رديّ من خلال آيات الله البيِّنات على تعليق أحدهم حتّى يستفيد جميع الناس

 

رديّ من خلال آيات الله البيِّنات على تعليق أحدهم حتّى يستفيد جميع الناس

 

* سورة الفرقان
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٥٧﴾ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴿٥٨﴾ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾.

آية (٥٩) من سورة الفرقان: "... الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا".

* سورة الذاريات
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾.

السلام على من آمن أنَّ القرءان العظيم أُنزل كافَّةً للناس.

(١): باختصار، لقد علقَّ أخ لنا وذكر بعض الآيات، وقال أنّ الله يُخاطب بها قوم الرسول عليه السلام، وأنَّه متأكد مليار بالمائة أنَّ القرءان كله يخاطب إمّا قوم الرسول أو بني إسرائيل.

وأنا سأردّ على آيتين من الآيات التي ذكرها الأخ الفاضل وأُثبت من خلالهما أنَّهما كافََّّة للناس، أرجوا منه أن لا يأخذ الموضوع على صعيد شخصي.

أخي الكريم حتّى ولو خاطب الله تعالى قوم الرسول، أو بني إسرائيل فهو في نفس الوقت يكون قد خاطب جميع الناس لأنّ القرءان الكريم أُنزل كافَّة للناس، ولآنَّه ذِكرى للعالَمين، هذا ما بيَّنه الله تعالى لنا في الآيات التالية التي لا ريب فيها:

* سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾.

آية (٢٨) من سورة سبأ: "... إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ..." ----- "... إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ...".

* سورة الفرقان
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴿١﴾.

آية (١) من سورة الفرقان: "... لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" ----- "... لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا".

* سورة النساء
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾.

آية (١٧٤) من سورة النساء: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ..." ----- "يَا أَيُّهَا النَّاسُ...".

* سورة ص
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴿٨٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾.

(آية (٨٧) من سورة ص: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" ----- "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ".

وأيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

أظنّ أخي الكريم أنَّ هذه الآيات البيِّنات كافية لإظهار الحقّ ومحوا الباطل.

عذراً أخي الكريم على صراحتي فأنا لا أُجامل أحدًا عندما يُخطئ في كتاب الله تعالى، وأطلب من الجميع أن لا يُجاملوني، وأن يُصحِّحوا خطئي، ولكن فقط بالحجَّة، ومن خلال آيات الله البيِّنات فقط، أرجوا منك أن لا تأخذ الموضوع على صعيد شخصي.

(٢):  ***** الدليل الأولّ الذي ذكره الأخ، والآيتان التي استشهد بهما وقال أنَّهما لقوم الرسول كالتالي:
"أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون". هنا الخطاب لقوم الرسول المزارعين وليس تجار القوافل كما زعم الموروث.. بأن الله هو الذي يرزقهم وليس بذكائهم أو معرفتهم الزراعية..
"هنا الخطاب لقوم الرسول" ----- "هنا الخطاب لقوم الرسول".

* ردّي على الدليل الأولّ من خلال الأيات نفسها والآيات التي قبلها كالتالي:
آية (٦٣) و(٦٤) من سورة الواقعة: "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ"، "أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ".

* سورة الواقعة
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴿٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ﴿٤٣﴾ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴿٤٤﴾ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ ﴿٤٥﴾ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ﴿٤٦﴾ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٤٧﴾ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ﴿٤٩﴾ لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴿٥٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ﴿٥١﴾ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ ﴿٥٢﴾ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴿٥٣﴾ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ﴿٥٤﴾ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴿٥٥﴾ هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴿٥٦﴾ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿٥٧﴾ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ﴿٥٨﴾ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿٥٩﴾ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿٦٠﴾ عَلَىٰ أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾.

أخي الكريم، إذا تابعت الآيات من آية (٤١) إلى أية (٦٤) وضربتهم ببعض تجد البرهان المُبين على أنَّ الله يُخاطب أصحاب الشمال فقط، أي الكفَّار والمُشركين من الأوِّلين والآخرين، أي من جميع الأمم، وليس من قوم الرسول فقط.

آية (٤١): "وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ".
آية (٤٩): "قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ".
(آية (٥٠): "لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ".
آية (٥١): "ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ".
آية (٦٣): "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ".
آية (٦٤): "أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ".

سؤالي لك، هل قوم الرسول هم فقط الذين يحرثون الأرض؟
آيات بيِّنات مثل نور الشمس، لا جدال فيها، وآيات أخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

(٣): * الدليل الثاني الذي ذكره الأخ والآية التي استشهد بها وقال أنَّها لقوم الرسول كالتالي:
"وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا..." الله العظيم سخر البحر لقوم الرسول والكلام هنا لقوم الرسول وليس لأهل الصحارى وبأنه سخر لهم البحر لكي يأكلوا منه لحمًا طريًا أي سمك لذيذ ويستخرجون منه الحلية أي اللؤلؤ والمرجان...
"فبأي ءالآء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"...

الله العظيم سخر البحر لقوم الرسول والكلام هنا لقوم الرسول...

* ردّي على الدليل الثاني من خلال الأية نفسها والآيات التي قبلها كالتالي:
آية (١٤) من سورة النَحْل: "وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا...".

* سورة النحل
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴿٤﴾ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿٥﴾ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴿٦﴾ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿٧﴾ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨﴾ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩﴾ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ﴿١٠﴾ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١١﴾ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٢﴾ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٤﴾.

أخي الفاضل، لقد بدأ الله تعالى آية (٤) من سورة النَحْل بالإنسان وليس بقوم الرسول، وإذا ربطت الآيات ببعضها تجد الدليل الساطع على أنَّ الله يُخاطب جميع الناس وليس فقط قوم الرسول.

آية (٤): "خَلَقَ الْإِنْسَانَ...".
آية (١١): "... إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" لجميع القوم وليس لقوم الرسول.
آية (١٢): "...إنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" لجميع القوم وليس لقوم الرسول.
آية (١٣): "... إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ" لجميع القوم وليس لقوم الرسول.

سؤالي لك، هل الله تعالى سخَّر البحر فقط لقوم الرسول؟
آيات واضحات مثل بياض الشمس لا جدال فيها، وآيات أخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

(٤): في الختام، نصيحتي لك أخي الكريم أن تمتنع عن فرض حججك على كتاب الله، ولكن في النهاية هذا شأنك وخيارك.

مرَّةً ثانية، عذرًا أخي الكريم على صراحتي فأنا لا أُجامل أحدًا عندما يُخطئ في كتاب الله تعالى مهما كان عزيزًا على نفسي، وأطلب من الجميع أن لا يُجاملوني، وأن يُصحِّحوا خطئي، ولكن فقط بالحجَّة، ومن خلال آيات الله البيِّنات فقط، وأرجوا منك أن لا تأخذ الموضوع على صعيد شخصي.

ملاحظة هامَّة مرة ثانية وفقط للتذكير: حتّى ولو خاطب الله تعالى قوم الرسول، أو بني إسرائيل فهو في نفس الوقت يكون قد خاطب جميع الناس لأنّ القرءان الكريم أُنزل كافَّة للناس، ولآنَّه ذِكرى للعالَمين.

سلام الله عليكم.

Raed Akkary

 

248 jun 29 2017