- 2834 reads
تفسير آية (٤٦) إلى أية (٥٣) من سورة القصص من خلال الآيات نفسها
أهدي مقالتي هذه إلى جميع المؤمنين والمؤمنات فقط بأحسن القصص، أي بكتاب الله الرحمن الرحيم.
السلام على من اتَّبع فقط أحسن القصص (القرءان العظيم)
* سورة يوسف
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْءانَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴿٣﴾.
"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْءانَ..." وليس بكتاب قصص الأنبياء الخبيث المأخوذ من كتاب التوراة والأناجيل الخبيثة.
"... بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْءانَ..." ----- "... بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْءانَ...".
"... هَٰذَا الْقُرْءانَ..." ----- "... هَٰذَا الْقُرْءانَ..." ----- "... هَٰذَا الْقُرْءانَ...".
* سورة القصص
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٩﴾ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٠﴾ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾.
آية (٤٦): "وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ":
"وَما كنت..." = (وما كنتَ يا محمد بإرادتِكَ).
"... بِجَانِبِ الطُّورِ..." = (بجانب الجبل).
"... إِذْ نَادَيْنَا..." = (عندما ناديناك لكي نوحي إليك القرءان).
"... وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ..." = وَلَٰكِنْ نداؤنا هذا لك الغير إرادي ومن دون أن تدري أو تشعر، هو رحمةً من ربِّكَ.
"... لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" = لِتُنْذِرَ يا محمد بوحي القرءان قَوْمًا بالنذير الّذي أَتَاهُمْ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ هذا النذير في رسالات وكُتُب الله السابقة الّتي أنزلها تعالى سابقًا عليهم.
آية (٤٦) هي أكبر دليل على أنَّ ما آتى الله عزَّ وجلّ قوم محمد "من نذير"، هو تمامًا ما آتى تعالى جميع الأقوام السابقة من قبل محمد "من نذير"، مِمّا يدلّنا على أنَّ رسالات الله وكتبه ودينه واحد لجميع الأمم والأقوام ولجميع الناس.
لذلك أكمل تعالى في الآية الّتي تليها آية (٤٧) بقوله فيها: "وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"، لكي يُعلمنا أنَّه بمجرد أن أوحى للرسول محمد نفس النذير وبمجرد أن بعثه وأرسله إليهم لكي يُنذِرَهُم بِهِ "... لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"، لن يُصبِح لديهم أي عُذر في الآخرة "... فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ".
ولكنهم للأسف لم يؤمنوا بالحق (بالقرءان أنَّهُ التوراة) لمّا جاءهم، وطلبوا من محمد كذبًا ونفاقًا وخداعًا أن يأتيهم بما أوتِيَ موسى (بالتوراة السابقة)، لقوله تعالى في آية (٤٨): "فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ...".
ولكنَّ الله عز َّوجلّ فضحهم وفضح كذِبهم ونفاقهم وخداعهم فأخبرنا عنهم أنهم كفروا بكتاب موسى الّذي آتاهُ الله تعالى لموسى من قبل عندما حرّفوهُ وأنهم كفروا به مرَّة أخرى عندما أنزله تعالى إليهم في القرءان ليُذكِّرهم بِهِ وكفروا أيضًا بالقرءان، بقوله عنهم في آية (٤٨): "... أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ".
لذلك أجابهم تعالى في آية (٤٩) بقوله تحدِّيًا لهم : "قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
وأكمل تعالى بقوله لمحمد في آية (٥٠): "فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
وأكمل أيضًا تعالى في آية (٥١) بقوله لمحمد ولنا عنهم: "وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ".
وأيضًا بقولِهِ تعالى في آية (٥٢) و(٥٣) عن الّذين من قبلهم: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ"، لكي يُعلِمهم ويُعلمنا أنَّ دينهم في السابق كان دين القرءان، وأنَّ التوراة هي القرءان، وأنَّ أقوامهم وأشياعهم كانوا من قبل مُسلِمين.
آية (٤٨): "... قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ" = السِحران هُما التوراة والقرءان. ولقد كفروا بكِلَيْهِما.
آية (٥١): "وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" = وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ في القرءان القول الّذي هو كتب أنبياءهم ورسلهم السابقين (وفي هذه الآية كتاب موسى) "... لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" ما نبّأهم به أنبياءهم ورسلهم السابقين من دينهم الحق الّذي أُنزِل إلي آبائهم وأمّتهم في السابق، لأنَّ دينهم كان قد حُرِّف واستُبدِل بدينٍ آخر باطل، إذًا جميع الرسالات واحدة، ودين الله واحد لجميع الأمم والناس.
آية (٥٢) و(٥٣): "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ":
"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ..." = وهم جميع الأنبياء والرُسُل والمؤمنين السابقين.
"... مِنْ قَبْلِهِ..." = من قبل القرءان.
"... هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ" = هُم بالقرءان يؤمنون لأنهم إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ فسوف يعلمون تمام العلم أنَّهُ الحق من ربَِّهِم، أي أنَّ توراة موسى عليه السلام محفوظة فيه وأنَّ رسالة القرءان هي نفس رسالة التوراة.
إذاً فدين القرءان هو نفس دينهم الإسلام الّذي أُنزِلَ إليهم في السابق، لذلك أكمل الله عزَّ وجلّ بقوله في آية (٥٣): "وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ" هذا يدلّنا على أنَّ جميع كتب الله عزَّ وجلّ ورسالاته واحدة ودينه واحد لجميع الأمم والناس، والبرهان المُبين نجده في سورة آل عمران والشورى وفي سُوَر آُخرى كثيرة.
* سورة آل عمران
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾.
"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ..." ----- "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ...".
* سورة الشورى
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴿١٣﴾.
"... أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ..." ----- "... أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ..." ----- "... أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ...".
في الختام أدعوا الله تعالى أن يهدينا إلى أحسن القصص (القرءان الحكيم) وأن يُبعدنا عن أسوأ القصص (كتب الأحاديث والسنّة العمليَّة والقوليَّة الباطلة).
249 Jul 11 2017