بيان آية (١٣) من سورة السجدة من خلال أحسن البيان

 

بيان آية (١٣) من سورة السجدة من خلال أحسن البيان 

 

أهدي مقالتي هذه إلى جميع المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله الرحمن الرحيم.

السلام على من آمن فقط بالآخرة التي ذكرها الله تعالى في كتابه، واللعنة على من لم يؤمن بها.

(١): * سورة السجدة
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٣﴾.

لقد استهزأ الملحدون (أبو لهب) الذين لا يؤمنون بالآخرة، ولا يريدون أن يتوبوا إلى الله توبةً نصوحًا بهذه الآية وما زالوا يستهزئون بها، بجهلهم وزعمهم أنَّ الله تعالى ظالم ولا يرضى لعباده أن يدخلوا الجنَّة، لعنهم الله بكفرهم واستهزائهم واستكبارهم لا يؤمنون إلَّا قليلاً.

* سورة الجاثية
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴿٣١﴾ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴿٣٢﴾ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٣﴾ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٣٤﴾ ذَٰلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴿٣٥﴾ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٦﴾ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٣٧﴾.

(٢): أقول لهؤلاء الأبالسة والشياطين الملعونين، أنَّ معنى هذه الآية الكريمة فيه قمَّة الرحمة والعَدْل والحكمة.

* سورة السجدة
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٣﴾.

في هذه الآية الكريمة، يُعرِّفنا الله تعالى عن مشيئته أنَّه تعالى إذا شاءَ يستطيع أن يؤتي كُلَّ نفسٍ هُداها (المُسلِم والمُفسِدْ)، أي يستطيع إذا أراد أن يغفر لكل نفس أعمالها السيِّئة ويُدخِلْها الجنَّةْ، ولكنَّهُ سُبحانهُ ليس من رحمتِهِ أن يفعلَ ذلك، لأنَّهُ لا يكون حقّ أو عدل، ولذلك أكمل هذه الآية بقولِهِ: "ولكن حقَّ القولُ منّي..."، لأنَّ عدم دخول الظالمين مع الصالحين الجنة ودخول الظالمين مع الظالمين جهنم هو قُمَّةُ الحق والعدل والرحمة.

بمعنى أصحّ، يستطيع الله تعالى أن يغفر لِجميع الناس ويُدخلهم جميعًا الجنَّة إذا شاء (الإنسان الصالح والإنسان الظالم) لِكَيْ يعيشوا جميعًا بالسلام الأبدي، ولكنَّهُ لو فعل ذلك سيبقى الظالم على ظلمه وطغيانه في الجنَّة، فيظلم بذلك أخيه الإنسان وتُصبح الجنَّة بدلاً من أن تكون أرضًا للسلام، تُصبح أرضًا للظلم والفساد، نجد الدليل في آية (٢٨) من سورة الأنعام.

* سورة الأنعام
وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾.

ولكنَّ حتّى لو أراد الله تعالى بمشيئتِهِ أن يغفر للظالم بإدخالِهِ الجنَّة، فلن يفعل ذلك، لأنَّ الله الرحمن الرحيم خلقنا لِكَيْ يرحمنا، أي لِكَيْ يُعطينا حيواة مليئة بالخير والسلام، ولم يخلُقَنا لِكَي يُعطينا حيواة مليئة بالشرّْ والظلم والفساد، ولذلك قال تعالى في آية (١١٩) من سورة هود: "إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ‌ وَلِذَالِكَ خَلَقَهُم...".

إذا عاش المُفسِد مع المُصلِح، فهل يكون الله، رحمن رحيم؟ وهل يكون هذا عدلاً من الله للإنسان المُصلِح؟ لذلك أكملَ الله تعالى الآية بقولِهِ: "... وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" لأنَّ قول الله هو الرحمة والعَدْل والحكمة، ولذلك سوف يملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين، لأنَّ أكثر الجن والإنس سوف يكونوا من الظالمين، فتُصبح رحمةُ الله وعدلُهُ هو بإبعادهم عن الجنة وبإدخالهم جهنم.

(٣): سيبقى القرءان العظيم والحكيم والكريم حسرة في قلوب المُكذبِّين الكافرين.

* سورة الحاقة
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾.

أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول (القرءان المُبين) فيتَّبعون أحسنه، والسلام على أولي النُهى.

 

232 May 12 2017