهْل.

* سورة الأحقاف
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾.

"... حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا..." أيُّها الجاهلون.

(٣): سأختم مقالتي بهذه الآيات البيِّنات:

* سورة الرعد
اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴿٨﴾ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴿٩﴾.

* سورة النساء
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾.

* سورة آلِ عِمران
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿١٩٣﴾ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿١٩٤﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴿١٩٥﴾.

آية (١٩٥): "... فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ...".

والسلام على من اتَّبع الهُدى.

294 Jan 11 2018