القرءان الكريم هو السنّة ولا سنّة إلاّ سنّة الله جلَّ في علاه

 

القرءان الكريم هو السنّة ولا سنّة إلاّ سنّة الله جلَّ في علاه

 

أهدي مقالتي هذه إلى كل من يؤمن بغير سنة الله تعالى لعَّله يهجر السنَّة القوليَّة والعمليَّة الباطلة ويتَّبع سنَّة الله العظيمة (القرءان العظيم فقط).

السّلام على من آتّبع سنّة الله (آيات الله وأحكامه وقوانينه وشرائعه من خلال القرءان الكريم) وآمن بأنّ سنّة الله واحدة ثابتة لا تتبدّل ولا تتغيّر على مرّ الأقوام والأزمان.

إخوتي وأخواتي الطّيّبين والطَّيِّبَات، تعالوا سويًّا نقرأ ونتدبّر ما قاله الله تعالى في قرءانه العظيم، لنتبيّن ما المعنى المقصود تمامًا "بالسّنة" من خلال آياته البيِّنات وعلومه، وليس من خلال علوم البشر في كتبهم المفتراة المحرّفة التي عرَّفوا فيها مصطلح "السنّة" بطريقة خاطئة، وكل ما بُني على هذا التعريف الخاطيء الخبيث المُخجل والمُخزي في حقٍّ الله جلَّ في علاه ورسوله الأمين محمد عليه السلام من نتائج، كانت بلا شك نتائج خاطئة وكارثيّة بل ومعينة على الشرك الذي لا يغفره الله تعالى أبدًا.

* سورة النساء
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾.

* سورة النساء
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١١٦﴾.

أوَّلاً: السنّة جاءت بمعنى: قوانين الله وأحكامه وشرائعه التي نصّت عليها جميع رسالات الرّسل والأنبياء عليهم السلام أجمعين إلى أقوامهم، وحفظها الله جميعًا في القرءان الكريم بعد أن حُرِّفت، لأنّها سنن واحدة ثابتة لا تتبدَّل ولا تتحوَّل.

البرهان المُبين نجده في السُوَر التالية:

* سورة النساء
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦﴾.

إرادة الله عزَّ وجل هي أن يُبيِّن لنا وأن يَهدينا سُنن، أي قوانين أنزلها سابقًا على الّذين من قبلنا في كُتُبهم السابقة ألا وهي من آية (١) إلى آية (٢٥) من سورة النساء لذلك أكمل تعالى آية (٢٦)، ولقد وضع لنا تعالى إرادتهُ هذه في القرءان الكريم.

إذًا السُنَّة هي سُنَّة الله، أي قانونه وأحكامه الّذي بيَّنه لجميع الأمم السابقة والّذي أراد أن يُبيِّنهُ لنا أيضًا في القرءان الكريم، هذا يدلُّنا على أنَّ السُنّة هي سُنَّة الله الّتي سنَّها في الكُتُب الّتي أنزلها على الّذين من قبلنا وأعاد سنَّها مرَّة أخرى علينا في القرءان الكريم بعد أن حُرِّفت.

* سورة الإسراء
سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴿٧٧﴾.

السُنّة هي فقط سُنَّة الله، وهي السُنّة الّتي سنَّها الله عزَّ وجلّ لجميع رُسُلِهِ السابقين وأرسلهم بها، والّتي أعاد سنَّها بعد ذلك لرسوله محمد الأمين مرَّة أخرى في القرءان الكريم لكي يُرسِله بها بعد أن حُرِّفت، والسُنّة هي فقط سنّة الله، فلا تحويل لسنَّتِهِ، أي لا تغيير أو تبديل لسنَّتِهِ، أي لا وجود لأي سُنّة غير سنّة الله، أي لا وجود إلاّ لسُنّة واحدة وهي القرءان الكريم.

* سورة الحِجْر
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٠﴾ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١١﴾ كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١٢﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٣﴾.

السُنّة هي سُنَّة الله، وهي السُنّة الّتي سنَّها الله تعالى سابقًا وأرسلها لجميع رُسُلِهِ السابقين فأرسلهم بها في شِيَعِ الأولين وأعاد سنَّها لرسوله محمد لاحقًا  بتنزيلها عليه في القرءان الكريم بعد أن حُرِّفت، فالسنَّة هي سنّة القرءان الكريم وهي السنّة الّتي سلكها الله في قلوب المجرمين فلم يؤمنوا بها بالرُغم من أنّها سُنّة سابقة قد خلت (مضت) في الأولين.

* سورة الأحزاب
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾ مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴿٣٨﴾ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴿٣٩﴾.

السُنّة هي سُنّة الله جلَّ في علاه الّتي فرضها سابقًا في الكُتُب السابقة الّتي أنزلها في الّذين خَلَوا من قبل، وفرضها بعد ذلك لاحقًا على محمد الأمين بتنزيلِها عليه في القرءان الكريم بعد أن حُرِّفت.

السُنّة هي قانون الله وهي أمره الّذي شاءهُ وأرادهُ وقدّره في جميع رسالاتِهِ الّتي أنزلها على جميع أنبيائه ورُسُله بهدف تبليغها وسَنِِّّها وفرضِها كقانون بين جميع الأمم والمجتمعات والناس، ولقد وضعها الله لنا وأعلمنا عنها في القرءان الكريم، وفي هذه الآيات من سورة الأحزاب هي سُنّة الزواج من الأدعياء من بعد طلاقهم، إذاً لا وجود لأيّ سُنّة أو قانون غير سنّة وقانون الله.

آيات واضحات مثل نور الشمس.

ثانياً: السنّة جاءت بمعنى: قانون الله الواحد الذي لا يتغيّر في العذاب، كلّ أُمَّة مصرّة على كفرها وآستكبارها وعلوّها وفسادها وتحريفها لرسالات الرّسل التي بُعثت إليها، يرسل الله إليها العذاب ويهلكها كما أهلك من قبلها من حضارات الأوّلين.

البرهان المُبين نجده في السُوَر التلية:

* سورة الكهف
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ﴿٥٥﴾ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴿٥٦﴾.

سُنّةُ الأولين هي قانون العذاب الّذي أقامه الله عزَّ وجلّ في الأقوام الأوَّلين وأصابهم وعذَّبهم به، إذًا فالسنّة هي قانون العذاب، ولقد وضعها الله تعالى في آياته وأخبرنا عنها في القرءان الكريم لكي يُنذر بها جميع الأمم والناس.

* سورة فاطر
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿٤٢﴾ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴿٤٤﴾ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴿٤٥﴾.

سُنّةُ الأولين هي قانون العذاب الّذي أقامه الله عزَّ وجلّ في الأقوام الأوَّلين وأصابهم وعذَّبهم به، إذًا فالسنّة هي قانون العذاب، والسُنّة هي فقط سنّة الله، فلا تبديل لسنَّتِهِ، أي لا تغيير ولا تحويل لسنَّتِهِ، ولقد وضعها الله تعالى في آياته وأخبرنا عنها في القرءان الكريم لكي يُنذر بها جميع الأمم والناس.

* سورة آل عمران
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿١٣٧﴾.

السُنّن هي سُنن الله عزَّ وجلّ الّتي قد خلت من قبلنا في العذاب، أي هي القوانين في العذاب وطرقه الّذي أرسله الله تعالى في الأمم السابقة، ولقد وضع الله لنا تلك السُنن وأخبرنا عنها في القرءان الكريم، والبرهان المُبين نجده في سورة العنكبوت.

* سورة العنكبوت
وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٣٣﴾ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿٣٤﴾ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٣٥﴾ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٣٦﴾ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٣٧﴾ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴿٣٨﴾ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﴿٣٩﴾ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٠﴾.

آيات بيِّنات لا جدال فيها.

ممّا سبق قراءته من الآيات الكريمات، يتبيّن لنا أنّ تعريف "السنّة" في القرءان الكريم جاءت محصورة في معنيين آثنين، سنَّة الله في أحكامه وشرائعه التي هي واحدة لجميع الأمم، وسنَّة الله في العذاب التي هي أيضًا واحدة لجميع الأمم.

في الختام أدعوا الله تعالى أن يهدينا إلى سنَّته (القرءان الحكيم) وأن يُبعدنا عن سُنن الطاغوت (الأحاديث الخبيثة).

 

253 Aug 4 2017