هل يوجد في القرءان الحكيم آيات غير عربيَّة وهل الذكر هو ليس القرءان الكريم؟

 

هل يوجد في القرءان الحكيم آيات غير عربيَّة؟ 
وهل الذكر هو ليس القرءان الكريم؟

وهل الله تعالى حفظ الذكر ولم يحفظ القرءان العظيم؟
وهل الذكر هو الصيغة الصوتيَّة أو المقاطع الصوتيَّة {do re mi fa so la si} --- {كهيعص}؟

* سورة الإسراء
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْءانِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿٤١﴾ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴿٤٢﴾ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴿٤٣﴾.

السلام على من آمن بأنَّ الذكر هو القرءان الحكيم، واللعنة على كل إنسان فرَّق بينهما عن سبق إصرار وترصدّ ولا يريد أن يتوب إلى الله توبةً نصوحًا من بعد ما جاءه من العِلْم.

يقول الدكتور شحرور في إحدى حلقاته أنَّ هناك آيات غير عربية، سبحانه وتعالى عمّا يقول ظلمًا وزورًا، هل تعلم مدى خطورة كلامك هذا؟ وهل تعلم أنَّ بهتانك العظيم هذا فيه طعن بمصداقية كتاب الله جلَّ في علاه؟

سؤالي لك أيُّها الدكتور ما رأيك بهذه الآيات البِّينات والمبيِّنات؟

* سورة يوسف
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾.

* سورة الشعراء
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴿١٩٥﴾.

* سورة طه
وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴿١١٣﴾.

* سورة الرعد
وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾.

وآيات أخرى كثيرة.

ويقول الدكتور محمد شحرور أيضًا أنَّ الله حفظ الذكر ولم يحفظ القرءان ويستدلّ على هذا الزور والبهتان بقول الله تعالى في آية (٩) من سورة الحِجْر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

ويستمرّ الدكتور في تفسيراته الخاصة حتى ذهب إلى القول بأنَّ الذكر هو الصيغة الصوتية المنطوقة للتنزيل كله، وأنا بعون الله سأثبت من خلال الذكر الحكيم نفسه زور قوله وزيف ادِّعاءه، وافتراءه الكذب على كتاب الله عزَّ وجلّ.

لقد قلت يا دكتور صيغة صوتية أو مقاطع صوتيَّة، من أين أتيت بهذا الاحتيال يا من مَلَلْنا فلسفتك السفسطائيَّة؟
هل تعني شيئًا كالسلم الموسيقي مثلاً {do re mi fa so la si} أي هل تعني أنَّ الله تعالى يريدنا أن نتعلمّ المقاطع الصوتيَّة حتى نكون ماهرين في العزف على البيانو، أو في تجويده (غنّيلي شوي شوي)؟

سأتربصّ بك، ولأقعدنَّ لك كل مرصد، ولا أحب أن تظن أنت أو من اتَّبعك بإجرام إلى يوم الدين أنَّ ما بيني وبينكم أشياء شخصية، إنَّ الذي بيني وبينكم كتاب الخالق جلَّ في علاه.

ولذلك مرة أخرى سأردّ على هذا الإدعاء وعلى تحريفك الكَلِمَ عن مواضعه، وسأبيِّن معنى الذكر الذي هو الكتاب والقرءان من خلال آيات الله البيِّنات، ولا بد أن أبدأ بأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم بسم الله الرحمن الرحيم.

إخوتي وأخواتي الأفاضل، لقد أفتى المُفتي الدكتور شحرور على أنَّ الذِكر هو الصيغة الصوتيَّة والمقاطع الصوتية. ولكننا إذا نظرنا في القرءان الكريم نجد ومن دون أدنى شكّْ الكثير من الآيات البِّينات الّتي تُبيِّن لنا بأنَّ الذكر هو ما أنزله الله تعالى وحيًا على رسوله الأمين محمد عليه السلام من قرءان وليس من مقاطع صوتيَّة.

إذًا فالذِّكر في التفسير القرءاني هو القرءان والكتاب وليس المقاطع الصوتيَّة كما يدَّعي الدكتور.

هناك آيات في القرءان العظيم لا تُعدّ ولا تُحصى تُثبت لنا أنَّ الذكر هو القرءان والكتاب، وأنا سوف أتلوا عليكم القليل منها لأنها كافية لأن تبرهن لكم أنَّ الذكر هو القرءان الكريم والكتاب.

تلك الآيات تجدوها في السُور التالية:

(١): * سورة ص
ص ۚ وَالْقُرْءانِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ ....... ﴿٧﴾ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي ۖ بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾.

(في آية (١) وصف الله عزَّ وجلّ القرءان وعرَّفه بالذكر بدليل قوله: "وَالْقُرْءانِ ذِي الذِّكْرِ"، ولم يصف المقاطع الصوتيَّة بالذكر.
وفي آية (٨) أراد تعالى أن يُبيِّن بل يؤكد لنا أنَّ الذّكر الّذي أُنزِل على محمد هو القرءان، وأنَّ القرءان هو ذكر الله.

(٢): * سورة فصلت
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾.

أولاً: لقد عرَّف الله عزَّ وجلّ الذِكر بكتابٍ عزيز، أي عرَّفه بالكتاب ولم يُعرِّفه بالمقاطع الصوتيَّة.

وثانيًا: هذا الكتاب العزيز ليس فيه أي علم باطل إن كان علمًا حاضِرًا أو غائب أو مُستقبليّ لأنه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد.

وثالثًا: إنَّ ما قاله الله تعالى لمحمد في هذا الكتاب العزيز الّذي لا يحتوي علومًا باطلة هو ما قاله لجميع الرُسُل من قبل محمد مِمّا يُثبت لنا أنَّ الذِّكر الّذي أنزله على محمد هو نفس الذِّكر الّذي أنزله على جميع الرُسُل من قبل محمد، إذًا الذِّكر واحد والكتاب العزيز واحد والقرءان واحد أنزله الله تعالى من قبل في السابق على جميع الأنبياء والرُسُل بلغات أعجمية مختلفة، مع فارِق وحيد أنه تعالى أنزله لاحِقًا وأخيرًا قرءانًا عربيًا لا أعجمي.

(٣): * سورة الفرقان
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾.

نجد بأنَّ سبيل الرسول محمد (وجميع الرُسُل) هو الذِّكر الّذي جاء للظالم فرفض أن يتخذ معه سبيلاً. ونجد أنَّ سبيل الرسول الّذي هو الذِّكر هو هذا القرءان الّذي اتخذه قوم الرسول مهجورًا.

وإنَّ قول محمد الّذي سوف يقوله لربهِ عن قومه في الآخرة (شهادته الّتي سوف يشهد بها على قومه أمام الله في الآخرة): "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا" هو أكبر دليل على أنَّ الذِّكر الّذي كان سبيل الرسول محمد عليه السلام هو هذا القرءان الّذي هجره قوم محمد وما زالوا يهجرونه، وليست المقاطع الصوتيَّة.

سيقول الرسول محمد عليه السلام في الآخرة وبكل وضوح:
"... إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا" ولم يقُل: "إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَه المقاطع الصوتيَّة مَهْجُورةً".
وكذلك لم يقُل: "إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ والمقاطع الصوتيَّة مَهْجُورين" أو "إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا الكتاب والمقاطع الصوتيَّة مَهْجُورين".
إذًا سبيل الرسول محمد عليه السلام هو الذِّكْر، والذِّكر الّذي هو سبيل الرسول محمد هو القرءان وليست المقاطع الصوتيَّة.

(٤): * سورة القلم
وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿٥١﴾ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٥٢﴾.

مُختصر مُفيد: الذّكر هو ذِكرٌ للعالمين، والقرءان في التفسير القرءاني هو ذِكرٌ للعالمين وليست المقاطع الصوتيَّة. إذًا الذِّكر هو القرءان الكريم وليست المقاطع الصوتيَّة.

(٥): * سورة الزخرف
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾.

الذِّكر هو ذِكر محمد وقومه، وهو ما أوحِيَ إلى محمد وجعله على صِراطٍ مُستقيم. إذًا الذِّكر الّذي أوحِيَ إلى محمد هو وحي القرءان وليست المقاطع الصوتيَّة، وهو الصراط المستقيم، ومحمد وقومه سوف يُسألون (يُحاسبون) في الآخرة على أساس القرءان وليس على أساس العزف على البيانو والغناء أو التجويد.

(٦): * سورة يس
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءانٌ مُبِينٌ ﴿٦٩﴾ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧٠﴾.

لقد قال الله تعالى: "... إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءانٌ مُبِينٌ"، ولم يقل: "إِنْ هُما إِلَّا مقاطع صوتيَّة وَقُرْءانٌ مُبِينٌ"، مِمّا يدلّنا بل يؤكدّ لنا على أنَّ الذِّكر هو مقرون بالقرءان وهو فقط وفقط القرءان المُبين وليست المقاطع الصوتيَّة.

(٧): * سورة ق
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾.

لقد قال الله تعالى: "... فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ..." ولم يقُل: "فَذَكِّرْ بِالمقاطع الصوتيَّة" أو "فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ والْصيغة الصوتيَّة".

(٨): * سورة الطلاق
... فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴿١٠﴾ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴿١١﴾.

نجد في تلك الآيات أنَّ الذِّكر الّذي أنزله الله تعالى إلى أولي الألباب هو ما تلاهُ الرسول محمد عليه السلام عليهم من آياتِ الله المُبيِّنات لكي يُخرِج بها الّذين ءامنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور. إذًا الذِّكر هو آيات الله المُبيِّنات، أي هو القرءان الكريم وما يحتوي من رسالات الله وكُتبِهِ الّتي أنزلها سابقًا على جميع أنبياءِهِ ورُسُلِهِ.

هل أنزل الله إلينا مقاطع صوتيَّة لكي نجودّ القرءان ونُغنّيه؟

آية ساطعة أكثر من بياض الثلج تُبيِّن أنَّ الذكر هو آيات الله البيِّنات.

(٩): * سورة الصافات
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ﴿١﴾ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ﴿٢﴾ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ﴿٣﴾ إِنَّ إِلَٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ ﴿٤﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴿٥﴾.

نجد في آية (٣) أنَّ الله عز وجل يُقسِمُ "بِالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا"، أي يُقسِمُ بالملآئكة الّتي تتلوا على الأنبياء والرُسُلِ ذِكرًا، أي تتلو على الرُسُلِ وحيًا ذِكرًا، أي تُنزِّلُ من السماءِ ذِكرًا، أي توحي للرُسُلِ ذِكرًا، أي توحي للرسُلِ الرسالات، أي توحي لمحمد القرءان.

إذًا الذِّكرْ المتلو من الملآئِكة هو وحي القرءان الكريم، وبه يُذكِّرُنا أنَّ إلاهُنا واحد وأنه رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ، إذًا في تلك الآيات يُخبرنا الذّكر المتلو بأنَّ الدين واحِد لجميع الأمم، لا أديان ولا أحزاب ولا طوائِف ولا سُنن ولا شرائِع مُختلفة، لقولِهِ تعالى في آية (٤) و(٥): "إِنَّ إِلَٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ".

"فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا": وهل الملائكة تتلوا المقاطع الصوتيَّة آو توحي الذكر على عباد الله؟
وهل الملائكة تُجودّ الذكر؟

(١٠): * سورة القمر
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿١٧﴾.

لقد قال الله تعالى: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ" ولم يقُل: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرءان للصيغة الصوتيَّة فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ" إذًا الذِّكر هوالقرءان وليست المقاطع الصوتيَّة.

(١١): * سورة الأعراف
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥٩﴾ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٦٠﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦١﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٢﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٦٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴿٦٤﴾.

"أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ".  
"أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ".

هل الله تعالى جاء بمقاطع صوتيَّة؟

(١٢): * سورة النحل
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾.

هل أهل الذكر هم أهل المقاطع الصوتيَّة؟

(١٣): * سورة الأنبياء
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴿١﴾ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٢﴾ ..... ﴿٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٧﴾ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴿٨﴾ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ﴿٩﴾ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾.

"لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ...".
"لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ...".

هل أنزل الله تعالى كتابًا فيه مقاطع صوتيَّة؟

(١٤): * سورة الزخرف
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾.

"وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ..." أي ومن يُعرض عن كتاب الله، أي عن القرءان الكريم.
هل الإعراض يكون عن المقاطع الصوتيّة أو يكون عن كتاب الله؟

(١٥): * سورة طه
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ ﴿١٢٦﴾.

وهل من يُعرض عن الصيغة الصوتيَّة تكون له معيشة ضنكًا؟
إذا ضربنا أية (١٢٤) بآية (١٢٦) نجد البرهان المُبين على أنَّ الذكر هو آيات الله وليست المقاطع الصوتيَّة.

آيات بيِّنات لا جدال فيها.

في الختام، إخوتي ؤأخواتي الكرام أرجوا منكم أن تشاهدوا هذه الحلقات، حلقات الإستهزاء بكتاب الله للدكتور محمد شحرور.

سلام الله عليكم.

https://www.youtube.com/watch?v=I8xqogIfdL0

https://www.youtube.com/watch?v=8HMBliZCuzY

228 may 4 2017