هل صحيح أنَّ معنى كلمة النساء هو نفس معنى كلمة النسيء؟

 

هل صحيح أنَّ معنى كلمة النساء هو نفس معنى كلمة النسيء؟

 

أهدي مقالتي هذه إلى جميع الصائمين والصائمات من خلال كتاب الله عزَّ وجلّ

السلام على من اتَّبع معنى وجوهر الكلمة في كتاب الله تعالى من خلال سياق الآية

* سورة الرعد
وَلَوْ أَنَّ قُرْءانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾.

(١): يقول بعض الذين يُسمّون أنفسهم بالتنوريّين بأنَّ كلمة النساء هي جمع لكلمة النسيء، وقولهم الباطل هذا كي يفرضوا حجهَتهم الكاذبة وفلسفتهم السفسطائيَّة على كتاب الله جلَّ في علاه، سبحانه وتعالى عمَّا يقولون ظلمًا وزورًا.

إخوتي وأخواتي الكرام، تعالوا معًا نرى بوضوح من خلال آيات الذكر الحكيم أنَّ النساء والنسيء هما كلمتين مختلفتين تمامًا في المعنى.

***** النساء من فِعل نسو.
النِسْوَة والنُسْوَة والنِساء والنِسْوان: جموع للمرأة، أو جَمْع للمرأة.

***** النسيء من فِعل نسأ.
نسأ الشيء: أخَّرهُ.
النسيء: التأخير والتأجيل.

(٢): * سورة آل عمران
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴿١٤﴾ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿١٥﴾.

آية (١٤) من سورة آل عمران تتحدث عن حب شهوات الناس، أي من نوع الرجال للنساء.
ما رأيكم لو أنَّ كلمة النساء في آية (١٤) من سورة آل عمران هي نفس كلمة النسيء، أي التأخير والتأجيل؟
يُصبح معنى الآية كالتالي: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النساء..." أي زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ التأخير والتأجيل.

ما هذه السخافة في تفاسيركم المُنحطَّة؟
ولماذا تفترون على الله الكذب وتُعلِّمونه بدينكم الباطل؟
ولماذا تأخذون عَرَضَ هذا الأدنى؟
أليس الأولى لكم أن تخجلوا من أنفسكم على هذا التأويل الساقط؟
آية واضحة مثل نور الشمس لا تحتاج إلى خزعبلاتكم أيُّها الجاهلون.

* سورة الحجرات
قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٦﴾.

* سورة الأعراف
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦٩﴾.

(٣): * سورة التوبة
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٧﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٣٨﴾.

آية (٣٧) من سورة التوبة تتحدث عن تأخير وتأجيل الكفَّار والمشركين للأشهر الحرم لكي يتهرَّبوا من القتال ولكي يُحلّوا ما حرَّم الله بهدف خيانة الرسول محمد عليه السلام والتخلصّ منه، وليس عن النساء.

كيف ستكون النساء زيادة في الكفر؟
ما لكم كيف تُفيضون أيُّها المُستهزئون بآيات الله وكتابه العظيم؟

* سورة يونس
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْءانٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿٦١﴾.

(٤): سأوضحّ الفكرة أكثر، صحيح أنَّنا نرى في القرءان الكريم كلمة واحدة لها معنى مختلفاً، ولكن كلمة النساء ليس لها إلا معنى واحد في كل الكتاب، وهذا ما نراه في كثير من الآيات، كمثل كلمة النطفة، ففي كل القرءان الكريم ليس لها إلا معنى واحد.

ثم نحن بإمكاننا أن نفهم معاني الكلمات من سياق الآيات التي لا يمكننا أن نُخضعها لمعاجم اللغة العربية، بل يجب أن نفعل العكس، أي نُخضع المعاجم للآيات البيِّنات المُبيِّنات إذا أردنا أن نفهم الكتاب العظيم، كتاب رب العالمين، لأنَّ كتابه تعالى هو منبع اللغة العربيَّة، وهو فوق جميع المعاجم.

* سورة الزمر
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾ قُرْءانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٢٨﴾.

في الختام أدعوا الله تعالى أن يُبعدنا عن هرطقات الذين يُسمّون أنفسهم بالتنوريّين، والسلام على أولي النهى.

 

243 Jun 2 1917