- 4062 reads
تفسير آية (٢٧) من سورة لقمان من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم)
أهدي مقالتي هذه إلى جميع المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله العزيز الحكيم
السلام على من آمن أنَّ لا مُبدِّل لكلمات الله وأنَّ لا كتاب إلَّا كتاب الله العليّ الكبير
* سورة لقمان
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٧﴾ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿٢٨﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٣٠﴾.
آية (٢٧): "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
نجد في هذه الآية البيِّنة أنَّ الله تعالى يُعلِمُنا أنَّ كلماته لا تنفذ أبدًا، أي لا مُبدِّل لكلماته، لذلك أكمل تعالى آية (٢٧) بآية (٢٨): "مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" لكي يُخبرنا تعالى أنَّ قانون خلقه لا يتبدلّ، فكما خلقنا من نفس وجسد فسوف يخلقنا أيضًا في الآخرة، أي يوم البعث من نفس وجسد، ولذلك أكمل أيضًا آية (٢٨) بآية (٢٩): "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" لكي يُخبرنا أيضًا بأنَّ قانون تعاقب اليل والنهار لا يتبدلّ، وجريان الشمس القمر إلى أجل مُسمىً سوف يحدث وعد الله حقًّا لا يُخلف الله وعده، نجد الدليل على ما ذكرت في سورة يس.
* سورة يس
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴿٧٧﴾ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴿٧٨﴾ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴿٧٩﴾.
* سورة يس
وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾.
إذا انتقلنا إلى آية (١٠٩) من سورة الكهف نجد الرابط بينها وبين آية (٢٧) من سورة لقمان، سبحانك اللهمَّ ربّي على عظمة كتابك الذي ليس له أيّ مثيل في العالم.
* سورة الكهف
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴿١٠٩﴾.
هذه الآية لا تعني أنَّ كلمات الله لا تنتهي، أي القرءان الكريم لا ينتهي عِلْمه، بل تعني أنَّ كل الأديان والكتب الباطلة والقوانين الظالمة إلخ...، على وجه هذه الأرض ستنفد، أي ليس لها أيَّة قيمة، إلَّا القرءان العظيم فهو باقِ، لأنَّه هو الكتاب الوحيد الذي يهدينا إلى طريق الحقّ، والبرهان المُبين نجده في السُوَر التالية.
* سورة يونس
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١﴾ فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾.
آية (٣٢): "... فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ..." أي فماذا بعد القرءان الكريم إلَّا الضلال، أي كل الكتب ما عدا القرءان العظيم تهدي إلي طريق الضلالة.
* سورة فاطر
وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٢﴾ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾.
آية (١٤): "... وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ".
* سورة الفرقان
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴿٥٨﴾ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾.
آية (٥٩): "... فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا".
* سورة الأحقاف
قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤﴾ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾.
آية (٥): "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ..." أي لا أحد يستطيع أن يهدي إلى طريق الحقّ من دون كتاب الله العظيم، أي كل كتب الأديان والمذاهب الأرضيَّة الباطلة وكتب الفلسفة السفسطائيَّة إلخ...، لا تُسمن ولا تُغني من جوع ومكانها في مزبلة التاريخ إلى يوم القيامة.
نجد أيضًا الرابط بين آية (٢٧) من سورة لقمان وآية (١٠٩) من سورة الكهف في سورة النحل.
* سورة النحل
وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٩٥﴾ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾.
آية (٩٦): "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ..." آية واضحة مثل نور الشمس.
* سورة الكهف
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا ﴿٢٤﴾ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿٢٥﴾ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾.
إذا تدبَّرنا آية (٢٢) من سورة الكهف نجد آنَّ الأقوام السابقة حرَّفوا كتاب الله وابتدعوا عدَّة قصص عن أصحاب الكهف من خلال كتبهم الباطلة، لذلك لم يُبدلّ تعالى كلماته، أي أعاد تنزيلها وحفظها في القرءان العظيم، والبرهان المُبين نجده في قول العليم الحكيم لرسوله الأمين في آية (٢٧) في نفس السورة:
آية (٢٧): "وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا".
"... لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ..." أي لقد حفظ تعالى قصة أصحاب الكهف من التحريف في القرءان الكريم.
* سورة الأنعام
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾.
آية (١١٥): "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ..." أي لا مُبدِّل لحكمه إلخ...، أي سيبقى حكمه، أي سيبقى كتابه وستزول وتندثر كل الكتب وتذهب جُفاءً، والدليل نجده من خلال مثل عظيم ضربه الله عزَّ وجلّ لنا في سورة الرعد.
* سورة الرعد
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴿١٧﴾.
آية (١٧): "... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ...".
لقد أعطانا الله تعالى مثلاً رائعًا أمام أعيننا، عادةً ودائمًا يكون الزبد فوق الماء، إذا تمعنَّا جيدًا في هذه الآية العظيمة من سورة الرعد نجد وَصْف الله تعالى للزبد بالكتب الباطلة، وَوَصْفه للماء بالقرءان، أي نجد وَصْف الله تعالى للكتب الخبيثة بالزبد ومنها كتب السيرة والأحاديث، لقد جعل السلف الطالح كتبهم الباطلة (الزبد) فوق القرءان العظيم (الماء)، لكن كتبهم الخبيثة، أي زبدهم سيذهب جفاءً، أمَّا الماء، أي القرءان الكريم سيمكث في الأرض، أي سيبقى ولن تتبدلّ كلماته، هذا هو المعنى الباطن للربا، سوف أكتب مقالة عن موضوع الربا في المستقبل ان شاء الله، آية في منتهى الروعة.
سأعطي مثلاً من خلال كتبهم الباطلة كيف وضعوا الأحاديث (الزبد) فوق القرءان الكريم (الماء).
المصدر: اقرأ على المكتبة الإسلاميَّة.
تفسير القرآن.
تفسير القرطبي.
الكتب - الجامع لأحكام القرآن - باب تبيين الكتاب بالسنَّة......
روى الأوزاعي عن حسان بن عطيَّة قال: كان الوحي ينزل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- ويحضره جبريل بالسنَّة التي تُفسرّ ذلك. وروى سعيد بن منصور: حدَّثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال: القرآن أحوج إلى السنَّة من السنَّة إلى القرآن. وبه عن الأوزاعي قال: قال يحي بن أبي كثير: السنَّة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب بقاضٍ على السنَّة. قال الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل وسُئل عن هذا الحديث الذي روي أنَّ السنَّة قاضية على الكتاب فقال: ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكنّي أقول: إنَّ السنَّة تُفسرّ الكتاب وتُبينّه.
في الختام أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يغتسلون ويشربون من ماءه (قرءانه الحكيم).
* سورة الأنفال
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴿١١﴾.
آية (١١): "... وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ..." = ويُنزلّ عليكم من السماء آياته.
آية (١١): "... وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ..." = يُذهب عنكم الضلالة والسؤ والفحشاء.
* سورة ص
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١﴾ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴿٤٢﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٤٣﴾ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٤٤﴾.
آية (٤٢): "... هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ" = كتاب الله الذي وهبه لإدريس عليه السلام ولأهله رحمة وذكرى لأولي الألباب.
280 Nov 24 2017