تفسير آية (٦٥) من سورة النَمْل من خلال أحسن التفسير (القرءان الكريم)

 

تفسير آية (٦٥) من سورة النَمْل من خلال أحسن التفسير (القرءان الكريم)

 

أهدي مقالتي هذه إلى جميع المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله العليّ الكبير.

السلام على من اتَّبع غيب الله جلَّ في علاه من خلال قرءانه العظيم فقط.

(١): * سورة النمل
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا ۖ بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ﴿٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ﴿٦٧﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾.

آية (٦٥) لا تعني أنَّ الله وحده يعلم غيب السماوات والأرض ونحن لا نعلمه.

إخوتي وأخواتي الكِرام إذا ضربنا آية (٦٥) بآية (٦٦) و(٦٧) نجد أنَّ معنى كلمة غيب في سياق هذه الآية يعني الآخرة، لذلك قال الله تعالى في آية (٦٦): 

"بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَة...". 
"بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَة...".

تفسير معنى الآية من خلال أحسن التفسير كالتالي: أن الله وحدهُ سُبحانه الّذي يُفسِّر، ويُبينّ، ويُفصلّ لنا عِلْم يوم البعث وعِلْم الجنَّة وجهنمّ، أي يجب علينا أن نأخذ علم الآخرة، أي علم يوم البعث وعِلْم الجنَّة وجهنمّ فقط من كتاب الله، لأنَّه هو الكتاب الوحيد الذي يعطينا الحقيقة المطلقة لعِلْم الآخرة، لأنَّ كل كتب التفاسير والأديان والمذاهب الأرضية الباطلة تعطي أمانِّيّ كاذبة وآخرة وهميَّة إلخ...، والبرهان المُبين نجده في سورة البقرة والنجم.

* سورة البقرة
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾.

"وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ..." أي قالوا من خلال دينهم الباطل، أي من خلال كتبهم الباطلة.
"... تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ...".
"... تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ...".
"... تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ...".

* سورة النجم
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ ﴿١٩﴾ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ ﴿٢٠﴾ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَىٰ ﴿٢١﴾ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ ﴿٢٢﴾ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴿٢٣﴾ أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ ﴿٢٧﴾ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴿٢٨﴾.

لأنَّ قوم الرسول الأمين كانوا يؤمنون بشفاعة الملائكة، أي كانوا يؤمنون بآخرة غير الآخرة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز من خلال أسماء، أي من خلال دين باطل، أي من خلال كتب باطلة، لذلك قال تعالى في آية (٢٣) و(٢٤) و(٢٧):

"إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ..." ----- "أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ" ----- "إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ".

"إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ..." ----- "أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ" ----- "إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ".

(٢): وكذلك نفس الشئ بالنسبة لآية (٧) من سورة آل عمران: "... وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ...".

* سورة آل عمران
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾.

"وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه..." أي الله وحدهُ سُبحانه الّذي يُفسِّر، ويُبينّ، ويُفصلّ لنا المُتشابه والمُحكم في قرءانه العظيم وليس أحدٌ غيره، أي لا يجب علينا أن نفهم المُتشابه والمُحكم إلاَّ من الله، أي إلاَّ من خلال عِلمِهِ، أي إلاَّ من خلال تفسيره، وبيانه، وتفصيله لآياته في القرءان، وليس من خلال عِلْم الّذين في قلوبهم زيغ أمثال بُخاري ومُسلم، وأمثال الذين يُسمّون أنفسهم بالتنوريين، وأمثال الّذين يأخذون ما تشابه من الآيات ويُحرِّفون بمعناها حسب أهواءهم، من دون أي دليل أو عِلْم من الله، أي من دون أي دليل أو عِلْم من آيات الله، كما يفعل أئمة الكفر والضلآلة، وكما فعل السلف الطالح وغيرهم من الجهلاء الذين يُسمّون أنفسهم بالباحثين والمُفكّرين.

(٣): * سورة النمل
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾.

* سورة هود
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿٢٥﴾..... تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ... ﴿٤٩﴾.

إنَّ معني كلمة الغيب في آية (٦٥) من سورة النَمْل يعني الآخرة، أما معنى كلمة الغيب في آية (٤٩) من سورة هود يعني الماضي، أي أنباء ما قد سبق، لذلك يجب علينا أن نفهم كل كلمة في القرءان العظيم من خلال سياق الأية، ومن خلال ترابطها وتشابهها، أي ترادفها، هذا هو التدبرّ الحقيقي الذي يعطينا تفصيل وتفسير وبيان القرءان العظيم.

* سورة هود
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿٢٥﴾ ..... قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٤٨﴾ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٩﴾.

"تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ..." معنى كلمة الغيب في هذه الأية (الماضي)، أي قصة نوح عليه السلام في الماضي، أي نبأ ما قد سبق، والدليل نجده في آية (٩٩) من سورة طه.

* سورة طه
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴿٩٦﴾ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ﴿٩٧﴾ إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿٩٨﴾ كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ﴿٩٩﴾.

"قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ"..... "كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ...".
"قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ"..... "كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ...".

في الختام أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يأخذون عِلْم الغيب فقط من خلال قرءانه الحكيم، سلام الله عليكم.

 

226 Apr 28 2017