تفسير آية (٤) من سورة الطلاق "وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ"

 

 

تفسير آية (٤) من سورة الطلاق "وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم)

 

أهدي مقالتي هذه إلى النساء المؤمنات القانتات اللائي يؤمنَّ فقط بكتاب الله جلَّ في علاه

السلام على من اتَّبع شريعة الله العليم الحكيم (القرءان الكريم فقط)

* سورة الجاثية
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١٧﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨﴾.

(١): مقالتي اليوم عن الإثم والبهتان الذي جاء به أئمَّة الكفر والضلالة ومن اتَّبعهم بإجرام إلى يوم الدين، هؤلاء الفاسقين الذين كفروا بآيات الله وافتروا عليه تعالى الكذب،  فحرَّفوا الكَلِمَ عن مواضعه ليتناسب مع أهوائهم القذرة، وليُضِلّوا عباده عن سابق إصرار وترصدّ.

إخوتي وأخواتي الأفاضل، لنرى ما فعل المجرمون بدين الله عزَّ وجلّ ليتناسب مع فسوقهم وفجورهم، حين أحلّوا اغتصاب الطفلة الصغيرة البريئة التي لا حول لها ولا قوة.

لا أظنّ بأنَّ قوم لوط عليه السلام قد فعلوا ما فعل هؤلاء الخنازير وأتباعهم من القِرَدَة.

أخبروني هل هناك أبشع وأقذر وأحقر وأنذل من هذا المعتقد؟
وهل ترك هؤلاء الكفرة الفجرة مكانًا للفضيلة التي يدعونها هم وأتباعهم؟
وهل يُعْقَل أن نسمِّيهم علماء الأمَّة الإسلامية، أو حتى ننسبهم إلى الإسلام، وهم الذين أحلّوا اغتصاب الرضيعة والطفلة؟

* سورة الأعراف
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٣٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿٤٠﴾ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿٤١﴾.

* النساء
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ﴿٤٤﴾ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا ﴿٤٥﴾.

* سورة الكهف
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴿٥٦﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾.

* سورة الأحزاب
إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٦٥﴾ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾.

وآيات أخرى كثيرة تلعنهم وتلعن آباءهم.

(٢): * سورة الطلاق
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ.... ﴿١﴾ ..... وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴿٤﴾.

لقد اتَّخذ هؤلاء المجرمون آيات الله سخرية واستهزءوا بها وذلك بفصلهم آية (٤) عن باقي الآيات وعن نفسها، وبتفسيرهم أنَّ "... اللائي لم يحضن..." هنَّ اللائي لم يَبلغْن، لذلك أصدروا فتاوى نجسة تُبيح للرجل أن يتزوج رضيعة أو طفلة رغم أنَّ آية (٤) تتحدث عن النساء وليس عن الرضيعات أو الصغيرات، جهنم يصلونها وبئس المصير.

إخوتي وأخواتي الكِرام أرجوا منكم أن تقرأوا فتاواهم الخبيثة النجسة كنفوسهم:

الموضوع: نكاح الصغيرة والتلذذ بها جنسيًا
** يجوز التلذذ بلمس الصغيرة، هذا يعني جواز تقبيل الصغيرة ومباشرتها بشهوة بعد استبرائها وإن كانت في المهد، وهذا هو رأي الخرقي وظاهر كلام أحمد. وذكر ذلك أيضًا السرخسي بكتابه المسمى: المبسوط للسرخسي.

** ذكر في المبسوط، للإمام السرخسي المجلد الخامس جزء (١٠) صفحة (١٥٥) كتاب الاستحسان طبعة دار المعرفة ١٤٠٦ هجري.
وهذا فيما إذا كانت في حد الشهوة فإن كانت صغيرة لا يشتهى مثلها فلا بأس بالنظر إليها ومن مسَّها لأنه ليس لبدنها حكم العورة ولا في النظر والمس معنى خوف الفتنة.

** وبشأن التزويج قال مالك والشافعي وأبو حنيفة عن تزويج الصغيرة:
حد ذلك أن تطيق الجماع فيجوز للزوج أن يدخل بها إذا أطاقت الجماع وإن كان عمرها دون السنتين أو الثلاث ويختلف ذلك باختلافهن ولا يضبط بسن، وهذا هو الصحيح،  راجع شرح النووي على صحيح مسلم الجزء التاسع، صفحة (٢٠٦).

** كما يمكن الاستدلال على ذلك بكتاب عمدة القاري بشرح صحيح البخاري جزء (٢٠) صفحة (١٠٦).
لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دوامًا كان النكاح أو منقطعًا، وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة... إلخ.

** قال النووي: وأما وقت زفاف الصغيرة المزوجة والدخول بها: فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة: عُمل به، وإن اختلفا: فقال أحمد وأبو عبيد: تجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها، وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة: حدُّ ذلك أن تطيق الجماع، ويختلف ذلك باختلافهن، ولا يضبط بسنٍّ، وهذا هو الصحيح، وليس في حديث عائشة تحديد ولا المنع من ذلك فيمن أطاقته قبل تسع ولا الإذن فيمن لم تطقه وقد بلغت تسعًا، قال الداودي: وكانت عائشة قد شبَّت شبابًا حسنًا رضى الله عنها. "شرح مسلم" الجزء التاسع صفحة (٢٠٦).

(٣): سأعود إلى آية (٤) من سورة الطلاق:

* سورة الطلاق
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴿٤﴾.

يخبرنا الله تعالى من خلال آية (٤):

*** أنَّ النساء "... اللائي يَئِسْنَ من المحيض..."، أي اللائي انقطع عنهنَّ المحيض تقريبًا، أي اللائي تجاوزن تقريبًا مرحلة الحيض، عِدتَّهنّ ثلاثة أشهر.
*** وأنَّ النساء "... اللائي لم يَحِضْن..." أي اللائي لا ينتظم حيضهن من النساء عِدَتَهُنّ أيضًا ثلاثة أشهر.
*** وأنَّ النساء "... أولات الأحمال أجَلَهُنَّ أن يَضَعْنَ حَمْلَهُنّ...".

فهل الرضيعة أو الطفلة تحيض أو تحمل أيُّها الكفرة الفجرة؟

باختصار مُفيد، إنَّ آيات سورة الطلاق تتحدث عن الطلاق وعِدَّة المُطلقَّة، هل هناك أوضح من هذا التفسير؟

هذه الآية الكريمة آية (٤) لو قرأها بَغل أو حمار أو تَيْس لَفَهِمَها، ولكن علماء وأئمَّة الأمَّة الإسلامية بجلالة قدْرِهِم ورِفْعَة شأنِهِم وسُموِّ مكانَتِهِم لم يفهموها، يا للعجب.

* سورة الجمعة
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾.

فهل يمكن أن نقول بأنَّ هؤلاء الأبالسة وشياطينهم الذين اتَّبعوهم بإجرام إلى يوم الدين قد اجتهدوا وأخطأوا وأيضًا لهم أجْر؟
هل لهم أجر أم لهم جهنم وبئس المِهاد؟
لعنهم الله جميعًا وأدخلهم الدرك الأسفل من النار.

في الختام، أدعوا الله تعالى أن يُبعدنا عن أئمَّة الخنازير ومن اتَّبعهم من القِرَدَة بإجرام إلى يوم الدين.

* سورة المائدة
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ﴿٥٩﴾ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٦٠﴾.

 

221 Apr 21 2017