ما هو المعنى الحقيقي لأوَّلِ بيتٍ؟

 

ما هو المعنى الحقيقي لأوَّلِ بيتٍ؟

 

تفسير آية (٩٦) من سورة آل عِمران: "إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم).

السلام على من دخل بيت الله مؤمنًا وصادقًا.

(١): * سُوۡرَةُ آل عِمرَان
إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلۡعَـٰلَمِينَ (٩٦) فِيهِ ءَايَـٰتُۢ بَيِّنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبۡرَاهِيمَ‌ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٩٧).

إنَّ معنى أوَّل بيت هو أفضل بيت، أي البيت الّذي لا يوجد قبلهُ ولا بعدهُ بيت، أي الأوَّل والآخر، ومعنى بيت الله هو كتابه، والبرهان المُبين نجده في آية (٩٦) و(٩٧) من سورة آل عِمران، إذًا البيت الذي رفع إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) قواعدهُ هو صُحف إبراهيم، ولقد بيَّنَ الله تعالى لنا ماذا يوجد في هذا البيت الذي هو أوَّل بيت، أي أفضل بيت من خلال آية (٩٧)، لذلك قال الله تعالى عنه في آية (٩٦) أنَّهُ مُباركٌ وهُدى للعالمين لأنَّ فيه آيات بيِّنات، وهذا البيت هو هُدىً للعالَمين، أي هُدىً لجميع الناس، مِمّا يُثبت لنا أنَّ أوَّلَ بيت هو كتابه تعالى الّذي ليس قبله كتاب ولا بعدهُ كتاب، والّذي هو أفضل وأحسن الكتاب، وأوّل وآخر كتاب، والبرهان المُبين نجده في السُوَر التالية.

* سُوۡرَةُ الحَدید
هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأَخِرُ وَٱلظَّـٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُ‌ وَهُوَ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (٣).

* سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَىَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ‌ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ‌ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١) فَذَالِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّ‌ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَـٰلُ‌ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ (٣٢).

آية (٣٢): "... فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَال..."، أي لا يوجد كتاب في العالَم يعطي الحق غير القرءان العظيم.

* سُوۡرَةُ الاٴحقاف
قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٌ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ‌ ٱئۡتُونِى بِكِتَـٰبٍ مِّن قَبۡلِ هَـٰذَآ أَوۡ أَثَـٰرَةٍ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن ڪُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٤) وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَـٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآٮِٕهِمۡ غَـٰفِلُونَ (٥).

آية (٤): "... ٱئۡتُونِى بِكِتَـٰبٍ مِّن قَبۡلِ هَـٰذَآ أَوۡ أَثَـٰرَةٍ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن ڪُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ".
آية (٥): "... مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَـٰمَةِ...".

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ ظَهِيرًا (٨٨).

سبحانك يا إلاهي على عظمة كتابك.

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
قُلۡ إِنَّنِى هَدَٮٰنِى رَبِّىٓ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبۡرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (١٦١) قُلۡ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحۡيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَالِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۟ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (١٦٣).

آية (١٦٣): "... وَأَنَا۟ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ"، أي وأنا أفضل المسلمين، وليس أوَّل المسلمين بمعنى لا يوجد أحد غيري مسلمًا من قبل، والدليل نجده في أية (٧٢) من سورة يونس.

* سُوۡرَةُ یُونس
وَٱتۡلُ عَلَيۡہِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ يَـٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكُم مَّقَامِى وَتَذۡكِيرِى بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَڪَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَيۡكُمۡ غُمَّةً ثُمَّ ٱقۡضُوٓاْ إِلَىَّ وَلَا تُنظِرُونِ (٧١) فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍ‌ إِنۡ أَجۡرِىَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ‌ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (٧٢).

آية (٧٢): "... وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَـٰتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِىٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَ‌ قَالَ لَن تَرَٮٰنِى وَلَـٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَڪَانَهُ فَسَوۡفَ تَرَٮٰنِى‌ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُ دَڪًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَأَنَا۟ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (١٤٣).

آية (١٤٣): "... وَأَنَا۟ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ"، أي وأنا أفضل المؤمنين، وليس أوَّل المؤمنين بمعنى لا يوجد أحد غيري مؤمنًا من قبل، والدليل نجده في آية (١١٤) من سورة الشعراء.

* سُوۡرَةُ الشُّعَرَاء
كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (١٠٥) إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّى لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨) وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍ‌ إِنۡ أَجۡرِىَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١٠٩) فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠) قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ (١١١) قَالَ وَمَا عِلۡمِى بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (١١٢) إِنۡ حِسَابُہُمۡ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّى‌ لَوۡ تَشۡعُرُونَ (١١٣) وَمَآ أَنَا۟ بِطَارِدِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (١١٤).

أية (١١٤): "وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ".

* سُوۡرَةُ الشُّعَرَاء
فَأُلۡقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سَـٰجِدِينَ (٤٦) قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٤٧) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ (٤٨) قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡ‌ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ‌ لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَـٰفٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ (٤٩) قَالُواْ لَا ضَيۡرَ‌ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (٥٠) إِنَّا نَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـٰيَـٰنَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (٥١).

آية (٥١): "... أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ..."، أي أن كُنَّا أفضل المؤمنين، وليس أوَّل المؤمنين بمعنى لا يوجد أحد غيرنا مؤمنًا من قبل، والدليل نجده في آية (٤٧) من سورة الروم.

* سُوۡرَةُ الرُّوم
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ‌ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (٤٧).

آية (٤٧): "... وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ".

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
قُلۡ إِنِّىٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصًا لَّهُ ٱلدِّينَ (١١) وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (١٢) قُلۡ إِنِّىٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّى عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ (١٣).

آية (١٢): "وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ"، أي أُمرت لأن أكون أفضل المسلمين، وليس أوَّل المسلمين بمعنى لا يوجد أحد غيري مسلمًا من قبل، والدليل نجده في أية (١٠١) من سورة يوسف.

* سُوۡرَةُ یُوسُف
رَبِّ قَدۡ ءَاتَيۡتَنِى مِنَ ٱلۡمُلۡكِ وَعَلَّمۡتَنِى مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ‌ فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِىِّۦ فِى ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأَخِرَةِ‌ تَوَفَّنِى مُسۡلِمًا وَأَلۡحِقۡنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ (١٠١).

آية (١٠١): "... تَوَفَّنِى مُسۡلِمًا...".

(٢): إخوتي وأخواتي الأفاضل إذا ربطتم آية (١٢٧) من سورة البقرة بآية (١٣) و(١٤) و(١٥) من سورة عبس، تجدوا أنَّ الصحف المُكَرَّمة الّتي رُفِعَت بأيدي سفرة (أي الرُسُلْ) هي القواعد الذي رفعها إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) من البيت، ممَّا يُثبت لنا أنَّ الصحف أو الكتاب = البيت.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَاهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَـٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآ‌ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (١٢٧).

* سُوۡرَةُ عَبَسَ
كَلَّآ إِنَّہَا تَذۡكِرَةٌ (١١) فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِى صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (١٣) مَّرۡفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةِۭ (١٤) بِأَيۡدِى سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامِۭ بَرَرَةٍ (١٦).

أدعوا الله تعالى أن يغفر لنا ويُدخلنا بيته مُخلصين الدين له وحده لا شريك له.

* سُوۡرَةُ نُوح
رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِى وَلِوَالِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِىَ مُؤۡمِنًا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا (٢٨).

 

264 Aug 18 2017